قال المحلل السياسى والكاتب الأسبانى فرانسيسكو كاريون فى تقرير نشرته صحيفة الموندو الإسبانية اليوم الخميس تحت عنوان "مرسى يضع مصر على الخريطة" إن الرئيس محمد مرسى يعيد دور مصر الريادى فى المنطقة بشكل جديد عما كان يقوم به الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، حيث أنه يرغب فى وجود "توازن" وذلك من خلال البحث عن سياسة مصر الخارجية فى تل أبيب وواشنطن بشكل ودى من ناحية، ومن ناحية أخرى بحث التعاون مع المملكة العربية السعودية وبكين وطهران، وذلك لوقف الشتاء الاقتصادى للبلد.
وأشار المحلل إلى أنه على الرغم من أن حسنى مبارك كان حليف الولايات المتحدة الأمريكية التى تعتبر القوى الأكبر فى العالم إلا أن مرسى يرى أن القوى الأكبر من ناحية أخرى هى المملكة العربية السعودية.
وأوضح كاريون أن الرأسمالية البراجماتية لجماعة الإخوان المسلمين تتضح الآن بعد قيام مرسى بزيارة الصين يوم الاثنين ورافقه وفد من رجال الأعمال، وهى تعتبر محاولة لبدء استثمارات جديدة من أكبر دولة فى آسيا الصين، من بناء قطار فائق السرعة بين القاهرة والإسكندرية أو من محطات الكهرباء، وهى الدولة التى تعتبر ثان اقتصاد فى العالم بعد أن نمت تجارتها بنسبة40% منذ عام 2008.
ومن ناحية أخرى قال المحلل إن ذوبان الجليد بين مصر وإيران قرار "صعب" للغاية، ولكن من المتوقع أن مصر لن تعمق علاقاتها مع إيران بشكل كبير، وذلك حتى لا تخسر الغرب، ولكنها مجرد خطوة لتوسيع نفوذها الإقليمى خاصة فى إيجاد حل لسوريا حتى لا تتحول الأزمة هناك إلى حرب أهلية، ولذلك فإنه على الرغم من أن مبادرة مرسى تنطوى على التعاون مع خصوم الولايات المتحدة، إلا أنها تبدو متوافقة إلى حد كبير مع الغرب لإنهاء إراقة الدماء فى سوريا".
وأضاف أن مرسى يتعاون مع خصوم الغرب فى صياغة خطة لسوريا، إلى أن مرسى يسعى فى إطار الدور القيادى الإقليمى الجديد لمصر فى منطقة حافلة بالاضطرابات، إلى التعاون مع إيران وغيرها من القوى الإقليمية فى مبادرة تهدف إلى وقف العنف المتصاعد فى سوريا"، لافتا إلى أن هذه المبادرة التى ترتكز على لجنة مؤلفة من أربع جهات تضم أيضا تركيا والمملكة العربية السعودية، أول مهمة يتولاها مرسى على صعيد السياسة الخارجية منذ أن أصبح رئيسا".
وأشار إلى أنه فى الوقت الذى تشعر فيه الدول الغربية بالقلق حول تأثير الرئيس الإسلامى لأكبر دولة عربية على النظام الإقليمى الذى تدعمه الولايات المتحدة، يتعارض تركيز مبادرة مرسى مع تقسيم واشنطن المعتاد للمنطقة إلى دول متحالفة مع الغرب مثل مصر والمملكة العربية السعودية من جهة، وإيران من جهة أخرى.
وكانت صحيفة لاراثون الأسبانية علقت على دعوة إيران لمرسى، بزيارة منشآتها النووية "بوشهر"، حيث تجرى عمليات تخصيب اليورانيوم قائلة، إن طهران بهذا العرض تحاول تعميق العلاقات مع مصر، والاستفادة من هذا البلد ذى الدور المحورى فى العالم العربى، ولكن مرسى رفض هذا العرض وقرر أن تقتصر زيارته على المشاركة فى الجلسة الافتتاحية لقمة عدم الانحياز والعودة على الفور إلى مصر.
وترى الصحيفة أن مرسى قرر أن يستعيد دور مصر الريادى فى المنطقة، ولكن دون أن يخسر الغرب، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، حتى إنه لن يقوم بلقاء الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد، لذلك فإنه لن يقوم بتعميق العلاقات مع إيران.
من ناحية أخرى، قالت الصحيفة إن العلاقات بين مصر وإيران زادت من مخاوف إسرائيل، خاصة بعد قيام الجهات المصرية بنشر قواتها فى سيناء، بعد حادث رفح الذى راح ضحيته 16 جندياً مصرياً.
وأوضحت الصحيفة أن مرسى قام بالإعلان عن زيارته إلى واشنطن، وذلك بعد إعلانه زيارة إيران، وهذا ليظهر أنها مجرد زيارات ليس الهدف منها تعميق العلاقات مع إيران، وترى الصحيفة أن ذلك لعدم خسارة مرسى واشنطن والغرب.
وأضافت أن إعلان مرسى زيارة عدة بلدان لم تكن فى خطة مصر من قبل مثل إيران والصين، يشير إلى أن مصر تتبع مسارا جديدا، من خلال الاتصال مع أحد أكثر البلدان تأثيرا فى المنطقة، وعلى الرغم من أن هذه الخطوة تثير عداء إسرائيل، التى ترى البرنامج النووى الإيرانى تهديدا، إلا أن مرسى لم يكترث لما يعلن عنه وقرر الاستمرار فى طريقه حتى يستعيد دور مصر.
محلل سياسى أسبانى: مرسى يضع مصر على الخريطة من جديد
الخميس، 30 أغسطس 2012 01:41 م
جانب من قمة عدم الانحياز
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة