محمود البدرى يكتب: النقد بين النصيحة والفضيحة

الجمعة، 31 أغسطس 2012 09:25 م
 محمود البدرى يكتب: النقد بين النصيحة والفضيحة عبد الله بدر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
النقد هو واجهة أساسية من أوجه التعبير التى صنعتها الديمقراطية التى تبنى عليها الأمم الناجحة حيث إن حرية التعبير حق أصيل مكفول للجميع دون استثناء من غير إقصاء أو تهميش أو تسفيه أو سخرية أو تجريح.

غير أن النقد نفسه لابد وأن تحكمه قيم ومبادئ نابعة من أخلاقيات المجتمعات الراقية التى تغلفها روح الأديان السماوية وتعاليمها خاصة إذا كان النقد نابعاً من عقول وشخصيات من المفترض أن تكون رائدة فى مجالها وتخصصها مما يزيد من حجم المسئولية الملقاة على عاتقها بتحرى دقة المعلومات التى هى قيد الطرح والتحليل والمناقشة حتى يكون الرأى مبنياً على حقائق أكيدة لا مجرد معلومات مجهولة المصدر أو من مصادر غير موثوق بها وفيها.

والنقد نفسه لابد وأن يكون الهدف منه هو تقديم النصح والإرشاد بغرض الإصلاح وبناء المجتمعات لا لمجرد النقد الذى يتمادى ليصل إلى التجريح وتعرية أصحابه خاصة المخالف منها لرأيه وهو ما يتطلب بالضرورة تجرده من كل أهواء أو أطماع أو أغراض أو انتماء إضافة إلى ضرورة توجيه النقد إلى الموضوع نفسه لا للشخص نفسه حيث إن المراد هو تقييم وتقويم الأفعال وبالتبعية سوف يتم تقييم أصحابها فلا يعتلج الصدر بالضيق أو الكره للشخص صاحب الفكر أو الرؤية مثار النقد حتى وإن كان مخطئا فما يدعونى للنقد فى الشخص هو فعله المسئ فإن عدل عنه زال سبب النقد فلا يصح شخصنة المواضيع ولكنها تصحيح للمواقف والآراء.

وقد يكون صاحب الرأى المخطئ أفضل منًا جميعاً حيث امتلك الشجاعة والجرأة على تصحيح مساره بالعدول عن الخطأ دون كبر أو عناد وتقبله للرأى الآخر إنما يدل على امتلاكه فكراً راقياً ومفهوماً صحيحاً للديمقراطية.

والجميع قابل للنقد من أعلى رأس إلى ما دونها دون تجريح أو تطاول أو تسفيه أو شخصنة فلا يصح أن يوصف رئيس الدولة بالتابع أو بأنه غير كفء وغير فاهم للسياسة من قبل أن يصدر منه ما يدل على ذلك، وكذلك لا يصح أن يصف أحد الدعاة الأفاضل فنانة بالسافلة والساقطة ويرميها فى شرفها وعرضها وهو فى طريقه لنقدها على أعمالها الفنية حتى وإن اتفقنا على أن أعمالها مليئة بقدر كبير من العُرى والإباحية وأنها تخدش الحياء وترفضها قيم مجتمعنا الشرقى فهو اخترق باب قذف المحصنات وكان الأجدر به أن ينتقد العمل نفسه ويقدم النصح لصاحبه.

يستطيع المرء أن يستميل من أخطأ وينفره فى خطئه أو أن يجعله مصراً على خطئه وينفره فى النصيحة وناصحها، وكما قيل إن النصيحة على الملأ فضيحة.





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

ام محمد

النصيحه لو هى اصلا بتقبل النصيحه هى بتهين الشيوخ والاسلاميين فكان هذا الرد المناسب لها

عدد الردود 0

بواسطة:

ابراهيم

الدكتوووووور عبدلله بدر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة