أبدت الكنيسة الأرثوذكسية أسفها نتيجة الأحداث الأليمة التى عاشتها بالأمس مدينة رفح الحدودية المصرية، وأعرب القمص سرجيوس سرجيوس وكيل الكاتدرائية عن حزنه العميق للدماء المصرية الزكية التى سالت على أرض سيناء.
وقال سرجيوس: إن ما حدث هو اعتداء على مصر وأرضها وكرامة شعبها. لافتًا إلى شعوره بالصدمة الكبرى فور سماعه نبأ استشهاد الضباط والجنود المصريين على الحدود، مطالبًا بضرورة التحرك السريع من جانب مسئولى الدولة لرد الحق للوطن وللشهداء الذين راحوا ضحية الإرهاب الأعمى، رافضًا الحديث فى ذلك الوقت العصيب عن موقف خاص للكنيسة أو الأزهر، وطالب بأن تتوحد الأمة ويكون لها إجمالاً موقف موحد دون تفتت أو انقسام.
ومن جانبه قال القمص صليب متى ساويرس، وكيل المجلس الملى السابق: إن ما شهدته رفح جاء نتيجة طبيعية لما تشهده مصر من انفلات أمنى استمر لعام ونصف العام، وهو ما شجع الخلايا الإرهابية على التخطيط لارتكاب مجازر تجاه أبناء الوطن البواسل. مشيرًا إلى احتمالية ضلوع أيادٍ خارجية فى الهجوم على نقاط الجيش المصرى برفح، مشددًا على ضرورة التعامل بحزم مع الحادث حتى لا يتكرر.
وطالب ساويرس بالتوجه الفورى نحو إحياء مشروع تعمير سيناء، والبدء من الشريط الحدودى وصولاً لداخل سيناء، وذلك لتلافى وجود الثغرات التى قد تسمح بنمو أية جماعات خطرة، ولوقف طمع الدول الأخرى فى سيناء، وحول التحذيرات الإسرائيلية السابقة للحدث قال ساويرس: إن إسرائيل كثيرًا ما توجه تحذيراتها من عمليات مماثلة ولا تحدث، لذا كان من الطبيعى أن يتم تجاهل تحذيراتها الأخيرة.
بدوره قال المفكر القبطى والناشط السياسى جمال أسعد: إن ما حدث هو جريمة اعتداء حقيرة على سيادة الوطن، استغل فيها الجناة لحظة دينية وإنسانية مهمة، هى لحظة انطلاق مدفع الإفطار، لتنفيذ مخططهم، موضحًا أن سيناء تعيش أزمة كبيرة منذ سنوات، حيث تعانى من تجاهل الدولة مع تعاقب الأنظمة السياسية، حتى أصبحت معزولة عن الوطن، ومع أحداث ثورة يناير وما تبعها من انفلات أمنى، وقرار الإفراج عن العديد من قيادات الجماعات الجهادية التكفيرية أصبح متوقعًا أن تحدث مثل تلك الجرائم.
وأبدى أسعد اندهاشه من أن تقوم جماعة إرهابية على أرض مصر بمهاجمة جنودها، بينما تقوم إسرائيل بالتصدى لها واقتحام المجال المصرى بداعى وقف العمليات الإرهابية، وهو مغزى خطير ينم عن بدء تدخل إسرائيلى فى أرض سيناء، كاشفًا عن احتمالية ضلوع إسرائيل فى الحادث، مشيرًا إلى أنها صاحبة مصلحة فى زعزعة الأمن المصرى، خاصة بعد مواقف الرئيس محمد مرسى تجاه القيادة الإسرائيلية.
كما أدان القس رفعت فكرى، المتحدث باسم الكنيسة الإنجيلية، الحادث، واصفًا ما شهدته رفح بالحادث الإرهابى الذى كان متوقعًا، نتيجة فتح المعابر المصرية على مصاريعها، وانتشار الأنفاق الحدودية، والانفلات الأمنى الداخلى، والسماح للأجانب بدخول مصر بدون تأشيرات، مؤكدًا أن كل هذا جعل الحدود المصرية مستباحة للجميع، لافتًا إلى أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلى توقع الحادث نظرًا لامتلاكه أجهزة أمنية قوية، فى الوقت نفسه الذى انشغلت فيه الأجهزة المصرية بالأمن الداخلى.
وعلم "اليوم السابع" أن الكنيسة الأرثوذكسية تدرس إصدار بيان إدانة مساء اليوم، ردًّا على حادث رفح، كما سيتم الإعلان عن صلاة خاصة لأرواح الشهداء فى الكنيسة الرئيسية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
الكنيسة تصلى على أرواح شهداء رفح.. وكيل الكاتدرائية: ما حدث اعتداء على كرامة مصر.. وعلينا توحيد الصفوف.. الإنجيلية: أمر متوقع بعد فتح المعابر على مصاريعها.. متى ساويرس: علينا البدء فى تعمير سيناء
الإثنين، 06 أغسطس 2012 04:16 م