يواصل الكاتب البريطانى روبرت فيسك الحديث عن الشأن السورى والآثار المدمرة التى لحقت بآثار البلاد وتراثها الثقافى. ويقول فى مقاله اليوم الاثنين بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن الحرب التى لا رحمة فيها والتى يشنها الأسد لا تحمل خطرا فقط على مستقبل البلاد بل على ماضيها أيضا.
ويشير الكاتب إلى أنه مع تباهى الحكومة السورية الآن بسيطرتها الكاملة على دمشق، فإن المعركة الأخيرة التى هلل لها قوات المعارضة قد فاز بها خصومهم حتى الآن. ودمشق ربما تكون فد نجت على الأقل من التدمير الثقافى الذى حل بباقى أنحاء سوريا، حيث لا تزال كنوز دمشق الثقافية سليمة برغم التدمير الذى لحق بعدد من القلاع الأثرية فى مدن أخرى.
ويتابع الكاتب قائلا، إن السلفيين الموجودين بين قوات المعارضة ربما لا يتورعون عن تدمير ضريح صلاح الدين الأيوبى والغطاء الحريرى الأخضر الذى أسبغ عليه من قبل القيصر فيلهلم. ويشير الكاتب إلى أن المشكلة بالنسبة لجميع الأنظمة الاستبدادية فى الشرق الأوسط وخاصة فى الخليج هو أنهم لا بد وأن يترك حكام تلك الدول طابعا لهم على تاريخ بلدانهم.
وهنا يتحدث فيسك عن مكتبة الأسد التى تحمل جدراناه صورة ضخمة لحافظ الأسد، والد الرئيس السورى الحالى بشار الأسد، وسرد ما بها من آثار تشمل مخطوطات أصلية يعود تاريخها إلى القرن الحادى عشر وبها أكثر من 300 ألف مجلد. وحتى الكتب المحظورة من قبل النظام متاحة بها للطلاب السوريين. ويوجد بها كذلك أعمال كتاب ميشيل عفلق، العلمانى الاشتراكى الذى شارك فى تأسيس حزب البعث، ومات فى العراق.
وفى الختام يقول فيسك إن تراث سوريا وهو تراثنا أيضا مهم، حيث سيكون ملكا لسكان سوريا فى المستقبل أيا كان الفائز فى الحرب الدائرة الآن.
روبرت فيسك: حرب الأسد الوحشية تمثل خطرا على مستقبل سوريا
الإثنين، 06 أغسطس 2012 01:30 م