يخطئ ويظن الكثير من الناس أنه عندما تتغير ظروفه أنه سوف يتغير حاله للأفضل، لمجرد أن الظروف تغيرت، فالظروف سهل تغيرها، ولكن من الصعب أن يتغير الإنسان بسرعة ويتكيف مع وضعه الجديد.
يقول دينس ويتلى: "هناك خياران مبدئيان فى الحياة: إما أن تتقبل ظروف الوضع الحالى، كما هى، أو أن تتقبل مسئولية تغيير هذا الوضع".
قد ينتقل الإنسان من مكان ما متواضع المعيشة إلى مكان أفضل ولكن تظل بداخله بيئته المكتسبة تلازمه، أينما ذهب، فالتغيير حدث فقط فى المكان، وتغيير أثاث البيت، ولكن يظل صاحب البيت بموروثاته ومعتقداته وسلوكياته، كما هى ولكى يحدث توازن طبيعى لتغيير الإنسان من الداخل يحتاج ذلك إلى جهد عظيم لأن طبيعة البشر معقدة وليست بالأمر الهين.. فالتغيير لا يأتى بقرار يتخذ ولكن الالتزام به يحتاج إلى صبر وعلم وعمل حتى لا نخطئ فى فهم أنفسنا وظلمها عما كانت عليه قبل ذلك.
كذلك التغيير فى حياة الشعوب يحتاج إلى وقت كاف لكى تنتقل من مرحلة الظلمات من فقر وظلم وجهل وفوضى وسلوكيات سيئة إلى إن ندرك ونعى معنى أن تتغير الظروف.. ولا يتغير الإنسان.. نفقد كل ما حصلنا عليه لأننا لم ندرك كيفية الحفاظ على ما حققناه من مكاسب.
فالتغيير، الذى يحدث يتحقق فقط فى الظروف، فالإنسان كالغريق الذى أوشك على الغرق، ولكنه يعثر على طوق نجاة فى وسط البحر نعم تغيرت الظروف وأصبح فى أمان نوعاً ما ولكنه مازال فى خطر لا يدرى ماذا يفعل...؟
يقول بنيجامين ديزرائيل: "الإنسان ليس وليد الظروف، بل الظروف من صنع الإنسان، ولا شىء يمكن أن يقف أمام إرادة الإنسان، التى تفرض وجودها حتى على هدفها المحدد".
إذا كنت لا تدرى ماذا تفعل بعد تغير ظروفك فليس بكارثة عدم المعرفة.. فتعلم.. الكارثة أن تدعى أنك تدرك كل شىء، وأنك بين يوم وليلة سوف تحدث معجزة فى سلوكياتك.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد المصرى _ اسوان
مقااااااااااال راااائع
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود كرم الدين محمود
من الذي يغير من؟
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد العربي
كلامك راقي
عدد الردود 0
بواسطة:
زكي النجار
شكرا لك
كل عام وانت بخير استاذنا القدير وبارك الله فيك
عدد الردود 0
بواسطة:
توفيق محمود
الحرية والظروف