بالرغم من اتساع مساحتها فهى أكبر قرية على مستوى محافظة سوهاج إلا أن الكهرباء لم تصلها مثل باقى قرى الصعيد، كان شباب قرية "شطورة" يذهبون إلى المدارس الحكومية بمركز "طهطا" لتلقى العلم نهاراً وإذا جن المساء عليهم، أناروا المشاعل والمصابيح الصغيرة التى تعمل بالغاز للإنارة لاستذكار دورسهم، وبالرغم من مشقة رحلة العلم نهارا التى تتخطى الـ20 كيلو متر من القرية إلى المركز كانوا يترجلها طلاب العلم على الإقدام وبالرغم من عدم وجود "الكهرباء" بالقرية ليلا، إلا أن ذلك لم يمنعهم من الاستمرار فى تلقى العلم بل كان يزيد عدد طلاب العلم النازحين من القرية نحو المدينة يوما بعد الآخر، حتى خرجت هذه القرية 260 أستاذ جامعيا وأطباء ومهندسين وعلماء دين، خلال مدة زمنية قليلة بالرغم من ضعف الإمكانيات والفقر، حتى تم اختيار قرية "شطورة" كأفضل قرية فى التعليم على مستوى الجمهورية سنة 1993.
أهالى القرية ظلوا يعانوا من عدم وجود الكهرباء بالمنازل بالرغم من وجود هذا العدد من المتعلمين والمثقفين وبالرغم من كل المحاولات التى بُذلت عن طريق الشكاوى والالتماسات للمسئولين لكنها كلها باءت بالفشل، حتى جاءت الفرصة المناسبة عندما تسربت أنباء لأهالى القرية مفادها أن وزير الكهرباء يتوجه فى زيارة قادما من القاهرة نحو أسوان وسيمر على القرية من خلال طريق القاهرة ـ أسوان الزراعى، واختمرت فى ذهن الأهالى فكرة جذابة عندما تجمهروا على جانبى الطريق وبعدما خرج موكب الوزير من مدينة "طما" قادما نحو "طهطا" شاهد القرى جميعها مظلمة لكنه فجاءة اكتشف وجود إنارة قوية على مدخل قرية "شطورة" حيث حمل الأهالى مشاعل من النار ووقفوا بها على جانبى الطريق للإنارة للوزير، الذى توقف بالموكب أمام القرية، فانهالوا عليه الأهالى بالقاء كميات كبيرة من الأوراق كلها تطالب بإدخال الكهرباء للقرية التى يقطنها عدد كبير من المثقفين، وهو الأمر الذى وافق عليه الوزير فى الحال، لتصبح قرية "شطورة" أول قرية يدخلها نور الكهرباء فى الصعيد بعدما دخلها نور العلم، لكنها باتت تعانى من جديد بعدم وجود الكهرباء خلال هذه الأيام والتى تنقطع عنها شبهة يوميا.
محمود عبد الراضى يكتب: نور الكهرباء ونور العلم فى شطورة
الثلاثاء، 07 أغسطس 2012 12:33 ص