منذ تولى الرئيس محمد مرسى رئاسة الجمهورية بدأت إشارات الغزل السياسى فى التردد بين القاهرة وطهران، وذلك لأن جماعة الإخوان لم تنتهج سياسة الصدام مع دولة إيران رغم الوقوف على العديد من الأخطاء الصريحة للنظام الإيرانى فى السنوات الماضية، وظلت العلاقة بين طهران والجماعة متوازنة بسبب هذه السياسة التى تنتهجها الجماعة مما أثار لعاب الدولة الفارسية وجعلها تلهث خلف إقامة علاقة جيدة مع مصر فى ظل حكم النظام الجديد.
ويبدو من واقع المؤشرات الأولية للسياسة الخارجية المصرية الجديدة أن الجمود الذى أصاب العلاقات المصرية الإيرانية سينتهى عما قريب، وأن من مصلحة طهران كسر هذا الجمود وتحسين علاقتها بالقطب الإقليمى المصرى الذى ستحقق مساندته وتأييده مكسبا سياسيا إيرانيا على المستوى الإقليمى والدولى، ولكن ما هى ضمانات العودة لطهران وهى سبب رئيسى للعديد من مشكلات المنطقة، وهى أيضا المحرك الرئيس لكثير من الخلايا والقوى فى العديد من الدول العربية.
هناك العديد من المحاذير التى يجب وضعها فى الاعتبار عند إقامة علاقة طبيعية مع طهران، والحرص على عدم تخطى حاجز تلك المحاذير يعد ضمانا لإقامة علاقات سياسية واقتصادية مع إيران.
أول هذه الضمانات هى عدم إقامة علاقة مع طهران على حساب العلاقات المصرية الخليجية والعمل على حل المشكلات العالقة بين طهران ودول الخليج مثل النزاع على الجزر الإماراتية فى الخليج العربى، وأن أمن الخليج هو من صميم الأمن المصرى فلا تبنى العلاقات المصرية الإيرانية على حساب أمن الدول الخليجية.
أما ثانى هذه الضمانات فهو الانتباه لعمليات التشيع ونشر المذهب الشيعى وخصوصا فى مصر، فالبيئة المصرية قابلة لذلك بسبب نسبة الأمية والفقر المرتفعين لدينا، فمن المفترض أن تستغل طهران إقامة علاقات جديدة مع مصر للعمل على تنشيط هذا الملف الذى ظهر فى عدة دول عربية من قبل.
العلاقات المصرية الإيرانية إن أقيمت فقد يستفيد كل طرف من الآخر سياسيا واقتصاديا منها، فإقامة علاقات طيبة مع مصر يدعم طهران سياسيا على المستوى الدولى، وتلك العلاقات أيضا قد تستفيد منها القاهرة اقتصاديا فى عمليات تبادل تجارى وفتح سوق جديدة، لكن لا يجب أبدا أن تبنى هذه العلاقة التى تحبذها جماعة الإخوان المسلمين على حساب أى من تلك الضمانات التى تعتبر صمام الأمان لهذه العلاقات الجديدة.
الرئيس مرسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
mootasem mohamed
نحن دائما تحت المساعده فى اى وقت
شكرا
عدد الردود 0
بواسطة:
samydabour
كلام صح
عدد الردود 0
بواسطة:
نشأت النادي
كان مرسي عند حسن الظن