سوريا.. من ثورة شعبية لحرب إقليمية بالوكالة

السبت، 04 أغسطس 2012 03:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما سأقوله لاحقا لا يعنى أننى متشائم بما ستؤول إليه الأحداث فى سوريا، لكنها الحقيقة التى أراها مؤلمة للجميع، فبعد مضى ما يقرب من 17 شهرا على بدء الثورة الشعبية السورية المناهضة لدكتاتورية نظام بشار الأسد بدأ الأمر يأخذ منحى آخر أقرب إلى حرب إقليمية بالوكالة بين الإسلام السنى والإسلام الشيعى قد تكون عواقبه غير محمودة ليس على سوريا فقط وإنما على المنطقة بشكل عام، خاصة إذا ما تحولت سوريا إلى النموذج اللبنانى ما قبل اتفاق الطائف، حينما تقاتلت الجماعات المسلحة اللبنانية من مختلف الأطياف العقائدية والطائفية طلبا للسيطرة على الأرض، فاحترقت الأرض بمن عليها.

ملامح حرب الوكالة فى سوريا ظهرت من خلال عدة مؤشرات، فمع مساندة إيران -ذات الحكم الاسلامى الشيعى- للأسد، وتأييد السعودية ودول عربية سنية أخرى للمعارضة قد تصبح سوريا ساحة تتحول فيها الحرب الإقليمية السنية-الشيعية الباردة إلى حرب أهلية مفتوحة ستؤثر سلبا على الاستقرار فى دول الجوار السورى وهى لبنان وتركيا والعراق والأردن.

الخطر الحقيقى فى سوريا الآن أن ينزلق الوضع إلى حرب أهلية طويلة ودموية وصراع طائفى يغذيه غياب معارضة موحدة وجديرة بالثقة، فى ظل تأكيدات دولية متعددة بأنه لا يوجد حتى الآن الجهة القادرة على تحمل المسؤولية فى سوريا ما بعد الأسد، خاصة فى ظل انقسام المعارضة، فبعضها فى الخارج وبعضها فى الداخل وبعضها إسلاميون وبعضها علمانيون، وهو ما يؤكد صعوبة تكوين معارضة منظمة لديها حكومة جاهزة بعد حكم شمولى استمر أكثر من 40 عاما، وهذا القول يقترب إلى الصحة، فمع أن هناك المجلس الوطنى السورى الذى حصل على اعتراف دولى وأصبح الآن الممثل للثورة السورية فى الخارج فإن هناك جبهات أخرى للمعارضة بدأت تظهر، وظهرت معها تشكيلات مختلفة لحكومات ما بعد الأسد، حكومة أعلن عنها فى باريس قبل شهرين، وأخرى بالقاهرة الأسبوع الماضى.

قد يرى البعض أن ما ذكرته عن الحرب بالوكالة والمخاوف من تحول الثورة السورية الشعبية إلى حرب أهلية هو نوع من الدفاع عن نظام الأسد، لكننى أؤكد أن هذا التصور خاطئ فنظام الأسد متورط فى زرع فكرة الطائفية بسوريا، حينما منح الطائفة العلوية التى تنتمى لها عائلة الأسد تمييزا غير مبرر على كل الطوائف السورية، لكن هذه التفاعلات والتنبيه من خطورتها هى جرس إنذار لكل القوى الدولية والعربية المهتمة بالثورة السورية بأن عليها أن تضع فى حسبانها من الآن مستقبل الدولة السورية، فسقوط نظام الأسد ليس هو الهدف الوحيد، فهناك أهداف أخرى أهمها انتشال الشعب السورى من الديكتاتورية الأسدية التى قبعت على صدورهم 40 عاما، والبحث عن تعويض هذا الشعب عن معاناته طيلة هذه المدة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة