محمود خشبة يكتب:لم نكن أبدًا شعبًا أنانيًّا

على مر العصور شهد التاريخ لنا، نحن شعب مصر، رغم ما قد نقاسيه فى بعض الفترات، بأننا قد وقفنا بجانب إخواننا، وكان لنا دور ليس بالقليل مع إخواننا العرب أو فى قارتنا الأفريقية أو مع المسلمين عامةً، مصداقًا لقول الله تعالى: "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ..." (الحشر – 9).

أفنصبح اليوم - بعد أن أزاح الله عنا الغمة وتخلصنا من حكم جائر ظل لسنوات طويلة - شعبًا أنانيًّا لا نفكر إلا فى أنفسنا فقط؟! تصيبنى بالاشمئزاز تلك الأصوات التى تطالب الدكتور مرسى بالكف عن مد يد العون لإخواننا فى فلسطين وبأن يهتم بشئوننا الداخلية أولاً، ويزعمون أن هؤلاء الفلسطينيين يكنون لنا البغض والشر ويريدون الاستيلاء على سيناء، ألهذا الحد وصلت بنا الحال من السذاجة؟!!

لقد كانت مصر دائمًا سباقة بالخير منذ عهد نبى الله يوسف عندما كان بها خزائن الأرض حتى الآن إن شاء الله، ولم تبخل يومًا فى مد يد العون بما تستطيع فعله حتى لو كان مجرد تعاطف ودعاء.

كانت مصر ولا تزال وستظل بعون الله هى الشقيقة الكبرى لكل الدول العربية، لا تضن ولا تغل يدها عن فلسطين أو سوريا أو غيرهما من إخواننا، ولتنعق هذه الأبواق كما تشاء، فلن يؤثر ذلك فى إنسانية شعب مصر الكريم.

ووقفنا نشاهد مسلمى بورما يتعرضون لاضطهاد وإبادة جماعية من قبل قوات الأمن والجماعات البوذية، وتتناول وسائل الإعلام ما يحدث تناولاً ضعيفًا باهتًا لا يتناسب مع حجم القضية ليس لشىء إلا لأن الإعلام الغربى لم يهتم، ولأننا نحذو حذوهم ونسير وراءهم معصوبى الأعين، فلم نهتم نحن أيضًا وكأن هؤلاء ليسوا على ملتنا والنبى صلى الله عليه وسلم يقول: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى).

لقد كان المخلوع ورجاله يصدعون رؤوسنا بالبطولات التى يقومون بها على جميع الأصعدة وعلى صعيد القضية الفلسطينية خاصة، وهو ما تبين عكسه تمامًا الآن، وأنه هو ورئيس مخابراته عمر سليمان كانا يعملان على سلامة إسرائيل أكثر مما يعملان لفلسطين، وبشهادة الإسرائيليين أنفسهم.

فهل ننجرف اليوم وراء التيار ونحاول تقويض مساعى الرئيس مرسى فى محاولته استعادة هذا الدور قبل أن نفقده للأبد؟ فلا يستخفنكم البعض أيها الشعب الكريم فنحن لم نكن أبدًا شعبًا أنانيًّا.