حسناً فعل الرئيس مرسى بزيارته لمدينة الأقصر فى محاولة للتفاعل مع أكبر المدن السياحية، وأكثرها امتلاكا للآثار على مستوى العالم.. وجاءت رسالته التى أطلقها من معبد الكرنك لدعوة السياح لزيارة مصر، كبادرة حسن نية تجاه صناعة السياحة. جاءت الرسالة كإعلان نوايا تجاه صناعة السياحة والعاملين بها، الذين ساورتهم الشكوك حول نوايا الرئيس وحزبه تجاه تلك الصناعة التى تعد العمود الفقرى لاقتصاد مصر.. وقد تقبل السائحون الرسالة بقبول حسنٍ، رغم عدم اتساقها مع المفهوم الأمثل للإعلام والإعلان السياحى.
أقول ذلك لأن للحملات الإعلامية والإعلانية المتعلقة بالتنشيط السياحى مواصفات ومراحل محددة، افتقرت إليها رسالة الدكتور مرسى.. فالدعوة لم تكن مباشرة بمعنى أنها لم تأت بعد تحديد الهدف من الزيارة، على اعتبار أنها زيارة لتوجيه رسالة للعالم من أهم منطقة أثرية فى مدينة الأقصر، وإنما جاءت فى إطار زيارة الرئيس للأقصر للالتقاء بالقيادات المحلية، وبحث مشاكل المدينة بشكل عام.. والدعوة لم تكن فى إطار إعداد قوى لحفل، كنا نتمناه عالميا مفعما بالمؤثرات الصوتية والبصرية ليكون غرضه الأوحد هو التسويق للسياحة المصرية، بحيث يستخدم استخداما عالميا إعلاميا واضحا ومباشرا بلا مواربة.. كنا نتمناه احتفالا على سفح الأهرامات باعتبارها الأثر الأشهر فى تاريخ الإنسانية، برسالة سلام مصرية خالصة من عمق تاريخ الوطن.. كنا نتمناها رسالة أكثر مهنية يقوم بالإعداد لها متخصصون يحددون مراحل تقديم الفكرة والرسالة الإعلامية، ويكتبون فيه للرئيس رسالة أكثر مهنية وعلمية يوجهها للعالم بكلمات محددة.
إن التنشيط السياحى فى العالم، تخطى بمراحل عدة مستوى رسالة يوجهها رئيس الدولة فى زيارة سريعة لمنطقة أثرية.. تخطى مستوى استقبال السياح بالدفوف ورقصة التنورة وتوزيع أوراق البردى.. تخطى مستوى توزيع أعلام الدولة مع إبتسامة عريضة.. تحول التنشيط السياحى إلى علم متخصص تقوم به بيوت خبرة ودراسات علمية منظمة، لتضع خططاً تنفذها شركات تعمل بثقلها فى هذا المجال.. وبالتالى فقد خرج التنشيط السياحى من مستوى "الشاطرة تغزل برجل حمار" إلى مستوى إنفاق الملايين التى تضعها الدولة كاستثمار سريع، بل وشديد السرعة فى مردوده .. استثمار الهواء والشمس والبحر والتاريخ والعلم وعلم الضيافة والإعلان.. كل ذلك من أجل الحصول على المردود السريع للسياحة التى تدر المليارات فى أشهر قليلة، ولا تحتاج إلا لبعض التخطيط العلمى المتخصص.. إننا فى مصر نبدأ عهداً جديداً للسياحة، مع وزير جديد نتمنى له التوفيق، ونمد له يد العون بلا تحفظات، نبدأ عهدا جديدا يبدى فى رئيس الدولة رغبته فى النهوض بقطاع هو الأهم فى اقتصاديات الدول الحديثة.
نحتاج فى هذه اللحظة إلى مزيد من الخبرات وتبادل الخبرات وعدم البخل بالخبرات، نحتاج إلى الاستعانة بالمتخصصين فى توجيه الحملات الدعائية، وألا نبخل عليهم بالإنفاق اللازم لحملاته.. فالمردود كبير وسريع.. نحتاج إلى الكثير من حسن النية للتقدم نحو المستقبل.. نصيحة أخيرة أوجهها لحزب الحرية والعدالة ولوزير السياحة.. إذا كنتم تبحثون عن النجاح فى الإعلان عن السياحة، فابحثوا عن السيد ممدوح البلتاجى الوزير الأسبق للسياحة، وابحثوا عن الفريق الذى عمل معه.. فما شهدته مصر فى عهد هذا الوزير من تدفق سياحى يعد علامة فى تاريخ التنشيط السياحى فى العالم.. استشيروه واسألوه النصيحة.. واسألوا له اللهَ الصحة والعافية والشفاء.
طه أمين يكتب: التنشيط السياحى ....علمٌ وإدارة
الثلاثاء، 07 أغسطس 2012 11:16 م
معبد الكرنك
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة