فورين بوليسى تطرح 7 طرق لتحسين العلاقات المصرية الأمريكية أهمها: التواصل مع غير الإسلاميين.. والحديث عن اتفاقية كامب ديفيد كمصلحة مصرية وليست أمريكية.. والتواصل مع الإسلاميين فى ضوء المصلحة

السبت، 04 أغسطس 2012 01:23 ص
فورين بوليسى تطرح 7 طرق لتحسين العلاقات المصرية الأمريكية أهمها: التواصل مع غير الإسلاميين.. والحديث عن اتفاقية كامب ديفيد كمصلحة مصرية وليست أمريكية.. والتواصل مع الإسلاميين فى ضوء المصلحة لقاء مرسى وهيلارى كلينتون
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طرحت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية سبعة طرق قالت إنه يمكن من خلالها تحسين العلاقات بين مصر والولايات المتحدة والتى تدهورت فى الفترة الأخيرة.

وأشارت المجلة فى المقال الذى كتبه إريك ترايجر، الباحث بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية إلى أن البيئة السياسية الحالية فى مصر فوضوية بينما تحاول الولايات المتحدة تحسين علاقتها بالشعب المصرى، والأمور لا تسير بشكل جيد، ففى الشهر الماضى، تم إلقاء الطماطم والخضراوات على وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أثناء زيارتها لمصر، وتظاهر الآلاف ضد وجودها فى القاهرة والإسكندرية.

وترى المجلة أن العداء لأمريكا ليس جديدا فى مصر بالتأكيد، فطالما اعترض المصريون العاديون على جوانب عديدة من السياسة الخارجية الأمريكية بدءا من دعم واشنطن لإسرائيل وحملاتها العالمية لمكافحة الإرهاب، وعمل الرئيس السابق حسنى مبارك على تعزيز العداء للغرب لتشتيت الأنظار عن أخطائه، لكن الصحيفة ترى أن الاحتجاجات التى واجهت كلينتون كان بها شىء جديد مهم، ألا وهو مشاركة الأقباط وغير الإسلاميين فيها، وهم من أكثر الجماعات التى كانت تؤيد أمريكا، ولهذا السبب، يخشى صناع القرار الأمريكيون من أن العداء لأمريكا لا يتفاقم فقط، بل يتسع خارج نطاق الإسلاميين والقوميين الذين كانوا يعارضون السياسة الأمريكية بشكل تقليدى فى مصر.

وتبحث إدارة أوباما الآن عن طرق جديدة لتحسين صورة أمريكا فى مصر، وهذه أهم سبعة طرق يمكن بها تحقيق ذلك:

أولا التواصل مع غير الإسلاميين:
يقول ترايجر إن واحدا من أكثر التغييرات وضوحا فى سياسة واشنطن إزاء مصر فى مرحلة ما بعد مبارك هو تواصلها مع الإخوان المسلمين، وكان هذا التحول ضروريا مع الصعود السياسى الذى لم يكن مفر منه للإخوان، والأهمية الاستراتيجية لمصر التى تعنى أن تهميش الإخوان لم يعد خيارا ممكنا، إلا أن سياسة الإدارة الأمريكية ركزت على بناء الروابط مع الإسلاميين فقط وتجاهلت غير الإسلاميين.

ويبدو أن الإخوان وصعودهم وليد اللحظة، ومن السهل تخيل أنهم سيظلون أقوى جماعة فى مصر لسنوات قادمة، إلا أن الإطاحة المفاجئة بمبارك العام الماضى يجب أن تجعل واشنطن حذرة فى أن تضع رهانها على طرف واحد مهما كانت سيطرته.

ثانيا: الحديث عن اتفاقية كامب ديفيد كمصلحة مصرية وليس مصلحة أمريكية.

ويوضح الباحث أن أكثر الشكاوى المصرية من السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط هى انحيازها لإسرائيل، وأن هدف تلك السياسة إبقاء إسرائيل قوية والعرب ضعفاء، وبذلك ينظر المصريون إلى اتفاقية السلام باعتبارها مفروضة عليهم لمصلحة إسرائيل، وهذا ما يفسر سعى الإخوان المسلمين مرارا إلى البحث عن أعذار لتخليص نفسها من اتفاقية كامب ديفيد باقتراح وضعها للاستفتاء أو اتهام إسرائيل بانتهاك المعاهدة.

ولذلك فإن المصريين يجب أن يعلموا أن تلك الاتفاقية ليست بالأساس مصلحة أمريكية ولكنها مصلحة مصرية لأنها منعت الحرب وأنقذت أرواح المصريين. ولذلك يجب أن تكون النقطة الأساسية فى الدعم الأمريكى للسلام المصرى الإسرائيلى هى تقديم دفعة لمصر نحو مستقبل مزهر ومستقر، بعيدا عن كونه فرضا أمريكيا، وأنه منقذ لحياة المصريين.

ثالثا: التواصل مع الإسلاميين فى ضوء المصلحة وليس فى ضوء دعم الديمقراطية

يقول خبير معهد واشنطن، إن تواصل واشنطن مع الإسلاميين كان ولا يزال قرارا عمليا، لكن إدارة أوباما، بدلا من أن تصيغ سياستها فى ضوء المصالح الاستراتيجية الضيقة، جعلت دعم الديمقراطية هو سبب تأييدها للإخوان، وهو ما تجلى فى تصريحات عدد من المسئولين الأمريكيين. لكن المشكلة فى هذه التصريحات أنها خاطئة. فدعوة الإسلاميين إلى جعل الشريعة مصدر التشريع تجعلهم ثيوقراط وليسوا ديمقراطيين وبالتأكيد ليسوا علمانيين.

ولذلك يجب على واشنطن تشجع غير الإسلاميين على مواصلة نضالهم من أجل مستقبل أكثر علمانية لمصر، والذى كان السمة الأساسية فى الثورة فى ميدان التحرير، والتى لم ينضم إليها الإسلاميون إلا مؤخرا.

رابعا: الحديث بشكل أكثر قوة عن حقوق الأقليات

وتشير فورين بوليسى إلى أن تراجع ثقة الأقباط فى واشنطن زاد بعد الثورة بعدما رد أوباما بشكل ضعيف على موجة العنف الذى استهدف الأقباط فى تلك الفترة، وما شمله من حرق لكنائسهم وصدامات طائفية.
ولذلك يجب أن تتواصل الإدارة الأمريكية بوضوح مع الإخوان المسلمين بشأن ضمان حماية المسيحيين فى بلادهم، ويمكن أن تحسن الإدارة أيضا علاقتها مع الأقباط بالرد بشكل أكثر عنفا على العنف المستهدف للأقباط مثل الأحداث الحالية فى قرية دهشور.

وكحد أدنى، يجب أن تصدر الإدارة الأمريكية استنكارات قوية لمثل هذه الهجمات بدلا من الدعوة لضبط النفس.

خامسا: الحديث بصوت مرتفع عن الفوائد المحددة للمساعدات الأمريكية لمصر

وفقا لما تقوله المجلة، فإن المصريين يجب أن يعرفوا الفوائد الملموسة لعلاقتهم بأمريكا، ويجب ألا يخجل الدبلوماسيون الأمريكيون من تسليط الضوء عليها.

ومن خلال التأكيد على الفوائد التى تعود على المصريين العاديين من المساعدات الأمريكية لمصر، فإن صناع القرار يمكن أن يوصلوا الأعماق الحقيقية للعلاقات المصرية الأمريكية. وأن الشراكة ليست استراتيجية فقط بل مجتمعية أيضا.

سادسا: إنشاء حساب للسفارة الأمريكية فى مصر على تويتر باللغة العربية، مع ضرورة أن تكون تغريدات السفارة قيمة بشكل أكبر، وألا تكون مجرد كتابات بسيطة، فوضع اسم دبلوماسى حقيقى على تويتر السفارة سيجعل تغريداتها أكثر شخصية ويعزز قدرتها على الاتصال بمستخدمى الإنترنت فى مصر.

سابعا وأخيرا: عدم المبالغة فى القلق بشأن صورة أمريكا فى مصر: فصحيح أن صناع السياسة فى الولايات المتحدة محقون فى قلقهم إزائها، فبينما أدت الثورة إلى إنتاج ثقافة سياسة أكثر انفتاحا جعلت الرأى العام المصرى أكثر تأثيرا، فإن المسئولين الأمريكيين يجب أن يكونوا مدركين لحدود ما يمكن أن تحققه الدبلوماسية العامة.

فالعداء لأمريكا له جذوره فى الثقافة السياسية المصرية، ولذلك فإن القاعدة التى ينبغى أن تحكم الدبلوماسية العامة للولايات المتحدة فى مصر هى لا ضرر، ولو استطاع الدبلوماسيون أن يتجنبوا استعداء خلفاء واشنطن فى مصر، وشرح فوائد العلاقات المصرية الأمريكية، فيمكنهم على الأقل أن يمنعوا تزايد عدم شعبية أمريكا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة