نائب نجاد يزور القاهرة ويلتقى الرئيس فى محاولة لتجاوز 25 عاما من القطيعة فى عهد مبارك بين القاهرة وإيران.. وقبول مرسى دعوة حضور قمة عدم الانحياز خطوة تاريخية لاستعادة العلاقات السياسية والاقتصادية

الثلاثاء، 07 أغسطس 2012 11:24 ص
نائب نجاد يزور القاهرة ويلتقى الرئيس فى محاولة لتجاوز 25 عاما من القطيعة فى عهد مبارك بين القاهرة وإيران.. وقبول مرسى دعوة حضور قمة عدم الانحياز خطوة تاريخية لاستعادة العلاقات السياسية والاقتصادية الرئيس محمد مرسى
إعداد محمد فهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تستعد حاليا سلطات مطار القاهرة الدولى لاستقبال نائب الرئيس الإيرانى حميد بغائى، والذى يزور القاهرة اليوم للقاء الرئيس محمد مرسى، لبحث فتح سفارة مصرية بطهران، والبدء فى عملية التبادل التجارى وتشجيع السياحة بين البلدين، وتحديدا السياحة الإيرانية الوافدة إلى مصر.

يشار إلى أن أسباب الزيارة التى أُعلنت تلخصت فى تسليم نائب الرئيس الإيرانى دعوة رسمية للدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، لحضور اجتماع قمة دول عدم الانحياز المقرر انعقاده فى العاصمة الإيرانية طهران، يوم 31 أغسطس من الشهر الجارى.

وتفرض قضية العلاقات المصرية الإيرانية نفسها على الساحة السياسية بين البلدين خاصة بعد خلع الرئيس السابق مبارك وقيام ثورة 25 يناير، فتم فتح ملف عودة العلاقات بشكل جديد بين البلدين، ومناقشة فتح سفارة لطهران بالقاهرة وكذلك سفارة لمصر فى إيران.

ولكن من حين إلى آخر تحيط العلاقات حالة من التوتر والخوف مما يصعب على البلدين المضى قدما فى عودة العلاقات، ويأتى خطر نشر المذهب الشيعى فى قائمة أخطر القضايا الشائكة بين البلدين، وهناك الملف الخليجى الذى يزيد توتره يوما بعد يوم، وهناك مخاوف من عزل مصر عن دول الخليج، إذا تمت العودة للعلاقات مع إيران بشكل كامل.

ويرى البعض أن المصالح المصرية تحتم على القيادة الجديدة التعامل مع الملف الإيرانى بمنطق المصلحة، وبكونها دولة كبيرة ومهمة فى المنطقة إلى جانب العلاقات الأزلية والتاريخية التى كانت بين الدولتين والتى لا يمكن تجاهلها.

وتمتد العلاقات المصرية الإيرانية إلى عمق التاريخ، ويعود تاريخ العلاقات بين البلدين فى العصر الحديث إلى سنة 1847 حين وقعت معاهدة أرضروم الثانية بين الدولة القاجارية الإيرانية والدولة العثمانية والتى جاء فيها أن الدولة الإيرانية تستطيع تأسيس قنصليات لها فى الولايات العثمانية، فتم افتتاح قنصلية لرعاية المصالح الإيرانية فى القاهرة، وكان أول سفير إيرانى فى مصر هو حاجى محمد صادق خان، وقد أعقب ذلك توقيع اتفاقات صداقة بين البلدين فى العام 1928.

وكان قد حدث تطور جديد فى العلاقات بزواج يقرب بين العائلتين الملكيتين فى الدولتين، حيث تزوجت الأميرة فوزية - شقيقة الملك فاروق الأول - من ابن الشاه الإيرانى محمد رضا بهلوى.

ويمثل عام 1979 نقطة فارقة فى تاريخ العلاقات المصرية الإيرانية، حيث شهد هذا العام انتهاء حكم الشاه محمد رضا بهلوى وقيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كذلك شهد الخلاف المصرى الإيرانى حول التسوية السلمية للصراع العربى الإسرائيلى والذى انتهى بقطع العلاقـات المصرية الإيرانية فى ذلك العـام، وبدءا من ذلك التاريخ أخذت عوامل الاختلاف والتباعد تتراكم بين البلدين خاصة مع احتدام الخلاف بينهما حول قضية أمن الخليج العربى.

ومع بداية عقد التسعينيات بدأت محاولات عديدة لتحقيق انفراج فى العلاقات المصرية الإيرانية فرضتها متغيرات البيئة الخارجية لتلك العلاقات سواء على المستوى الدولى أو المستوى الإقليمى وما تحمله من فرص أو تحديات دفعت الدولتين إلى التقارب بشأنها سواء فيما يتعلق بهيكل النظام الدولى وتزايد القلق حول تهميش دور الأمم المتحدة فى التفاعلات الدولية أو التحديات التى فرضتها العولمة بأبعادها السياسية والاقتصادية والثقافية وأدت إلى ضرورة التنسيق بين الدول النامية، يضاف إلى ذلك تعاظم التفاعلات على المستوى الإقليمى وبلوغ ذلك الذروة مع الغزو الأمريكى للعراق عام 2003.

وتم لقاء الرئيس الإيرانى محمد خاتمى والمخلوع حسنى مبارك على هامش قمة المعلومات التى عقدت فى جنيف فى 10/12/2003، وهو أول لقاء بعد 25 عاما من القطيعة بين الدولتين مما أعطى انطباعا بإمكانية تحسن العلاقات بين الدولتين، على الرغم من عدم إغفال العقبات الموجودة فى سبيل تطور العلاقات بين البلدين، خاصة أنه فى مرحلة ما بعد خاتمى زادت الهوة بين مصر وإيران أكثر مما كان متوقعا فلم تتحسن العلاقات بين الدولتين، بل اتسعت حدة الخلافات بينهما، مما يدعو إلى ضرورة النظر فى العوامل المؤثرة على تلك العلاقات وإمكانية الدفع بها فى طريق.

ويوضح تأمل العلاقات بين مصر وإيران أن تلك العلاقات لا تتأثر فقط فى تطورها بالمتغيرات الداخلية فى كل منهما، بل أيضا بالمتغيرات الكامنة فى البيئة الخارجية سواء على المستوى الدولى أو المستوى الإقليمى، خاصة بعد الاحتلال الأمريكى للعراق عام 2003.

والعلاقات الاقتصادية بين البلدين تعتبر أساسا ضروريا لتطوير العلاقات فى المجالات الأخرى سواء سياسيا أو ثقافيا خاصة فى عصر العولمة الذى واكبته تحديات عظام تواجه الاقتصاديات النامية، مما يستوجب التقارب بين البلدين الناميين، وإذا أخرنا تقوية العلاقات الاقتصادية بسبب المعوقات السياسية فلا شك أن علينا أن نتوقع أعاصير عصر العولمة التى لم ولن ترحم لا إيران ولا مصر.

فهل ينجح مرسى ونجاد فى هدم ما بناه مبارك ووضع بناء ثقة بين الدولتين قائما على دعم الاقتصاد وعودة السائحين الإيرانيين لمصر؟ أم أن العقبات ستتوالى، وسيكتفى الرئيس مرسى بعلاقات قوية مع الخليج على حساب إيران كما فعل مبارك.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة