"بى بى سى": الضربات الجوية فى سيناء ربما تكون بداية لفصل دموى جديد

حذرت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" من أن الضربات الجوية فى سيناء ربما تكون بداية لفصل دموى جديد.

وقالت بى بى سى، فى تعليق كتبه مارك أوربان، محررها لشئون الدبلوماسية والدفاع، إن سيطرة الحكومة المصرية على شبه الجزيرة كانت ضعيفة فى أحسن الأحوال فى الأشهر الماضية، وتجلت مخاطر ذلك فى الهجوم الذى أسفر عن قتل 16 من قوات حرس الحدود فى رفح يوم الأحد الماضى.

ويشير تقرير بى بى سى إلى أن سكان شبه الجزيرة، خاصة من قبائل البدو المدججين بالأسلحة الثقيلة، وهو ما كان يجعل المسئولين العسكريين فى مصر مترددين فى المواجهة.

والآن، يتابع التقرير، فى واحدة من المفارقات المريرة للسلطة فى الشرق الأوسط، أنها ذهبت إلى رئيس من الإخوان المسلمين وهو محمد مرسى والذى يقوم بتضييق الخناق على المسلحين الذين يزعمون الشرعية الإسلامية لهجماتهم. وبما يمكن القول بأن مرسى هو الرجل المثالى للقيام بذلك، نظراً لأنه يتمتع بتفويض ديمقراطى ودرجة من الدعم من المؤسسة الدينية فى مصر.

وتذهب بى بى سى إلى القول بأن هناك قدراً كبيراً من السخرية فى القاهرة حول الدوافع الدينية للقبائل، بما أنهم متورطون فى تهريب المخدرات والأسلحة والبشر.

وحتى الغارة على منطقة توما القريبة من قطاع غزة على البحر المتوسط ربما تشير لبدء فصل دموى جديد لسيناء، فالغارة التى قامت فيها طائرات هليكوبتر بإطلاق صواريخ على البلدة حملت طابع العقاب الجماعى أو الانتقام لحادث يوم الأحد الإرهابى.

وترى بى بى سى أن هناك من يريد الانتقام بكل تأكيد من قوات الأمن، ومع وجود عصابات مسلحة فى شبه الجزيرة يعتقد أنها تمتلك المئات من الأسلحة الخفيفة، فضلاً عن العربات وقاذفات الصواريخ المتعددة، فإن لديهم قدرة كبيرة على إحداث اضطرابات.

وتبرهن الهيئة البريطانية على ذلك بالقول، إن تفجيرات شرم الشيخ التى راح ضخيتها 84 شخصاً عام 2005 ألقى بمسئوليتها من قبل قوات الأمن على عناصر من داخل قبائل البدو على صلة بالقاعدة.

وقد أتاح حادث الأحد الإرهابى، الذى قتل فيه 16 من الجنود المصريين، الفرصة لمرسى لجعل الضربات الموجهة فى سيناء رداً على تحدى السلطة الوطنية وليس هجوماً على إسرائيل.

إلا أن نطاق التصعيد الخطير لهذا العنف والمصاعب السياسية التى تواجه الرئيس تجعل شبه جزيرة سيناء مكاناً رئيسياً يُراقب خلال الأشهر المقبلة.