سعيد الشحات

مرسى وفتنة دهشور

السبت، 04 أغسطس 2012 10:35 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الأحداث تتفاقم بين المسلمين والأقباط فى قرية دهشور جنوب الجيزة حتى وصلت ذروتها يومى الثلاثاء والأربعاء الماضيين، وكانت رئاسة الجمهورية نائمة فى العسل، وكأنها لا تدرك أنه يتم العبث فى أشد القضايا حساسية وخطرا، وهى العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر.

كانت الاعتداءات تتم على الممتلكات الخاصة بالمسيحيين فى دهشور، مع تهجير بعضهم خارج البلدة، وذلك يوم الثلاثاء، دون أن يكون هناك موقف واضح وحازم من رئاسة الجمهورية، ثم أفاقت من نومها منتصف نهار يوم الخميس، فأصدرت بيانا مقتضبا وضعيفا يطالب بضبط النفس وتقديم القاتل إلى المحاكمة.

القضية فى مجملها تعكس حالة من الأسى والغيظ، فبسبب احتراق قميص لشاب مسلم من مكوجى مسيحى اندلعت المعارك التى سقط فيها قتيل مسلم، وعلى أثر ذلك حدث اعتداء على محلات ومنازل للمسيحيين.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل إن شباب القرية المسلم قرروا فى ذروة غضبهم، الاستيلاء على الكنيسة الموجودة وتحويلها إلى مسجد باسم الضحية القتيل، ليس هذا فحسب بل تحويل منزل أسرة مسيحية إلى معهد دينى، مع رفض قاطع لعودة الأسر المسيحية التى خرجت من القرية على أثر الأزمة.

وقد نرى أن هناك حماسا مفرطا أدى إلى المبالغة فى طرح أشياء مثل هدم الكنيسة وتحويلها إلى مسجد، وبناء معهد دينى، غير أن الطرح بهذا الشكل يقطع بأننا نعيش مناخا سياسيا بالغ السوء، مناخا أدى بمصريين مسلمين ومسيحيين إلى فرز العلاقة بينهم طبقا لمعيار الانتماء الدينى، ويعطى هذا الفرز نتائجه الكارثية بالتعصب والغضب الذى يؤدى إلى القتل والدمار والتخريب، كما أنه لم يعد من اللائق دينيا واجتماعيا وسياسيا وكل شىء، أن نرى خلافا يبدأ صغيرا ثم يتطور بهذا الشكل فيشهد طرد ناس من بيوتهم وتهجيرهم، فمن قال ذلك، ومن يسمح بشريعة الغاب تلك التى تعطى الفرصة لموتورين يتحكمون فى تحديد مصير مصريين بهذا الشكل الفج.

القضية هى الأولى من نوعها فى عهد الرئيس مرسى، ولأسباب كثيرة كان يجب عليه التعامل معها بأسلوب أفضل، وأكبر من مجرد إصدار بيان، فكونه من تيار الإسلام السياسى يضعه فى وضع يحسب عليه، ومثل هذه الأحداث هى التى تفرز حيوية مشروعه السياسى، وما إذا كان جامعا لكل المصريين أم لا؟








مشاركة

التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد الشيخ

بارك الله فى قلمك وقلبك اللذان لا يخشيان فى الحق لومة لائم

عدد الردود 0

بواسطة:

هانى بشاى

مع تهجير بعضهم خارج البلدة،

تم التهجير القسرى للمسيحين بالكامل من دهشور .

عدد الردود 0

بواسطة:

قبطى واتنهب بيتى وكل مااملك وانا ماليش ذنب

ارجو من كل واحد سرق حاجه يرجعها لاصحابها

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية جدا

وأين كانت الشرطة من كل هذا؟

عدد الردود 0

بواسطة:

m

الرئيس مرسي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة