كشفت لنا الأيام عن الثوار الحقيقيين الذين يقفون موقفا ثابتا تجاه ما آمنوا به من مبادئ وقيم لا يتزحزحون عنها قيد أنملة، كما كشفت لنا الأيام عن الثوار التايوانى الذين تضعف أنفسهم وتتكشف شخصياتهم بمرور الأيام.
فى بداية الثورة أعجبت بشاب متميز على ثقافة عالية خاصة فى الثقافة والفقه الإسلامى فكانت وسطيته وتفقهه تثيران إعجابى به فهوصاحب شخصية معتدلة لا تعرف التنطع ولا التشدد مثل كثيرين ملأوا الدنيا من حولنا.
كما كان لموقفه الثائر ووقوفه مع الجماعة الوطنية إبان قيام الثورة، ونجاحها فيما بعد أثار أيضا احترامى له، لكن للأسف يبدوأن دوام الحال من المحال وصار الثبات على المبدأ كالقابض بيديه على الجمر فى أيامنا تلك، آية ذلك هو تبدل موقفه المناصر للثورة والثوار ووقوفه هذه الأيام مع من قامت الثورة من أجل إزاحتهم والقضاء عليهم ومحاسبتهم عما قاموا به من أفاعيل ومنكرات وآثام وتحولت بوصلته السياسية من ميدان التحرير قبلة الثوار إلى ميدان المنصة خندق الثورة المضادة لعلكم الآن أدركتم من صاحبنا الذى تحدثت عنه سالفا إنه النائب السابق محمد أبو حامد، أتفهم أن بين الدكتور محمد أبو حامد وبين جماعة الإخوان المسلمين ما صنع الحداد وكراهية متبادلة ومعلنة غير مستترة.
لكن هذه الكراهية ليست حجة ومبررا تجعله يصطف فى خندق أعداء الثورة بميدان المنصة، لأن هناك أماكن وميادين عديدة يستطيع أن يتظاهر بها ويعبر عن انتقاده وكراهيته للرئيس مرسى وجماعة الإخوان فكان الأجدر به أن يبتعد عن ميدان المنصة التى تتخذه الثورة المضادة مكانا للتظاهر منه، كما لدينا مثال آخر من الذين جاهدوا بأقلامهم ضد ظلم وطغيان النظام السابق إنها الأستاذة فاطمة ناعوت فهى من الذين وقفوا بحق ضد النظام السابق وقبل قيام الثورة بأمد بعيد فاضحة النظام السابق ناقمة على فساده واستبداده واحتكاره السلطة، وعندما قامت الثورة كانت من السباقين إلى ميدان التحرير، لكن لا أدرى لماذا انقلبت هى الأخرى وانضمت إلى معسكر المنصة، لا أجد تفسيرا لما حدث من تبدل فى المواقف من جانب محمد أبو حامد وفاطمة ناعوت، ما أخشاه أن يتحول الكثير غيرهم من ميدان التحرير إلى ميدان المنصة بحجة كراهيتهم للإخوان، أعلم أن العديد قد أعطوا أصواتهم للدكتور مرسى مرغمين على ذلك لاختلافهم سياسيا معه ولكنهم فى نفس الوقت أبوا أن يعطوا أصواتهم أو يصطفوا فى خندق الثورة المضادة.. إن نصيحتى لكل من يختلف مع الإخوان ويعارضهم إن أراد التظاهر والتعبير عن معارضته لهم فليتظاهر من ميدان آخر غير ميدان المنصة وأن يضع يده مع أناس لم تتلطخ أيديهم بالدماء... وإلا فإنكم بما تقومون به ستقدمون الثورة والثوار على طبق من ذهب للثورة المضادة يتلذذون فى القضاء عليها أنّى شاءوا.
عثمان محمود مكاوى يكتب: حتى لا تكونوا ثـوارًا مـــن ورق
الجمعة، 31 أغسطس 2012 10:13 ص
أبو حامد
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد ونهى
مع احترامى لكلامك
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو عمر
اخي العزيز والصديق الغالى
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
مقال محترم و انا معاه