الآثار التاريخية ضحية «الربيع» فى سوريا وليبيا ومصر.. نظام الأسد حطم 3 مواقع مدرجة على لائحة التراث العالمى.. وليبيا فقدت «كنز بنغازى» الذى يضم تاريخها منذ عهد الإسكندر

الجمعة، 31 أغسطس 2012 09:15 ص
الآثار التاريخية ضحية «الربيع» فى سوريا وليبيا ومصر.. نظام الأسد حطم 3 مواقع مدرجة على لائحة التراث العالمى.. وليبيا فقدت «كنز بنغازى» الذى يضم تاريخها منذ عهد الإسكندر صورة أرشيفية
كتبت - آمال رسلان - سماح عبدالحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بينما تكتب شعوب الربيع العربى تاريخا جديدا لبلادها، محملا بنسمات الديمقراطية، تعانى آثار تاريخ الماضى من محو قد يكون متعمدا، وقد يكون ضريبة لابد من دفعها للتحرر من قيود الأنظمة الديكتاتورية، فخسائر الثورات العربية لم تكن فقط فى فقدان شباب قاد تلك الثورات، ولا فى تخريب منابع الاقتصاد، إنما وصل إلى الآثار التاريخية والحضارية فى المنطقة العربية التى تعد من أهم مناطق العالم، وشاهدة على حضارات متعاقبة رومانية وفرعونية وبيزنطية وإغريقية وغيرها.

وذاكرة التاريخ مليئة بأمثلة عديدة لتدمير موروثات حضارية وتاريخ شعوب كاملة، إلا أن هذا التدمير كان فى عصور احتلال واستعمار وعلى أيدى غزاة، فنهاك مثلا تدمير مدينه قرطاج فى تونس على يد الرومان، بعد أن كانت مركز إمبراطورية كبيرة حكمت شواطئ المغرب العربى وصقلية وإسبانيا، ولكن فى هذه المرة تدمير التاريخ يأتى على يد حكام البلاد العربية للاحتفاظ بكراسى السلطة.

خسائر سوريا لا تقدر بثمن
الخسائر السورية هى الأكبر فى بلدان الربيع العربى، فعلى مدى 18 شهرا، عمر الثورة السورية، تم تجريف مئات الآثار النادرة على مستوى العالم من سرقة إلى تخريب بالآلة العسكرية النظامية، فسوريا، أرض الحضارات، تعتبر كل من دمشق وحلب من أقدم المدن السكنية فى العالم، ومهبط المجتمع الزراعى، فمنذ أربعة آلاف عام، ومنذ بدء حضارة بلاد الرافدين حتى دخول الإسلام، شكلت سوريا تقاطعاً لنفوذ الحضارات المختلفة، من سومريين وبابليين ومصريين وآشوريين وحتيين وفرس ويونانيين وروم.

وكان أول تقرير يصدر عن الأضرار التى لحقت بالآثار السورية صادرا عن منظمة «جلوبال هيرتش فند»، الذى أشار إلى مناطق أثرية تعرضت للقصف، وأخرى استعملت كمواقع عسكرية، وثالثة تعرضت لآلاف عمليات النهب، وجاء فى تقريرها أهم المواقع التى أصابها التلف والتدمير، وهى:

قلعة الحصن الشهيرة
تابعة لمحافظة حمص، واعتبرتها منظمة اليونسكو قلعة تاريخية مهمة لاحتوائها على تراث إنسانى عظيم، وفى عام 2006 سجلت القلعة على لائحة التراث العالمى. تم قصفها من قِبل الجيش السورى، كما حُطم المصلى الصليبى القائم فى داخلها.

معبد سورى قديم فى تل الشيخ حمدان
تفيد تقارير ساهم فى كتابتها علماء آثار سوريون، وكتاب غربيون خبراء فى العصرى البرونزى والرومانى أن معبدا سوريا قديما فى تل الشيخ حمدان قد أصابه الدمار، حيث تدمرت جدرانه بشكل كبير.

قلعة المضيق
أبراج المراقبة فى قلعة المضيق، أهم القلاع الصليبية فى منطقة المتوسط والتى تعود أصولها إلى العام 1106، قد تعرضت هى الأخرى للتدمير وسرقة المنحوتات الأثرية الرومانية المهمة فى بعض المدن السورية، واستخدم اللصوص جرافات لقلع البلاط الرومانى من الأرض وسرقته.

المدينة القديمة
خلال الصراع بين جيش الأسد والجيش الحر تم ضرب القرى الواقعة داخل المدينة القديمة بالقذائف، وتم تدمير أجزاء كبيرة من المدينة الصغيرة الموجودة داخل بقايا الحضارة الرومانية «بصرة»، والتى تحتوى على أفضل مسرح رومانى فى العالم.

دير صيدنايا
تأسس من قبل الإمبراطور جوستينان، وبه سلسلة أقبية وقاعات حجرية عتيقة تعلوها ثلاثة أبراج تزدان بأجراس الكنيسة، ولايزال أهالى المنطقة يتحدثون الآرامية، لغة المسيح. تم تدمير الجانب القديم من المبنى الذى يعود إلى عام 574 ميلاديا بقذيفة، كذلك تمت إصابة مسجد الأم أياد فى درة، وهو من أقدم المساجد الإسلامية فى سورية، والذى بناه الخليفة عمر بن الخطاب.

تل الشيخ حمد
وفى دير الزور تحول موقع تل الشيخ حمد، المعروف فى مدينة كاتمو الآشورية، إلى ساحة قتال بين الجيشين النظامى والجيش الحر، حيث تعرضت آثار الهيكل الآشورى للدمار.

قلعة «ابن معان»
احتلت القوات السورية قلعة «ابن معان» فوق مدينة بالميرا الرومانية، حيث تمركزت الدبابات والآليات العسكرية فى وادى القبور، غربى المدينة القديمة، وقامت قوات الأسد بحفر خندق بين الآثار الرومانية.

وتعرضت 3 مواقع مدرجة على لائحة التراث العالمى فى شمال البلاد إلى التدمير جراء القصف، وهى المواقع التى تعود للحقبة البيزنطية، كما قضت عمليات الدمار والهدم على أهم معالم مدينة حماة الأثرية وأحيائها القديمة ذات الطراز المعمارى المميز.

حى الكيلانية
كان حى الكيلانية القديم الذى يعود إلى العهود الأيوبية والمملوكية والعثمانية ضمن المناطق التى دمرت كاملة. وفى المقابل من أكبر الخسائر سرقة تمثال يمثل إلهاً آرامياً يعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد، ولم تسلم متاحف دير الزور، ومعرة النعمان، والرقة، وجعبر من السرقة.

مدينة أفاميا
مدينة أفاميا التى تحتوى على أثريات تاريخية ترقى للعصور الهلينستية والرومانية والبيزنطية والإسلامية، ولم يشفع تاريخ المدينة ومحتواها الأثرى لحمايتها من الصراع الأسدى على السلطة، حيث تم نشر فيديو تظهر فيه دبابة فوق تل تطلق النار عبر الآثار، وقنابل تسقط فى قلعة المضيق، الواقعة على الجانب الشمالى من سهل الغاب.

كما يظهر المقطع أيضاً أفراد وحدة من الجيش السورى يتحصنون خلف الجدران الحجرية التى يبلغ عمرها نحو ثلاثة آلاف عام، والتى تخللتها ثقوب الرصاصات. كما قامت الجرافات بإحداث ثغور فى الجدران من أجل إتاحة المجال أمام الدبابات لإطلاق النار. وقبل ذلك تم اقتحام المتحف الذى أنشئ داخل خان أثرى من العهد العثمانى أسفل القلعة، وسرقة لوحات فسيفساء من العصر الرومانى. لقد باتت أفاميا ملكاً للقناصة ولسوق الآثار.

البلدة القديمة بحمص والمسجد العمرى فى درعا
تم تدمير جزء كبير من البلدة القديمة بمدينة حمص التى كانت مسرحاً لمجزرة سنة 1982، مثلها مثل المسجد العمرى فى درعا الذى تعود أساساته إلى عهد الخلفاء الراشدين.
أما فى مدينة بصرى الأثرية التى تعود إلى العصر النبطى، والتى كانت فى السابق مقراً للفيلق الرومانى الثالث، فتروح الدبابات وتجىء فى الشوارع، والدير الأثرى فى بلدة دير سنبل تحول إلى ثكنة عسكرية.

قلعة المضيق
تقع غرب مدينة أفاميا، وهى إحدى القلاع الكثيرة المنتشرة على امتداد جبال الساحل السورى، وكانت فى العهد الرومانى موقعًا حربيًا، الآن دمرتها القنابل.

قلعة صلاح الدين
قلعة صلاح الدين الأيوبى، أو قلعة صهيون، إحدى قلاع جبال الساحل السورى فى محافظة اللاذقية فى سوريا. فى عام 2006 سجلت القلعة على لائحة التراث العالمى، والآن يتمركز فيها جنود نظام الأسد، والذين يطلقون النار على كل ما يتحرك فى المدينة الأثرية.

قوس النصر
أما الشارع المستقيم المحفوف بالأعمدة الكورنثية، وقوس النصر المعروف بقوس هادريان الذى بناه الإمبراطور سبتموس سفيروس عام 194 تقديراً وتكريماً لمدينة اللاذقية، وكان مكافأة من الإمبراطور لوقوف مدينة اللاذقية بجانبه فى حروبه، والجدار المحيط بمعبد بل، فكلها تحوى ثقوباً أحدثتها الرصاصات والمدافع.

تمثال الإله الآرامى
قبل أشهر قليلة أعلنت السلطات السورية عن سرقة التمثال الذهبى الذى يعود إلى العام الثامن قبل الميلاد، ويمثل الإله الآرامى، وحتى الآن لم يستطيعوا استرجاعه بالرغم من أنهم أبلغوا عنه فى الإنتربول.

أسباب عديدة للدمار فى سوريا
القلاع والمسارح الرومانية والمبانى الأثرية والمساجد أصابها الدمار نتيجة هروب جيش الثورة السورية، للاختباء خلف الجدران السميكة لتلك المبانى، وفى المقابل لم تتردد القوات السورية لجيش الأسد فى ضرب مبانٍ تاريخية من أجل الوصول إلى أعدائها، وأدت هذه الصراعات لتدمير آثار تلك المناطق.

واتهم المسؤولون السوريون عصابات مسلحة بمنع دخول العاملين فى المواقع الأثرية مثل «قلعة الحصن»، و«حصن الأكراد» لسرقتها. وقال رئيس الوزراء السورى الأسبق عادل سافار: «إن البلاد مهددة من قبل جماعات مسلحة بأحدث الوسائل المتخصصة بسرقة الآثار والمتاحف»، فى حين هناك اتهامات دولية لمسؤولين فى النظام السورى بأنهم يخططون لسرقة وبيع تراث الدولة، زاعمين أن هذا حدث بالفعل فى عهد الرئيس الأب حافظ الأسد.

ويقول خبراء الآثار إن إحدى المشاكل التى عرضت الآثار السورية للدمار أنه لمدة عشر سنوات قبل الثورة عمل النظام السورى على تأسيس 25 متحفا أثريا فى مختلف أنحاء البلاد، لتشجيع السياحة، وكثير من هذه القطع كان فى الحدائق الخارجية للمتاحف، بهدف إثبات مدى قدرة النظام على حماية هذه الآثار النادرة، ويصل عدد المواقع الأثرية المفتوحة فى سوريا إلى ما يقارب من 4 آلاف موقع تصعب حراستها.

ليبيا فقدت كنز بنغازى فى ثورتها
حكمت الأراضى التى أصبحت ليبيا إمبراطوريات متوسطية متعاقبة على مدى قرون، وبها بعض أجمل الآثار اليونانية والرومانية، وليبيا لديها 5 مواقع مدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمى مثل البقايا الرومانية وموقع لبدة الأثرى، وموقع سبراطة الأثرى الذى كان مركزا تجاريا فينيقيا.

كنز بنغازى
فقدت ليبيا كنز بنغازى فى ثورة 17 فبراير والذى يحتوى على عشرة آلاف قطعة بما فى ذلك عملات تعود إلى العصر اليونانى والرومانى والبيزنطى والعصور الإسلامية الأولى، إضافة إلى عدد من الكنوز الأخرى مثل التماثيل الصغيرة والمجوهرات.

وكانت الآلاف من تلك القطع الأثرية قد اكتشفت فى ليبيا أثناء فترة الاحتلال الإيطالى فى البلاد وتم تهريبه خارجها، ولكن تمت استعادتها إلى ليبيا فى عام 1961 بعد حصولها على الاستقلال، وتم حفظها فى البنك التجارى ببنغازى منذ ذلك الحين، انتظاراً لإقامة متحف يجمعها وهو ما لم يتم فى عهد القذافى، وكانت الآثار فى عهد القذافى تعانى إهمالا ونقص الإمكانيات، وانعدام الدعم لتشجيع المواطنين على تسليم المكتشفات فى منازلهم وأراضيهم.
ولم يتمكن المسؤولون من استعادة هذه القطع النادرة على الرغم من إخطار الانتربول بالسرقة، ويقول صالح الجب مدير متحف طرابلس إنه لم يتم تصوير تلك القطع الأثرية أو توثيقها وربما كانت فى طى النسيان.

الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية التى تعد أحد الاكتشافات الجديدة بمستوطنة وادى عين خارقة الذى يقع شمال غرب مدينة البيضاء بمسافة أربعة كيلومترات تعرضت للإزالة والتدمير ما بين 24 و25 فبراير، حيث قامت إحدى الأسر التى تقطن المنطقة بجرف أحجارها وأساساتها وفسيفسائها.

وقال خبراء الآثار إن هذه الخسارة تعد الكبيرة لدارسى الكنائس البيزنطية فى الإقليم، فقد حملت أرضيتها اسم أحد الأساقفة ولم يكن موثقا من قبل.

الجغبوب ومقابر بوزيد
آثار الجغبوب التى تقع جنوب شرق ليبيا على مسافة حوالى ثلاثمائة كيلومترات من مدينة طبرق، قد تعرضت مقابرها لعملية عبث كبيرة من بعض اللصوص، كما قام البعض بنبش الكثير من مقابر بوزيد واستخرج بقايا المدفونين والأثاث الجنائزى وبعض المومياوات، واستخدم القذافى المناطق الأثرية فى مدن لبدة وصبراتة وجبل نفوسة لتخبئة صواريخه ودباباته، وهناك العديد من محاولات اقتحام متاحف طبرق ودرنة وغرفة الحرب العالمية الثانية بطبرق أيضا، ونبش بعض القبور فى مدينة شحات.

اليونسكو حذرت من خطورة وضع الآثار فى ليبيا وتجاهلت سوريا
على الرغم من أن منظمة اليونسكو المعنية بحفظ التراث العالمى لم تتحدث مطلقا عن الدمار الذى لحق بالآثار السورية وتجاهلت ما فقده التاريخ العالمى من تراث حضارى، فإنها اهتمت بالأوضاع فى ليبيا وطالبت إيرينا بوكوفا مديرة المنظمة أطراف النزاع المسلح باحترام اتفاقية حماية الممتلكات الثقافية، قائلة إن ليبيا ذات أهمية كبرى بالنسبة إلى البشرية جمعاء، ودعت المنظمة إلى محاولة حماية آثار ليبيا خلال الفترة الانتقالية.

وحذرت بوكوفا خلال المؤتمر الذى عقد عقب نهاية عصر القذافى حول حماية التراث الثقافى الليبى الوفود من أن موت معمر القذافى يمكن أن يكون نذير خطر للكنوز الليبية، مثلما اختفت آلاف القطع التاريخية بعد سقوط صدام حسين فى العراق، وأشارت إلى أنها تحذر الجميع من الوقوع فى فخ التهريب غير الشرعى.

إلا أنه طبقا لبعثة تقصى الحقائق التى أرسلتها اليونسكو إلى ليبيا فى سبتمبر الماضى لتقييم الضرر الواقع على المواقع الأثرية منذ اندلاع ثورة 17 فبراير، فقد أعلنت أن الكثير من الآثار قد نجا من الدبابات، وأرجعت ذلك إلى قيام اليونسكو بإمداد تحالف شمال الأطلسى بإحداثيات جغرافية للمواقع الأثرية والتراثية الرئيسية، لكن مع ذلك يظل الخطر قائما، فى ظل حالة عدم الاستقرار التى تعيشها البلاد.

تدمير الآثار السورية والعراقية
أعاد الدمار الذى لحق بالآثار فى سوريا وليبيا بالدمار الذى وقع على الآثار العراقية فى أعقاب الحرب الأمريكية عام 2003، من نهب للمتاحف الوطنية وحرق مكتبة بغداد وتدمير المدن السومرية القديمة، ومتحف بغداد، حيث تكبد العراق النصيب العربى الأكبر من نزيف الآثار العربية الذى بلغ 170 ألف قطعة منوعة بين المخطوطات والعملات والتماثيل، وأصبحت الآثار العراقية تباع على أرصفة الشوارع الأوروبية، ورخص ثمنها فى السوق السوداء للآثار المسروقة، نظراً لكثرة المعروض منها.

فى محافظة ذى قار جنوب العراق يوجد أغلب المواقع الأثرية العراقية، ويعود بعضها إلى عصور ما قبل التاريخ، كان لها النصيب الأكبر من السرقة، لأن معظمها بلا حراسة، وتحتوى المحافظة على 1200 موقع أثرى غير مؤمن ولا يوجد موقع أثرى واحد فى ذى قار أو العراق ككل لم يتعرض للسرقة.

ولا تزال عمليات السرقة مستمرة، ونظراً لقيمة الآثار العراقية وتاريخها المعروف لدى عصابات التهريب الدولية، فإنها لم تتوقف لدرجة أن اللصوص أصبح معهم خرائط لبعض المواقع.


مصر: سرقات ما بعد الانفلات الأمنى
شهدت الأيام الأولى لثورة 25 يناير فى أعقاب الانفلات الأمنى عمليات سرقة لبعض الآثار من المتحف المصرى والذى سرق منه 74 قطعة آثار أهمها تمثال إخناتون.
وفقدت مصر المجمع العلمى الذى التهمته النيران فى أحداث مجلس الوزراء الشهيرة وتعتبر محتوياته كنزاً ثقافياً يوثق تاريخ مصر الحديث، ويعد أحد أقدم المؤسسات العلمية فى القاهرة والذى أنشأته الحملة الفرنسية عام 1798 بقرار من قائدها نابليون بونابرت.
ويضم المجمع العلمى عشرات الألوف من الكتب والمخطوطات والوثائق النادرة وأدى حريقه إلى تدمير 200 ألف كتاب نادر أهمها كتاب وصف مصر.

الجامعة العربية ترثى الآثار التاريخية
مصدر بالجامعة العربية قال إن العالم العربى ملىء بالتراث الحضارى، الذى جاء نتيجة تعاقب العديد من الحضارات على هذه المنطقة مما أكسبها أهمية تاريخية خاصة، مؤكدا أن الجامعة العربية ترثى هذا التراث الحضارى الذى فُقد نتيجة ثورات الربيع العربى والذى سيحرم أجيالا قادمة من التعرف على تاريخ أجدادهم.

وكشف المصدر لـ«اليوم السابع» عن أن الجامعة العربية سيكون لها دور فى الحفاظ على التراث الحضارى الذى تبقى وستسعى للتنسيق مع منظمة اليونسكو للتحرك فى هذا الاتجاه والقيام بعمل مشترك لوقف المعارك بالقرب من المناطق الأثرية فى سوريا، وأن يتم الاتفاق على خطة عمل مشتركة لحسر الخسائر التى لحقت بالآثار وإمكانية ترميم المناطق التى أصيبت فى القصف.

لافتا إلى أن الجامعة العربية كانت فى الفترة الأولى تسعى للحفاظ على أرواح الأبرياء التى تزهق كل ساعة على يد الآلة العسكرية السورية، وحاولت جاهدة للوصول إلى حل سياسى لوقف العنف والقتل والبدء فى عملية انتقال سلمى للسلطة، إلا أنه أوضح أن التاريخ الأثرى له أهمية، خاصة أن الجامعة العربية تدين بعنف أى عبث بحضارات المنطقة العربية سواء على يد القوات النظامية أو على يد الثوار، مناشدة الشعوب بالحفاظ على آثارهم التاريخية لأنها ملك لأجيالهم القادمة.

وقال أنه يتم دراسة طرح عملية الحفاظ على الآثار وإعادة ما سرق منها على القمة الثقافية المقرر عقد أول دورة لها فى العام 2013 وستستضيفها السعودية.

الدكتور محمد حمزة إسماعيل أستاذ العمارة والآثار والحضارة الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة قال لـ«اليوم السابع» إن ظاهرة سرقة الآثار أثناء الثورات تعود لعوامل مختلفة والعوامل البشرية، على رأسها الحروب كما حدث بالنسبة لآثار العراق فى عهد الاحتلال الأمريكى وما يحدث يوميا فى الآثار الفلسطينية فى ظل وجود الاحتلال الإسرائيلى، موضحا أن العوامل البشرية ترتبط أيضا بما تتعرض له الآثار فى فترات السلم أو عقب الثورات بسبب الاختلال الأمنى.

واعتبر أن ما تعرضت له الآثار فى ثورات الربيع العربى يعد كارثة حقيقية فى تونس ومصر وسوريا واليمن وليبيا، ضاربًا مثلا بأن متحف كلية الآثار سرقت منه 129 قطعة آثار مصرية قديمة نادرة من ضمنها 11 قطعة آثار إسلامية، مشيرا إلى أن معظم القطع الإسلامية كانت عملات نادرة من ضمنها دينار نادر تقدر قيمته بمليار دولار.





مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

سيد محمد

العراق

عدد الردود 0

بواسطة:

دعاء

رقم 1

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال الدين المصرى

عملية تدمير وتخريب ونهب اثار وتراث الدول العربية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة