صحح عبدالرحيم كمال، مؤلف مسلسل «الخواجة عبدالقادر»، مفهوم مذهب التصوف الذى اختزله البعض فى «قراءة أوردة وأذكار وتسابيح واستغفار»، حيث أبحر الكاتب خلال حلقات مسلسله فى عرض المنهج الحقيقى لمعنى التصوف والروحانية، والتى تجلّت فى انقلاب شخصية الإنسان المنحرف الضال «الخواجة» إلى شخصية مسلمة استجابت للإيمان واليقين.
ولإيمان الكاتب بمذهب التصوف، وروحانيات أهل البيت والأولياء الصالحين، حرص على أن يبدأ أولى حلقات مسلسله «الخواجة عبدالقادر» بمشهد هدم ضريح «الخواجة» من قبل شباب ينتمون للتيارات السلفية المعروفة بعدائها الشديد للأضرحة، فى إشارة لزجرهم، خاصة بعدما انتشرت جماعات تطالب بعدم الصلاة فى مساجد بداخلها ضريح، وشهد مجتمعنا المصرى محاولات كثيرة من البعض لهدم الأضرحة، غير واضعين حرمة الموتى نصب أعينهم.
ويؤكد مؤلف العمل لـ«اليوم السابع» أن الحلقات الأولى من المسلسل حملت إسقاطات تندد بتلك العادات السلبية التى توغلت فى النفوس، موضحا أنه أبرزها من خلال شخصية، يلعبها محمود الجندى، الرجل المتصوف الذى بدأ فى سرد قصة «الخواجة» لابنه المتطرف.
وحول جرأته فى طرح قضية هدم الأضرحة، ومذاهب التصوف، يقول الكاتب: «حاولت أن أتطرق إلى الإنسانية، وأنقب وراء الحب والطمأنينة، وسماحة الإسلام والمحبة، وفق أسلوب درامى أدبى يروى رحلة رجل من الشك والضلال إلى الإيمان واليقين، ولا أعتقد أن يوجه لى لوماً واحداً من قبل التيارات المتأسلمة، لأننى سعيت لتصحيح مفاهيم خاطئة تشوه سمعة الإسلام الحنيف».
وعن لغة الحوار التى استخدمها بالمسلسل، يؤكد أن أسرة العمل فضلت مخاطبة الجمهور بلغة قريبة منه، لافتا إلى أنهم رفضوا الحديث باللغة الأجنبية، ووضع شريط يترجم الحوار، تسهيلا على المشاهد. وأعرب عبدالرحيم كمال عن سعادته بمستوى العمل واعتبره من أفضل ما قدم فى تاريخه الدرامى القصير، نظرا للقضية الإنسانية التى أبحر فيها من خلال العمل وحاول توصيل معناها للجمهور.