الثورة جاءت فاتحه خير لمعظم الناس من كان يحلم بالحرية والعدالة وانتهاء الظلم والبطش والرشوة آملا فى فجر وغد أفضل وحياة كريمة.
وجاءت الثورة أيضا كنذير شؤم لقله من الناس هزت عروشهم وأضرت بمصالحهم وتمنوا أن تكون كابوسا وليس حقيقه واقعة
أعرف عزيزى أنك كنت ضلعا أساسيا فى النظام السابق، وكانت مصالحه وأعمالك ميسرة وتزداد يوما بعد يوم وبطنك لا تشبع ولا تكل ولا تمل من المزيد والانتفاخ وجاءت الثورة وعطلت وأوقفت هذا النفخ.
أعرف يا عزيزى أنك كنت الآمر الناهى وكانت صورتك تزين البهو والممر والمدخل والمخرج، وكان الموظفين والعمال والسعاة والسكرتارية والحراسة يرتعدون منك ويتمنون رضاك.
وجاءت الثورة وشجعت على المطالبة بحقوق مسلوبة ومسكوت عليها وفتحت الثورة أبواب الاعتراض والتظاهر والاعتصام بل أتاحت للموظف أن يرفع ضدك قضية ويجرك للمحكمة.
اعرف يا عزيزى مدى كراهيتك للثورة التى نبهت وشجعت كل الناس على أخذ حقوقها بالكامل والتلويح بتعطيل الإنتاج والتوقف عن العمل ولا تجد من يقف بجوارك سواء الماكينات المتوقفة وحوائط مصنعك.
اعرف يا عزيزى أن قريتك السياحية كانت تعج بالسياح وكانت العملات تتدفق والحسابات تزغرد يوميا وجاءت الثورة بمليوناتها وبث صورها للعالم الخارجى أدى إلى تراجع الأشغال وإلغاء الحجوزات وتشرد المرشدين والموظفين وأغلقت فندقك وجمدت نشاطك.
اعرف أن لك الحق أن تكره الثوره والثوار وكل ماجاءت به الثورة.
اعرف يا عزيزى أن تجارتك واستيرادك وأعمالك فى اسكندرية أو العين السخنة كانت تجرى على قدم وساق وبضاعة تدخل من هنا ينتظرها تاجر جملة وبعده للتجزئة لتستقر فى يد متعطش لها
كانت عجلة دايرة وكانت المظاريف توزع هنا وهناك للتخليص وللجمرك وهدايا للموظفين وكنت لا تعتبرها رشوه طالما العجلة دايره والكل مبسوط وجاءت الثورة وعطلت الليلة بما فيها.
من حقك أن تنقم وتتضايق على أكل عيشك ورزقك الضائع
أعرف يا عزيزى أنك كنت تحلم بأى منصب، وأنك أخذت وعدا من الإخوان أيام الانتخابات ولم يتحقق لك الوعد.
اعرف يا عزيزى أنك مازلت تتشوق للكاميرا وأنك مغرم وأنك مدمن ظهور وإطلاق تصاريح تهدد وتتوعد وتلعن وتتهم المهم أن تسلط الكاميرا عليك وجاءت الثورة وعرف الناس حقيقتك مما دفعل للانتقام بكل ما يمت للثورة من الرئيس للبائع المتجول فى الميدان.
اعرف يا عزيزى أنك تتقاضى فى ساعتين عشرات الآلاف وأحيانا مئات الآلاف وتتحدث باسم الغلابة وأعرف أنك تعودت على مستوى معيشى مرتفع وأن الغلوس تأتى بسرعة وبسهولة وجاءت الثورة لتحدد حد أدنى وحد أعلى وتغلق الحنفية من حقك أن تتضايق وتستميت فى الدفاع عن مكسبك السهل جدا.
اعرف يا عزيزى أنك أصبحت لا تفكر إلا فى لقمة عيشك والديون والمصاريف، وأن تفعل أى شىء مقابل أن لا تتعرى أو تنكشف أو يعرف جارك أنك فى مأزق وأن لا تمد يدك لتسدين أو تقترض لتظل صورتك أمام زوجتك وابنك وبنتك كما هى.
لك الحق فى أن تسب وتلعن الثورة والثوار وتتمنى عودة النظام السابق بما فيه وما عليه المهم أنك لا تشعر وتعانى مما عانى منه الآخرين من قهر وظلم وبطش وتنكيل ذل فى أكل العيش وحالك يقول وأنا مالى يحدث ما يحدث المهم بعيد عنى.
اعرف يا عزيزى أن كراهيتك وحنقك وغيظك من الثورة وما تمثله من ناتج جعلك تتمنى أن يعود النظام وتسقط الثورة.
اعرف يا عزيزى أن مصالحك ومكاسبك ومناصبك وفقدانك للظهور على الشاشة والجرايد جعلك تلعن الثورة جعلك تشوه رمز مصر ووجه مصر جعلك تحرق وتدمر مبانى بلدك اعرف أنك ناقم وكاره على رئيس بلدك بكل الوسائل والتصريحات والاشاعات جعلك تقطع الطريق جعلك تقتحم مستشفى وترعب مرضاها، جعلك تهين وتشكك فى كل الثوابت.
عزيزى معك حق الكراهية لشخص وحق الاعتراض وحق المطالبة والتظاهر الحضارى حب أو كره شخص كما تشاء ولكن لا تقطع طريق لا تقتحم مستشفى أو مول تجارى لا تحرق شركه لا تعطل إنتاج مصنعك لا تدمر بلدك كراهية لرئس بلدك مرسى زائل وبلدك باقية.
إذا كنت مصريا وتحب بلدك لا تشغل بالك بما يبثه الإعلام واندمج وخاف على مصنعك وعملك وأكل عيشك وإنتاجك لا تنخدع بتصريحات وأقوال وشائعات يطلقها المغرضون الذين يريدون لمصر البقاء محلك سر.
ما حدث حدث، إذا كنت لا تريد الرئيس فى الدورة القادمة امنح صوتك لمن تريد ولكن اليوم، امنح جهدك لعملك ومصنعك وأمك مصر.
أحمد خيرى يكتب: كراهية مرسى سنة.. وحب مامى فرض
الثلاثاء، 07 أغسطس 2012 02:44 ص