وصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية هجوم سيناء الذى وقع الأحد الماضى بأنه يمثل معضلة لإسرائيل، حيث إن الرد الإسرائيلى على هذا الهجوم الذى حاول منفذوه التلسل إليها واستهدافها كان مقيدا بسبب العلاقات السياسية الحساسة مع مصر.
وتقول الصحيفة إن القلق الإسرائيلى من تزايد الفوضى والعنف فى سيناء تنامى بشكل مطرد منذ سقوط حليفها السابق حسنى مبارك الذى تمت الإطاحة به بثورة 25 يناير. فإلى جانب وقوع ثلاث هجمات خطيرة عبر الحدود إحداها كان فى يونيو الماضى أدى إلى مقتل عامل إسرائيلى، والثانى كان هجوم الأحد الماضى، فإن خط نقل الغاز المصرى لإسرائيل تم تفجيره أكثر من 10 مرات.
وتعد سيناء الفقيرة والمهملة أرضا خصبة للاستياء والتشدد بين سكانها البدو منذ سنوات طويلة، إلا أن إسرائيل تقول الآن إنها تكتشف وجود مسلحين وجماعات تابعة للجهاد العالمى، والمرتبطة بتنظيم القاعدة.
ونقلت الصحيفة عن الجنرال دان هاريل، النائب السابق لرئيس هيئة الأركان بالجيش الإسرائيلى قوله: "إن هناك مشكلة مع القبائل البدوية التى تنجرف نحو الأيدلوجية الإسلامية المتشددة، وتجعل نفسها جزءا من حركة الجهاد العالمى، والتى يقصد بها شبكة فضفاضة من المنظمات الإرهابية الصغيرة التى تحاول أن تحارب النظام الحالى".
وتتابع الجارديان قائلة، إن إحدى الصعوبات التى تواجهها إسرائيل هى جمع المعلومات الاستخباراتية عبر الحدود.
ويقول ياكوف كاتز، الصحفى الإسرائيلى المتخصص فى الشئون العسكرية والدفاعية، إن إسرائيل تسيطر بشكل جيد على ما يحدث فى غزة نتيجة للرقابة الجيدة عبر طائرات الاستطلاع والاستخبارات البشرية، إلا أن سيناء أكثر صعوبة.
وبرغم ذلك، تتابع الجارديان، فإن إسرائيل حذرت من وقوع هجوم وتعاملت معه بشكل سريع عندما حدث، وأحبطت حادثا كان سيكون له آثار خطيرة، حسبما قال وزير الدفاع إيهود باراك. وفى غزة، فإن المعلومات الاستخباراتية أسفرت عن ضربة وقائية ضد خلية عسكرية كانت تخطط لهجوم، وهو خيار ليس متاحا ببساطة على الحدود المصرية.
ويرى الصحفى الإسرايلى أن الرئيس محمد مرسى سيتعين عليه أن يتعامل مع الموقف الذى راح ضحيته ستة عشر من قوات حرس الحدود. فحتى الآن، كان يمكنه الادعاء بأن الأمر لا يمثل مشكلة كبير، لكن الهجوم الذى وقع أول أمس يمكن أن يكون نقطة تحول، فهل ستسيطر الحكومة على المنطقة أم تسمح باستمرارها كملاذ آمن للقاعدة وجماعات الجهاد العالمى.
وتحدثت الصحيفة البريطانية عن الموقف الدقيق الذى تواجه إسرائيل فى سيناء، ونقلت عن هاريل قوله إن الدولة العبرية لديها مصالح إستراتيجية فى الحفاظ على معاهدة السلام، وهذا هو السبب الذى لا يجعلها تهاجم الأراضى المصرية وتنقل التحذيرات التى لديها للسلطات المصرية على أمل أن يتعاملوا معها. بينما يرى كاتز أن تداعيات أى عمل إسرائيلى عبر الحدود ستكون كبيرة منها إنهاء اتفاق السلام ومظاهرات فى شتى أنحاء مصر وطرد السفير من القاهرة. ومن ثم فإن قدرة إسرائيل على الرد على مثل هذه الهجمات محدودة.
موضوعات متعلقة
◄بالصور..الآلاف يتجمعون لتشييع جنازة شهداء رفح أمام النصب التذكارى
◄البلتاجى يطالب الأجهزة الأمنية بالكشف عن القتلة أو الاستقالة
◄الرئيس الفلسطينى يعلن الحداد الرسمى على أرواح شهداء رفح
◄الأسوشيتدبرس تنشر قائمة بالهجمات فى سيناء وإسرائيل منذ خلع مبارك
◄جيروزاليم بوست: إسرائيل ستدرس أى طلب مصرى لنشر قوات إضافية بسيناء
◄إسرائيل تعيد فتح معبر كرم سالم عقب هجوم رفح
◄رويترز: هجوم سيناء اختبار دبلوماسى مبكر للرئيس المصرى
◄الرئيس وقادة الجيش يشيعون شهداء مصر من النصب التذكارى ظهر اليوم
الجارديان: هجوم سيناء يمثل معضلة لإسرائيل بسبب علاقتها الحساسة مع مصر
الثلاثاء، 07 أغسطس 2012 12:49 م