د. مصطفى عبد الجواد عمران

الأزهر وعودة كبار العلماء

الأحد، 05 أغسطس 2012 09:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد غيبة طويلة تعود هيئة كبار العلماء من جديد مما يذكرنا – بقول القائل:
ألقت عصاها واستقرت بها النوى كما قر عينا بالإياب المسافر
وقول الآخر:
إيه أحاديث نعمان وساكنة إن الحديث عن الأحباب أسمار
وقبل أن ينسينا الإصباح والإمساء، والغدو والرواح، والحاجات التى لا تنتهى كما يقول الحكيم:
تموت مع المرء حاجاته وتبقى له حاجة ما بقى

وقبل أن ينسينا ذلك ما اصطلح عليه قبل بين علماء الأزهر الشريف الأجلاء من أساسيات أصيلة، ومواصفات نبيلة يجب تحققها والالتزام بها والوقوف عندها والانتفاع والإفادة منها فيمن يتقدم لعضوية تلك الجماعة الشريفة ونيل الانتساب إليها، فأنه لا جرم أن نولى وجوهنا شطر مكتبات الجامع الأزهر وأروقته لاسيما فى العصر الخالى علنا نعثر على البغية ونصادف ما قد نقف معه إلى ما يهدينا قصد السبيل، ويكشف لنا عما نحن بصدده من التعرف على القواعد والأصول التى استند إليها السابقون الأولون من شيوخنا الأجلاء، رضى الله عنهم ونفعنا بمناهجهم.

أما أصحاب الفضيلة الذين سعدوا بعضوية هذه الجماعة وشرفوا بالانتساب إليها فهم الآن بفضله سبحانه فى مستقر رحمته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وكان آخرهم رحيلا" عن دنيانا هذه المغفور له الشيخ صالح موسى شرف العدوى المالكى، ومن قبله فضيلة الأستاذ الجليل الشيخ حسنين محمد مخلوف العدوى المالكى مفتى الديار المصرية وعضو جماعة كبار العلماء، هذا وكأنى أصغى إلى حديث فضيلة الشيخ صالح شرف رضى الله عنه الطيب العذب يجلى لى ما كان يشترط فيمن يتطلع أن يكون ضمن هذه الجماعة من التقدم إليها برسالة علمية فى أى من الجوانب أو القضايا التى يأنس المتقدم من نفسه القدرة والتمكن فيه، وتنهض الجماعة من جانبها بتكوين لجنة من أعضائها لبحث هذه الرسالة والنظر فيها، ومناقشة صاحبها فيما أودعها من القضايا والمسائل المطروحة فى رسالته تلك حتى إذا ما تحقق للجنة صحة بصيرته فيما عرض له من المفاهيم، وحضور ملكته واستنارتها، وسلامة قريحته وجودتها، ولطافة استنباطه وملاحة لمحه، آن لتلك اللجنة الموقرة الانتقال إلى البحث والتعرف على الجانب الأخلاقى والسلوكى ومدى ترسمه لما جاءت به الحنيفية السمحاء ويهدى إليه العقل السليم والفكر المستقيم حتى إذا ما تم لهذا المتقدم السؤدد علما ودينا وأصبح أهلا للفوز بعضوية هذه الجماعة الموقرة صنع له كساء خاص يقوم بإلباسه إياه حاكم مصر وملكها حينذاك فى حفل جامع يشارك فيه كبار القوم من الأعيان والسادة، هذا إلى جانب ما يقدر له من راتب يليق بهذا المنصب الرفيع العالى يحفظ له قدره ومكانته بين قومه وعشيرته ويعينه على ما يجب أن يكون ملتزما به فى غدوه ورواحه من السكينة والوقار وأبهة كبار علماء الدين وأئمة المسلمين، وقديما وحديثا يردد العقلاء فى مصبحهم وممساهم قول القائل:
بالعلم والمال يبنى الناس ملكهم لم يبن ملك على جهل وإقلال

نسأله جل وعز عوداً حميداً لتلك الجماعة المجيدة، وأن تتبوأ مكانتها اللائقة بها، ويطمئن بها المقام فى الظلال اليانعة الوارفة بإذنه تعالى للجامع الأزهر الشريف العتيق حتى نردد ما افتتحنا به هذه الكلمة:
ألقت عصاها واستقرت بها النوى كما قر عينا بالإياب المسافر





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة