إيكونوميست: مرسى يريد أن ينأى بنفسه عن السياسة الخارجية لمبارك

قالت مجلة "إيكونوميست" البريطانية إن اختيار الرئيس محمد مرسى للعاصمتين الصينية والإيرانية لتكونا محل أول زيارة خارجية له خارج الشرق الأوسط منذ توليه الرئاسة، مؤشرا على رغبته فى أن ينأى بنفسه عن سياسة سلفه المخلوع حسنى مبارك، والتى أفقدت مصر مكانتها الإقليمية.

وتساءلت الصحيفة تحت عنوان "سياسة مصر الخارجية مستقلة أم لا؟" عما إذا كان مرسى فى سياسته الخارجية مثل الرئيس الأسبق أنور السادات "تعطه إشارة لليسار، لكنها تتحول إلى اليمين".

وأوضحت الصحيفة فى تقرير بعددها الأخير أن اختيار الصين وإيران قد أثار قلق هؤلاء الذين يرون أن الرئيس الملتحى القادم من حركة إسلامية معادية للغاية للغرب.

فالإخوان المسلمون طالما دعوا إلى التضامن الإسلامى بينما كانوا يلومون أمريكا لمحاباة إسرائيل وتشويه صورة المسلمين.

ويمكن ان تُقرأ زيارة مرسى للصين على أنها محاولة لإيجاد راع جديد مع تضاؤل المساعدات الاقتصادية الأمريكية وتقلص نفوذ واشنطن، وكيف أن مساعدتها العسكرية الكبيرة زادت من قلق المصريين بشأن دور جيشهم خلال المرحلة المضطربة فى الانتقال إلى الحكم الديمقراطى.

إلا أن الصحيفة البريطانية ترى أن هذا القلق ربما لا يكون مبررا، فزيارة مرسى لأمريكا فى مرحلة الاستعداد للانتخابات الرئاسية لن تكون مفيدة، وقد التقى مرسى بالفعل مع عدد من المسئولين الأمريكيين بينهم وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون ووزير الدفاع ليون بانيتا، وسيلتقى قريبا مع وفد تجارى.

وتلفت الصحيفة إلى أن تجارة الصين مع مصر قدرت بحوالى 8 مليارات دولار خلال العام الماضى، إلا أن حصتها من الاستثمارات لا يزال ضئيلة مقارنة بأمريكا، وإلى جانب الهدف الاقتصادى من زيارة الصين، فإن مرسى كان حريصا على أن يقول للصين إنها ليست فى حاجة إلى القلق من الربيع العربى.

وتحدثت المجلة عن زيارة مرسى لطهران، وقالت إنها مهمة فى ظل القطيعة بين البلدين منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وأضافت أن هناك أسبابا عملية لهذه الزيارة، فمرسى وفريقه يرون أن إيران المعزولة بسبب العقوبات والازدراء الدولى فى حاجة إلى دعم من الدولة العربية الأكبر أكثر مما تحتاج مصر دعم إيران.

وختمت الصحيفة تقريرها قائلة إنه فى الوقت الحالى، فإن سياسة الرئيس مرسى الخارجية نابعة من المخاوف من الداخل، فهو حريص على أن ينأى بنفسه عن مواقف سلفه المخلوع، والتى رآها أغلب المصريين خاضعة جدا لأمريكا ومسيئة لمكانة مصر، وأشارت إيكونوميست إلى قول مرسى "لسنا ضد أحد، لكننا سنحقق مصالحنا الخاصة"، وعلقت قائلة إنه ربما يخطط مرسى للسير مستقيما كما يتحدث.