من المعروف أن العين مرآة الروح والجسد، حيث تعكس العين ما بداخل الإنسان من مشاعر وعواطف وأمراض وباختلاف الأجناس البشرية يتفق الجميع على أن الشخص عندما يكون حزينا أو سعيدا أو متألما يظهر ذلك من خلال نظرات عينه، وكذلك تعكس العين بعض الأمراض المرتبطة بالجسم، وفى كثير من الأحيان تتعاون تخصصات الطب المختلفة مع طبيب العيون لمعرفة شدة المرض وضبط جرعات العلاج فى أحيان كثيرة.
فمثلا مرض الكبد الذى يصاحبه ارتفاع فى نسبة الصفراء أول ما يظهر المرض يظهر فى بياض العين "الصلبة"، حيث يصفر لون البياض ويرجع إلى لونه الطبيعى بعد عدة أسابيع من الشفاء، كما أن دواء الإنترفيرون له تأثير مباشر على الأوعية الدموية بالشبكية والعصب البصرى، ويستوجب ذلك الفحص الدورى للشبكية لمعرفة أى تأثيرات سلبية للعلاج بالإنترفيرون.
ومن المعروف أن أمراض المناعة مثل مرض الروماتويد أو الزئبة الحمراء تصيب العين بجفاف شديد قد يؤدى إلى عتامات مزمنة بالقرنية وضعف شديد بالإبصار عند عدم الانتظام فى تناول العلاج لمرض المناعة المزمن، ويتطلب العلاج فى هذه الحالة استخدام القطرات المرطبة لعلاج سطح العين واستمرار الأدوية عن طريق الفم لعلاج الأعراض التى تظهر على سطح العين.
وبما أن الشبكية بها شبكة الأوعية الدموية الدقيقة المتصلة بالجفن فإنها تعكس أى تغييرات بالدورة الدموية بما فيها الأمراض المؤثرة على الدورة الدموية مثل مرض ضغط الدم ومرض السكر وأمراض تجلط الدم واللوكيميا، وأمراض الفشل الكلوى وبعض الأمراض الوراثية التى تؤثر على شبكية الطفل بعد الولادة.
ويتعاون طبيب العيون مع أطباء الباطنية لمعرفة تطور المرض وتأثير العلاج فى السيطرة على المرض، ومتابعة مضاعفات المرض فى تغيير خطة العلاج، وضبط جرعات الدواء، حيث تظهر هذه التغييرات على شبكة الأوعية الدموية والتى يراها طبيب العيون بالعين المجردة رؤية مباشرة ويتم فحص تفاصيلها بتصوير الشبكية بصبغة الفلورسين لمعرفة كفاءة الدورة الدموية فى العين والجفن كله.
وقد تصاب العين بارتفاع فى ضغط العين الجلوكوما "الثانوية" قد يصاحبها أمراض أخرى بالجسم مثل الأورام الدموية الحميدة بالوجه والتى تظهر على شكل لون أحمر قاتم على الخد والجبهة، يتنبه الطبيب المعالج إلى ضرورة عمل رنين مغناطيسى على المخ لاكتشاف أورام دموية حميدة مماثلة فى أغشية المخ والتى قد تؤدى إلى حدوث صرع وتشنجات غير مفسرة، ويكون فحص العين هى الوسيلة المثلى لتشخيص المرض وبفحص عدسة العين البلورية واكتشاف عتامات "مياه بيضاء"، قد يعكس ذلك بعض أمراض خلل هرمونات الدم أو أمراض تصيب الكلى أو أمراض تصيب المعادن الموجودة بالدم مثل النحاس والذى يعرف بمرض ولسون، وكذلك عدم انتظام مرض السكر قد يؤدى إلى حدوث مياه بيضاء فى سن صغيرة.
وفحص العين ضرورى لاكتشاف الكثير من الأمراض المتعلقة بالصحة العامة وتشخيصها بدقة ومتابعة علاجها بالتنسيق مع التخصصات المختلفة فى الطب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة