محمد السنوسى يكتب: الحملات وحدها لا تكفى

السبت، 04 أغسطس 2012 02:20 ص
محمد السنوسى يكتب: الحملات وحدها لا تكفى حملات النظافة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التحول الأخلاقى فى أى مجتمع عادة ما يأخذ من الوقت الكثير لكى يحدث، لأنه مرتبط بتغيير السلوك الذى يتطلب المزيد من المتغيرات المستقلة والتابعة كى يحدث، وعوامل نهضة أى مجتمع ترتبط دائما بمدى حفاظه على الميراث الأخلاقى الذى بنى عليه حضارته وشيد على أساسه دولته وهذا الميراث الأخلاقى جوهره الدين بالأساس والعنصر الحاكم فيه هو الإنسان نفسه، ومدى قدرته على الإضافة الإيجابية وليست السلبية لهذا الميراث الأخلاقى.

لفت انتباهى فى الفترة الأخيره الحملة التى تم إطلاقها بعنوان "وطن نظيف" وهذا الجهد الجبار "إعلامياً" وربما على الأرض من أجل إنجاح هذه الحملة كونها تأتى تنفيذاً لأحد أركان خطة المائة يوم الرئاسية، ولكن العجيب فى الأمر هو أننا دائما فى مصر عندما نريد أن نعمل لا نخطط مطلقاً ولكن نقوم دائماً بمعالجة الآثار، وليس وضع خطة للقضاء النهائى على المشكلة.

فهل ستستطيع هذه الحملة أن تأتى على نهاية المائة يوم بوطن نظيف فعلاً؟ المتأمل للأمر يرى أن القمامة التى تملأ الطرقات هى فى الأساس تأخذ دورة منتظمة كى تصل إلى هذا الوضع، وبداية الأمر يحدث عندما يقوم الفرد بشراء السلع التى قد تزيد عن حاجته، وحتى إذا كانت على قدر حاجته فإنه لا يتعامل معها بالطريقة الصحيحة، وعندما ينتهى منها وتصير قمامة، فإن الأمر المنطقى أن تخصص الأماكن المناسبة من أجل أن توضع فيها لكى تأخذ دورتها الطبيعية وتصل لمرحلة المعالجة، ولكن الذى يحدث مرتبط بالطرفين، الدولة والمواطن فالدولة لازالت غير قادرة على التعاطى بصورة إيجابية مع هذه الأزمة وأحسبها فعلاً أزمة، فما نسمعه هو الخلاف بين الأحياء وشركات النظافة مع العلم أنه لا توجد خطة واضحة للتعامل مع القمامة من الأساس، والمواطن نفسه الذى قد يكتب له على السلع "حافظ على نظافة وطنك" نجده يعبث بكل هذا، ويقوم بسلوكيات خاطئة تجعل القمامة منتشرة فى الطرقات.

إذا من الأساس التعامل مع أزمة القمامة فى مصر لا يحتاج فقط إلى حملات سوف تقوم بإزالة القمامة التى فى الواجهة اليوم لكنها ستفاجأ غداً بأطنان أخرى وبعد غد بالمزيد من القمامة لأن المنبع لازال يقوم بدوره فى تصدير الأزمة لتجعلها دائمة، وتحتاج أيضاً إلى حملة دائمة وتصبح هذه الحملة مجرد آلية مثلها مثل شركات النظافة التى تتعامل مع المخرج النهائى، ومن هنا فنحن نحتاج إلى تخطيط سليم يتعامل مع القيم والسلوكيات وسيتعيد الميراث الأخلاقى وليس مجرد حملات.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة