د.هانى أبو الفتوح يكتب: لله.. هدنة فى رمضان!

الإثنين، 06 أغسطس 2012 02:07 م
د.هانى أبو الفتوح يكتب: لله.. هدنة فى رمضان! حادث دهشور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لبعض الشهور حرمة عند الله ولبعض الأيام مكانة ولبعض الأوقات نفحات ولبعض الخلق كرامات، ولكن أيضا لبعض الشعوب هموم وصدمات حتى لو كنا فى شهر الصبر والعبادة والتقوى والطاعات فى شهر رمضان الكريم.

فما حدث فى دهشور وما حدث فى بنى سويف وما حدث فى الغربية ونايل سيتى وما يحدث فى سائر أنحاء المحروسة يشعرك بالغثيان، وتتساءل فى عجب يا ترى إيه اللى اتغير فينا ، هل كل هذا العنف والإحتقان المنفجر فى الشارع المصرى هو حصاد كبت لسنين طوال فلما خرج الكبت تحول إلى بركان ثم أصبح عادة أم أن الثورة أخرجت أسوأ ما فينا وتناست عن عمد أن تخرج أحسن ما نتمنى.

باتت أخبار القتل والخطف والاغتصاب والحرق والمطالبة بفدية أخبار ولا الرغيف البايت، وباتت أخبار الخلافات الطائفية المقيتة عند البعض عادة وباتت أخبارالمظاهرات والمليونيات والإضرابات تقوى وعبادة ، وبات الهجوم على كل رأى و كل مقال سنة و طاعة و تضرع إلى الله ، و ممكن فى القريب العاجل أن تسير فى الشارع فتجد مزاج من يمشى بجوارك أن يضربك قلمين عالماشى عشان يهدى أعصابه ، و ممكن جدا أن تتهم صباحا بأنك علمانى شرير و ليبيرالى مستطير وتتهم ظهرا بأنك سلفى من الأساطير و تتهم مساءا بأنك إخوان من سالف العصر و الآوان على حسب رأيك فى تشكيل وزارة أو رؤيتك الفنية لمسقط عمارة أو لمجرد حديثك عن مصر الإسلامية و مصر الحضارة و بات تلطيخ الجدران بأى شعارات أو كتابة و شخبطة أو رسوم فن و إبداع ، وبات مرورك فى شارع نظيف بلا قمامة حلم من أحلام اليقظة وبات عدم إنقطاع التيار الكهربى طلب سوبر فوق العادة، وإنقسمنا ستين فرقة ورأينا فرقة ترى أنها الصح المطلق والعبقرية الفذة وحاملة مفاتيح الجنة والوريث الشرعى لنهر النيل و أبو الهول و الأهرامات الثلاثة و ممكن جدا يطلع علينا واحد من الجماعة يقول لك لو مش مصدقين إسألوهم ولا يطلع لك واحد من اللجنة الإلكترونية اللهم إحفظنا يقول لك ثكلتك أمك ، ولا واحد يقول عنك إرهابى ولا واحد تانى شايفك والعياذ بالله فلول حتى لو عمرك ما كنت تنتمى للعهد البائد ولا حتى بتحب أكل الفول ، وبقينا ميت صنف وصنف وعلى كل شكل و لون وبدل ما كان سؤالنا لبعض زمان إنت أهلاوى ولا زملكاوى عشان أحدد درجة حبى لك وتوارد الأفكار و الخواطر بينا بقى التقسيم حاليا إنت مع فريق يسقط يسقط حكم العسكر ولا فريق يسقط يسقط حكم المرشد ، وبقينا أهم حاجة لازم نعرف إنت تحرير ولا منصة بعد أن تخطينا مرحلة العباسية وبقت دقة قديمة، شفنا العجب العجاب وطلعت لنا قرون لحد ما ربنا أكرمنا وإنتهى المخاض العسير وولدت وزارة تسيير الأعمال اللى كانت ماشية بالشطة والليمون و ربنا أكرمنا بوزارة أصلى موديل 2012 بطعم الحرية والعدالة والتكنوقراط و 2 سلف والذى منه مع الزيت الحار و الكاتشب و المايونيز وبقى اللى بيفتوا على كل شكل و لون فتلاقى اللى بيقول يا حرام دى وزارة مش هيعيش لها عيال و مدتها شهور حسب رأى الحكما و الخبراء الإستراتيجيين والعالميين ، وفريق بارك الله فيك يراها حكومة م الجنة إتشكلت بوحى و إلهام ربانى و فريق يحلف بالله ما هى عاملة حاجة وفريق مستعجل بعد يوم واحد يقول لك حسرة بنضرة هى عملت لنا إيه الوزارة الجديدة ، وإحنا لا عاجبنا أقصى اليمين ولا اليمين المعتدل ولا أقصى اليسار ولا اليسار نص نص ولا حتى الوسط ولا حارس المرمى وبقى الحل الوحيد فى طلب الهدنة .... أيوة هدنة يا ناس ، هدنة لله ، هدنة فى رمضان و صيام من الأصلى مش صيام تايوانى ولا صينى درجة رابعة على طريقة صوم الفار ، صيام بحق و حقيقى فيه صوم عن الجوارح و صوم عن السب والشتم والضرب والحرق والنهب والسلب ، صوم فيه خوف من الله و فيه دموع و تقوى بجد ، صوم لا يحرق قلب مسلم ولا يطرد مسيحى و لا يقتل إنسان أيا كانت ديانته ، صوم حتى عن الكلام فى السياسة و هدنة ترتاح فيهم دهشور و بنى سويف و كل بر مصر وتقول ربنا يعود الأيام علينا بخير وكل ثورة و إحنا أخلاقنا أطيب و أحسن بكتير .






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة