بطلا "عصافير النيل" تفرقهما التقاليد ويجمعها المرض الخبيث

الأحد، 05 أغسطس 2012 08:16 م
بطلا "عصافير النيل" تفرقهما التقاليد ويجمعها المرض الخبيث غلاف الرواية
كتبت دينا عبد العليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"عبدالرحيم" قروى تتلخص أحلامه فى الالتحاق بالوظيفة الميرى، لذا هاجر إلى المدينة كى يلتحق بها. "عبد الرحيم"، هو بطل رواية عصافير النيل للكاتب الكبير الراحل إبراهيم قنديل، التى تبدأ أحداثها بهجرة عبد الرحيم الذى يقيم فى منزل أخته نرجس وزوجها فى إحدى المناطق العشوائية بالقاهرة، ويتورط فى العديد من العلاقات النسائية، حتى يتم فصله من العمل بسبب إحداها، ثم يعود له مرة أخرى بعد سنين.

يعرض الكاتب الراحل إبراهيم أصلان فى روايته عصافير النيل حكايات المهمشين فى القاهرة مع المرض والفقر والجهل، والصراعات التى يواجهها البطل نتيجة اختلاف العادات والتقاليد التى تربى عليها فى الريف وبين الناس الذى يحتك بهم فى الحى الشعبى، وبالرغم من الصراعات التى كان فيها فإنه وقع فى حب فتاة من الحى الشعبى بالرغم من اختلافات الطباع إلا أن المرض الخبيث جمع بينه وبين الفتاة.

الرواية تحمل العديد من التفاصيل الحياتية التى تسجل العادات والتقاليد ويوميات الناس فى الحارات، وهواجسهم ومخاوفهم ورغباتهم، تصف موت البهى عثمان، زوج نرجس، وموت نرجس نفسها، وموت عبد الرحيم، وطريقة غسل الميت، والدفن، وتروى غراميّات عبد الرحيم الفاشلة، وتصف العمليات الجراحية فى المستشفى، وتحمل العديد من التفاصيل الحياتية للعائلة والجيران الذين لا يتجمعون فى الرواية إلا فى الأحزان والمآتم فقط.

بطلها عبد الرحيم ذهب إلى النيل ليصطاد السمك فعاد بعصفورة عالقة فى طعم الصنارة التى رماها فى الهواء فاصطادت العصفورة الزرقاء قبل أن تنزل إلى الماء، وعندما عثروا على عبد الرحيم بعد رحلة صيده الأولى تلك، "كان منهكًا فى جلبابه المبلول، وقدميه الحافيتين، كان وجهه مجروحًا وشعره منكوشًا بعد أن ضاعت طاقيّته الجديدة حتّى أنكرته نرجس واقتربت منه لتعرفه.

يعمل عبد الرحيم فى مصلحة البوستة العموميّة وذات يوم فاجأه "دوس باشا بقامته القصيرة الممتلئة. يده اليسرى فى جيب سترته الزرقاء، واليمنى مرتفعة بالسيجار الغليظ"، وكان عبد الرحيم نائمًا خلع ثيابه التحتية كلها، وإلى جانبه امرأة مصبوغة الوجه، تنظر مذعورة إلى الذين يراقبونهما، وفوق شعرها المنكوش "كاب" عسكرى عليه تاج صاحبة الجلالة الملكة، إلى جانب دوس باشا وقف جنرال إنجليزى مع عدد آخر من الضباط فى ثيابهم العسكرية، وقد ارتفعت فى المكان "تلال من الأكياس والطرود المختومة والرسائل الواردة باسم الحلفاء"، وهنا يوضح "أصلان" أن عبد الرحيم ليس مقاومًا، ولا يعمل لتحرير بلاده من الانتداب الإنجليزى، بل ينام ويسكر ويعاشر النساء تحت نظر الجنرال، ولكن لماذا أخذ "الكاب" الإنجليزى؟ ولماذا وضعه على كتفى المرأة، وتسبّب لنفسه بالطرد؟.

تبدأ الرواية مع الجدّة هانم، التى تسأل عن ابنها الذى مات، دون أن تعرف أنّه ميت، كما أنها لا تعرف مكانها ولا الزمان الذى تعيش فيه، وهى أم نرجس وعبد الرحيم، وهم أبطال رواية عصافير النيل، نرجس أخت عبد الرحيم شخصية ثابتة بشكل كبير فى الرواية، فأحداث الرواية تدور من حولها والجميع يشهد تغيرات وهى تبقى فى مكانها الثابت "بين الكنبتين"، وهى تخاف العتمة، فتطلب من زوجها أن يمدّ شريطًا كهربائيًّا ولمبة إلى مدفنها كى لا تبقى فى الظلمة، والأيام ستجرى وهى جالسة عند مفترق الطرق، تراقب أخاها يصطاد العصافير من النهر، ويسعى وراء نساء لا يستطيع الاحتفاظ بهن، كما تراقب ابنها عبد الله يحمل إليها عصفورًا يعرج، إدعى أنه اصطاده محاولاً أن يوحى لأمه قدرته على الصيد ولكن العصفور تعلم الطيران وهرب منه.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

قارىء علي قد حاله

مين ابراهيم قنديل ده؟؟

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة