فى الوقت الذى انشغل فيه الجميع بحملة وطن نظيف، ورفع مخلفات القمامة من الشوارع الرئيسية باتت أماكن موائد الرحمن خارج الخدمة، ولا يتوفر بالقرب منها صناديق كافية لجمع القمامة فيها، وهو ما يجعلها مرتعا للكلاب الضالة والحيوانات، خاصة أن "النبيشة" لا يقتربون منها لأنها تحتوى على مخلفات عضوية لا يستفيدون منها باستثناء الأماكن التى يوجد بالقرب منها الباعة الجائلون.
بجوار كل مائدة رحمن تجد صندوقا كبيرا مليئا بمخلفات الموائد والمأكولات والعبوات الخاصة بوجبة الإفطار خاصة فى الأحياء الشعبية وقرب المساجد الكبيرة، ففى حى الحسين وبالقرب من ميضة المسجد تجد الباعة الجائلين والمجاذيب وبعض العمال يجلسون قبل الإفطار يفترشون الممر الطويل للمسجد بالقرب من أكبر مائدة للرحمن، فهو طقس رمضانى مهم، وبالقرب من المائدة تجد الأوانى الضخمة فوق البوتاجازات الحديد تخبر المارة بنوع الطعام الذى سيقدم اليوم، إن كان بطاطس مطبوخة أو كوسة أو أى خضار، كل هذا قبل الإفطار مباشرة، لكن الوضع يختلف تماما بعد الإفطار، فالكل يذهب لحال سبيله تاركا خلفه بقايا إفطاره وبعض الأكياس السوداء التى كان يحتفظ بها البعض ليملأها بالطعام .
الوضع يجعل بعض عمال الخدمة فى الموائد يبذلون بعض المجهود لتجميل الصورة وجمع كل المخلفات فى أقرب صندوق، الذى فى الغالب يبعد أمتارا من مكان المائدة، فيضطر البعض لتكويمها فى مكان بالقرب من جدار أو كشك مغلق، مما يجعلها ملاذا لبعض القطط والكلاب بالمنطقة، لتتجمع حولها وتنبشها لتنثرها فى المنطقة المجاورة لها، وهو ما يضطر بعض أصحاب المحلات فى صباح اليوم التالى لحرقها للتخلص من رائحتها النتنة، وهو ما يجعل الدخان الأسود ينتشر نتيجة لحرق بعض الأكياس البلاستيكية والكارتون لتتصاعد ألسنة الدخان للمنازل، وهو ما ينشب عنه حيانا بعض المشادات الكلامية بين السكان وصاحب المحل الذى أقدم على حرق المخلفات للتخلص منها.
بالقرب من مسجد الفتح بميدان رمسيس وبالتحديد خلف المسجد وفى الساحة الخلفية له نفس الصورة تتكرر على مدار أيام العام وليس فى شهر رمضان فقط، فالمسجد به مائدة رحمن كل أيام العام لعابرى السبيل والباعة المحيطين بالمسجد، ويزداد الأمر بشاعة فى رمضان، حيث يزداد عدد المريدين والمترددين على مائدة مسجد الفتح، مما يزيد حجم المخلفات للمائدة التى تستقبل يوميا حوالى 1000 شخص، وبعد زيادة عدد الباعة الجائلين حول محطة مترو رمسيس والميدان بشكل عام ومدخل الفجالة وشارع الجمهورية يضاف لمخلفات الموائد مخلفات البيع من كارتون وأكياس بلاستيك وفيبر، فيمكنك وأنت واقف بالقرب من المسجد أن تحصى أكوام القمامة التى ترتفع لمتر أو مترين، والتى يزيد عددها عن خمسة أكوام تقريبا، اثنان منهما بجوار الساحة الخلفية للمسجد، واثنان فى مدخلى شارع الفجالة والجمهورية وشارع محمد على والخامس بالقرب من حديقة الميدان أسفل كوبرى رمسيس بجوار موقف السلام، وتجذب عمال النبيشة ليحددوا مكانا يجمعون فيها الكارتون وأكياس البلاستيك وزجاجات المياه المعدنية على شكل أكوام يمرون كل ثلاثة أيام لحملها على سيارتهم الخشبية، تمهيدا لنقلها لمقر عملهم أن كان بالمقطم أو الخصوص.
مخلفات موائد الرحمن تزيد تراكمات القمامة فى القاهرة الكبرى.. والأهالى يتخلصون منها بالحرق بعد بعثرتها وعبث القطط والفئران والكلاب بها..وبواقى مائدة مسجد الفتح ملاذ للباعة الجائلين و"نبيشة"القمامة
الثلاثاء، 07 أغسطس 2012 08:41 ص