راضى على الطهطاوى يكتب: الفلول تتحدث عن نفسها

أنا فلٌ - أنا غلٌ – أنا شخصٌ
من الأشرارِ قد كانا
زرعتُ الشوكَ فى وطنى
نشرتُ الفسق تبيانا
رسمتُ الحقَ تدنيسا ً
نشرتُ الزور تدليسا ً
وكيدى فاق إبليسا ً
ملأتُ الجوَّ أحزانا
وجئتُ اليومَ مخذولا ً
ومذلولا ً
ومعتلا ً ومختلا ً
ومنحلا ً أغضُّ الطرف َ
أبغى الصفحَ غفرانا
إليكم جئت خَدَّاعا ً
أناديكم بتسيبحى
ومرتديا ً
بياضَ الثوب ِعنوانا
أنا فى المكرِ كالثعلبْ
بشر ٍ جاءَ لو يلعبْ
وفى التضليل ِ محترفٌ
بنهرِ الإفك ِمغترفٌ
ترانى رمزَ تكذيب ٍ
وفى التمويه ثعبانا
أنا من أجل أهدافى
أبيعُ العهد َ مُجتهدا ً
وأمشى ظلَّ حرباء ٍ
تبثُ السمَّ ترويعا ً
وأشكالا ً وألوانا
قضيتُ العمرَ منساقا ً
ولفاقا ً وأفاقا ً
ونهاشا ً وهباشا ً
ونباشا ً وكباشا ً
لأسيادى أنا أهتفْ
وفى التصفيق ِ رنانا
فنَهْبُ الشعب ِ منهاجى
يفوحُ المسكُ من تاجى
وصُنعُ الشرِ إنتاجى
قسَمتُ الشعبَ أطيافا ً
رسمت الإرث َ بلدانا
أنا حشاش –أنا غشاش
أبيع الشاشَ أكفانا
أنا فلٌ - أنا غلٌ
كموج ِالبحر ِتلقانى
بكأس الخمر ِمشهورا ً
بكسب ٍغير ِمشروع ٍ
أبيعُ الوهمَ بهتانا
ومحتالا ً ودجالا ً
أغش الناس لو قولا ً
أبيعُ الصخرَ مٌرجانا
وحين الأمرُ يطلبنى
ترانى أهلَ تقديس ٍ
أشعُ النورَ إيمانا
ذرونى تحت قفطانى
أرتلُّ حُب أوطانى
إذا ضقتم به ذرعا ً
أرشُ الماءَ قربانا
بمال ٍ أدلِّ للحاكم
وأمدح أهلَ سلطان ٍ
ومسْح الجوخ ِ يرفعنى
أنال القرب َرضوانا
أنا الفرعونُ سخرنى
فكنتُ النصحَ هامانا
طريقُ الحقد يجرفنى
وأهلُ السؤ ِ تعرفنى
عزفتُ الغشَ ألحانا
أبث الرأىَّ تخريبا ً
وفى الأمراض ِ تجريبا ً
تصيرُ الشمسُ مظلمة ً
وإعصارا ً وبركانا
أنا فل ٌ – أنا غل ٌ
فحيث الريحُ لو مالت
فتلقانى
كشيخ ٍ سارَ مزهوا ً
وقديسا ً ورهبانا
أنا هادم – أنا خادم
لشيطان ٍ
لو صار عندى كسبانا
ولو جاؤا بتحرير ٍ
فثوري ٌ أنا فورا ً
ولو فازوا بترشيح ٍٍ
فحتما ً صرتُ إخوانا
وإن ينجحْ أبو جهل ٍ
يسب الدينَ لعَّانا
أنا فل ٌ – أنا غل ٌ
وتزييف ُ وتجريفٌ
وتحريفٌ وتخريفٌ
وفى التدليس ِ فنانا
أنا فلٌ
من الأشرار قد كانا
وبعتُ اليوم َ أسيادى
وأبدى كل تجريح ٍوتلميح ٍ
وتصريح ٍ
بأن الشعب قد عانى
وجئتُ اليومَ كالثعلبْ
أريد الحقَ أن يُغلـَبْ
يجفُ الضرعُ لا يُحلبْ
وحلم الشعب ِ أن يُسلبْ
ونور العدل أن يحجبْ
وأبكى الدهر لو بانا
وأمشى ظلَّ حرباء ٍ
تبثُ السمَّ ترويعا ً
وأشكالا ً وألوانا
أنا فلٌ – أنا غل ٌ
من الأشرار قد كانا
كموج ِ البحر ِ تلقانى
لأهل ِ الزورِ عنوانا