دفع تحذير رئيس البنك المركزى الأوروبى ماريو دراجى من المراهنة ضد اليورو المتعاملين إلى التوقف والتفكير ومن المنتظر أن يدفع العملة للارتفاع فى الأسابيع القادمة، لكن أى تأخر فى تطبيق إجراءات مكافحة الأزمة سيعرضها لعقاب السوق.
ومنذ تصريحات دراجى يوم الخميس الماضى والتى سلطت الضوء على عزمه حماية منطقة العملة من التفكك ارتفع اليورو إلى أعلى مستوى فى شهر مقابل الدولار والجنيه الاسترلينى.
كما انتعش أمام العملات الأخرى وذلك لتوقعات بأن البنك المركزى الأوروبى سيتخذ إجراء حاسما لخفض تكاليف الاقتراض المعوقة بالنسبة لاسبانيا وايطاليا البلدين اللذين فى بؤرة أزمة ديون منطقة اليورو المستمرة منذ ثلاث سنوات والتى مازال من الممكن أن تمزق المنطقة.
وقال متعاملون ومحللون، إن تصريحات دراجى قلصت مخاطر حدوث مفاجأة سلبية لليورو، لكنهم يضيفون أنها لم تشتر إلا وقتاً محدوداً لصناع السياسات كى يحولوا تعهداتهم إلى أفعال.
وفى الأسبوع الماضى أشار البنك المركزى الأوروبى إلى أن أى استئناف لبرنامجه لشراء السندات لن يكون قبل سبتمبر، وأن مثل هذه الخطوة لن تحدث إلا إذا طلبت الحكومات مساعدة من صندوقى إنقاذ منطقة اليورو.
ورغم هذا رحب المتعاملون الذين دأبوا على بيع اليورو هذا العام باستعداد دراجى لوضع سياسات للحيلولة دون تفكك العملة، وقالوا إن تصريحاته زادت من مخاطر المراهنة ضد بقاء اليورو.
وقال متعامل كبير فى الصرف الأجنبى لدى بنك ضخم "لا جدوى من المراهنة ضد المركزى الأوروبى، حدث تحول فى ميزان المخاطرة والعائد بالنسبة للمراكز المدينة فى اليورو.
"فتح دراجى الباب لتحرك قوى من البنك المركزى الأوروبى فى حالة اتساع فرق عوائد السندات لدول التخوم بدرجة أكبر، حالما بلين موقف أسبانيا وإيطاليا وتطلبان مساعدة الاتحاد الأوروبى نعتقد أن الأسواق سوف تصعد".
وفى حين لم تتضح بعد تفاصيل الطريقة التى سيشترى بها البنك المركزى السندات وحجم المبالغ التى سيكون مستعداً لإنفاقها فإن استعداده لاتخاذ قرارات جريئة سيساعد اليورو على تعويض بعض خسائر العام قبل اجتماع البنك المركزى فى سبتمبر.
وقال جورج سارافيلوس محلل سوق الصرف فى دويتشه بنك "ثمة أداة تدخل جديدة قيد الإعداد ستتيح قوة نيران لا محدودة لحماية التصنيفات السيادية الأوروبية".
"حقيقة أن أداة المساندة تلك هى قيد الإعداد ستعمل على إحداث خفض كبير لعلاوة المخاطرة فى الأصول الأوروبية وفى اليورو حتى قبل الاتفاق على التفاصيل. حان الوقت لتحول مؤقت إلى المراهنة على صعود اليورو مقابل الدولار والين والاسترلينى".
وعلاوة المخاطرة هى الزيادة التى يطلبها المستثمرون عند شراء أصل قياسا إلى نظيره الذى لا ينطوى على مخاطر عالية.
وتوقع سارافيلوس ارتفاع اليورو إلى 1.27 دولار وإلى 100 ين يابانى وإلى 81 بنسا مقابل الاسترلينى. وسجل اليورو 1.2425 دولار و97.50 ين و79.35 بنس فى معاملات اليوم الثلاثاء.
متعاملو سوق الصرف يأخذون بنصيحة عدم المراهنة ضد اليورو
الثلاثاء، 07 أغسطس 2012 06:23 م
اليورو
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة