معهد ستراتفور الاستخباراتى الأمريكى: مرسى أصبح أكثر ثقة فى دوره كرئيس بما انعكس على السياسة الخارجية.. لجوء القاهرة إلى إيران للتحوط من الاعتماد على الدعم المالى السعودى

الخميس، 30 أغسطس 2012 02:44 م
معهد ستراتفور الاستخباراتى الأمريكى: مرسى أصبح أكثر ثقة فى دوره كرئيس بما انعكس على السياسة الخارجية.. لجوء القاهرة إلى إيران للتحوط من الاعتماد على الدعم المالى السعودى جانب من قمة عدم الانحياز
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال معهد "ستراتفور" الاستخباراتى الأمريكى إن الرئيس محمد مرسى يحاول إحياء الأهمية الجيوسياسية لمصر إقليميا من خلال الزيارات الخارجية التى يقوم وسيقوم بها فى المرحلة الراهنة.

وأوضح المعهد فى تقرير له على موقعه الإلكترونى اليوم، الخميس، إن السياسة الخارجية فى ظل نظام حسنى مبارك شهدت ركودا، حيث كان مبارك مهتما بالقضايا الداخلية أكثر من اهتمامه بالدور التقليدى لمصر إقليميا مثل الوساطة فى القضايا الفلسطينية. ومع استراتيجيته الجديدة، سيحاول مرسى استعادة هذه الأدوار التى ذهب إلى أطراف إقليمية أخرى كقطر والسعودية، وسيقوى الدعم بين هؤلاء الذين قللوا من الأهمية الإقليمية لمصر، ولعل الزيارات الحالية والقادمة للرئيس المصرى رئيسية لهذه الخطة.

ويرى ستراتفور أن الزيارات مهمة لعدة أسباب: أنها تدل على أن مرسى أصبح أكثر ثقة فى دوره كرئيس، وهو تطور سينعكس بالتأكيد على ا لسياسة الخارجية لمصر. كما أنها تدل أيضا على أن قرار مرسى تعديل القيادات العسكرية لمصر قد أدى إلى تحسين علاقته بالمجلس العسكرى.

وتحدث تقرير المعهد الاستخباراتى الأمريكى عن زيارة مرسى للصين التى كان هدفها تعزيز الاستثمارات لدعم الاقتصاد المصرى، وتطرق أيضا إلى زيارته لإيران وقال إنها تتعلق كلها بالسياسة، مشيرا إلى أن تلك الزيارة تمثل تطورا مهما فى العلاقات المصرية الإيرانية، فهى الأولى من نوعها منذ 30 عاما، إلا أنها لن تؤدى إلى تطبيع العلاقات فورا بين البلدين.

ويشير ستراتفور إلى أن القاهرة تريد التحوط من اعتمادها على الدعم المالى السعودى من خلال إعادة إقامة علاقات مع إيران، ولا تريد مصر أن ترى المنطقة خاضعة لهيمنة أى قوة واحدة. وعلى الرغم من أن السعودية لا تستطيع وحدها السيطرة تماما على المنطقة، إلا أن مواردها المالية تمنحها ميزة كاسحة. وبالاحتماء بطهران، فإن مصر تمنح نفسها مزيدا من النفوذ فى علاقتها مع السعودية.

وتوقع المركز المعنى بنشر التحليلات الاستخباراتية المعروف بظل الاستخبارات الأمريكية أن تؤدى زيارة مرسى إلى طهران إلى تعقيد تحديد المواقف الإقليمية حول الحكومة القادمة قى سوريا، فبينما تدعم كل من من السعودية وتركيا وقطر جهود المعارضة للإطاحة بنظام الأسد، إلا أن طهران، ومع اعترافها باحتمال سقوط الأسد، تريد أن يتم إدراجها فى محادثات المرحلة الانتقالية ما بعد الأسد.

ولفت التقرير الأمريكى إلى أن تأثير مصر فى سوريا محدود بدعم جماعات مختلفة من المعارضة واستضافة اجتماعاتها، لكن بإمكان القاهرة أن تؤثر فى نتيجة ما يحدث فى سوريا بتقديم الدعم لطرف أو لآخر، ونظرا لدورها التاريخى فى المنطقة، فإن مصر لا يمكن تجاهلها تماما، وفى نهاية المطاف، تأمل إيران أن تظل مصر محايدة، وتفهم أن القاهرة لن تقف فى جانبها.

من جانبها، ستراقب السعودية عن كثب، فالرياض لا تشعر بالراحة إزاء مرسى أو الإخوان المسلمين لكنها سترحب بأى بديل دبلوماسى لقطر التى يوجد علاقات صعبة بينهما تاريخيا.

أما عن تركيا، يقول ستراتفور، إنها ستكون قلقة بشكل خاص إزاء مشاركة مصر بشكل متزايد فى الانتقال السورى، كما أن تحركات مصر إزاء إيران تزعج أنقرة على ما يبدو، وبذلك، فإنه من وجهة نظر تركيا، فإن توسيع مصر لتواصلها الإقليمى يعقد من جهود تركيا للإسرع بتغيير النظام فى سوريا.

وعن زيارته المرتقبه للولايات المتحدة، أكد ستراتفور أن سوريا ستكون محل نقاش عندما يزور مرسى البيت الأبيض، حيث قال المسئولون المصريون إن الرئيس الأمريكى قد دعا مرسى للزيارة، وهو ما لم يعلنه البيت الأبيض.

ويوضح ستراتفور أن الولايات المتحدة قررت أن تطور علاقة عمل مع الإخوان المسلمين، إلا أنه واضح أيضا أن واشنطن تشعر بالقلق من مصر لعدة أسباب، أولها أن مرسى قال إن معاهدة السلام مع إسرائيل مفتوحة للمراجعة، وثانيا أن واشنطن تريد تشجيع الجوانب البراجماتية المعتدلة للحكم الإسلامى فى مصر، مثلما حدث مع نموذج حزب العدالة والتنمية فى تركيا وحزب النهضة فى تونس. ولا تريد الولايات المتحدة أن ترى إسلاما راديكاليا يتكاثر فى المنطقة، وستبحث عن التوزان الذى يسمح لها ببعض النفوذ والتعاون المستمر واستقرار الاقتصاد المصرى المضطرب، وثالثا أن الولايات المتحدة ستبحث عن تأييد لأجندتها فى سوريا.

وخلص تقرير ستراتفور إلى القول بأن مرسى يحاول إعادة مصر كلاعب رئيسى من الناحية الجيو سياسية فى المنطقة، وفى سبيل تحقيق ذلك، سيثير قلق أطراف إقليمية أخرى، ويعقد عدة قضايا مثل الانتقال السورى، إلا أن المشاكل الاقتصادية لمصر ستمنع القاهرة من منافسة تركيا وإيران أو السعودية فى أى وقت قريب، وكذلك حقيقة أن هناك الكثير من المنافسين الإقليميين بالفعل، كما أن الجغرافيا ستقيد مصر، لأن مساحة نفوذها الطبيعية فى المشرق. وبرغم ذلك، تيقى فإن قوة الإخوان المسلمين فى غزة والأردن يمكن أن تعطى مصر ميزة فى إعادة بناء نفوذها الإقليمى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة