قال الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء فى أول حوار تليفزيونى إنه فضّل أن يكون أول لقاء له مع التليفزيون المصرى، مضيفا أن اختياره رئيسًا للوزراء كان مفاجئًا له.
وأضاف قنديل لبرنامج "واجه الشعب" الذى يذاع على التليفزيون المصرى، أن التحديات كبيرة جدًا، وأن زياراته الميدانية تعطى المسئولين الفرصة للوقوف على السلبيات ووضع الحلول العملية والعلمية السريعة لها.
وقال إن زياراته الميدانية تساعده على اتخاذ قرارات أكثر واقعية واتصالا بالشارع وتعطى مردودا على الأرض، كما تعطى انطباعا عامًا بأن رئيس الوزراء ليس منعزلا أو مفصولا عن الشعب ومتصلا به.
وأضاف قنديل، أنه ينبغى على كافة المسئولين والوزراء والمحافظين اتباع نفس النهج، لكن ذلك ليس معناه أن يظل المسئول فى الشارع وخارج مكتبه طوال الوقت حتى يمكن العمل على تسيير مناحى الحياة وجوانبها الأخرى.
وشدد رئيس مجلس الوزراء على أن التحديات العملية والأمنية التى تواجهها الشرطة كبيرة وليست سهلة، لافتا إلى أن عودة الأمن صعبة وليست عملية بسيطة، لاسيما أن النزول للشارع لم يعد سهلا مثلما كان عليه الوضع قبل ذلك.
وقال رئيس الوزراء هشام قنديل، إن الحديث عن الأمن وتحسينه يعنى الحديث عن الطرق والمشروعات والمرور والكهرباء وشرطة المسطحات المائية، والإجرام، والنشاط الأمنى، والأمن المركزى، وعودة النشاط الرياضى.
وأوضح رئيس الوزراء أن الاجتهاد والعمل هو الطريق لتحقيق أهداف الثورة، التى نادى بها الشعب وهى "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية"، من خلال الزراعة والقمح، وشدد على أن الحرية ليست معناها الاعتداء على حريات الآخرين، وأن الحرية هى حرية القول الحق الذى لا يكون فيه كذب ولا يثير الضغائن، وأن الحرية ليست الحصول على أجر دون عمل، أو قطع الطريق، لأن تلك الأمور جريمة يعاقب عليها القانون.
ولفت إلى أن العدالة الاجتماعية تتطلب النظر إلى الفقراء والفئات المهشمة والمعاقين، لاسيما وأن نسبة المعاقين حوالى من 10 إلى 15 % وإن كان الإحصاء الخاص بها غير دقيق، وشدد على أن المعاقين مواطنون يجب الاستفادة منهم.
وأكد قنديل أنه لم يكن من الممكن تشكيل حكومة ائتلافية أو وزارة حزبية فى الوقت الراهن، ورأى الرئيس مرسى أن تكون الحكومة ائتلافية حتى يمكن تحقيق برنامجه والدفع به للأمام.
وقال قنديل إن الرئيس مرسى شخصية عقلانية جدا، ومن خلال تعامله معه كان يراه دائما يضع معايير للاختيار، وهناك برنامج للرئيس المنتخب وهو يملك المعايير التى تمكنه من تنفيذ برنامجه.
وبشأن التدخل فى اختيار الوزراء مع أطراف أخرى، قال رئيس الوزراء: "لم يكن هناك تفاهمات مع أحد عند تشكيل الحكومة أو تدخلات من أحد، وكان التنسيق فقط مع الرئيس محمد مرسى".
وأوضح قنديل "رأينا أنها ليست حكومة ائتلافية، فلم يكن الاختيار على أساس الائتلافات، وكان الاختيار بالتعرف على السيرة الذاتية وقراءتها جيدا لكل وزير، والتعرف على رؤيته لتطوير الوزارة التى سيكون مسئولا عنها، وما مدى علمه ببرنامج الرئيس المنوط بتنفيذه "وأنا سعيد بالاختيارات وأشعر أن الناس ستشعر بالفرق على الأرض".
وأشار إلى أن حكومته تعمل على رفع المعاناة بصورة سريعة من خلال برنامج الـ100 يوم، والقدرة على إحداث نقلة سريعة فى الصحة والتعليم، وكل هذه الأمور تتطلب خبرة فى مجالات الصحة والتموين والتعليم والاقتصاد والإعلام وغيرها لتحقيق طموح الشعب المصرى فى الفترة المقبلة.
ولفت إلى أن يوم 12 أغسطس كان نهاية الفترة الضبابية فى المشهد السياسى، والتى توجت بتعيين رئيس الحكومة، وهو ما ساهم فى الاستقرار وإعطاء الثقة.
وأضاف رئيس الوزراء أن حجم المشكلات والتحديات التى تواجه البلاد ليس به لبس، فهى تحديات اقتصادية واجتماعية فى الأمن والتموين والنظافة، مضيفًا: "كل ما يهمنا هو وقف التدهور وأن نبدأ بالصعود ويجب أن نعمل ونجتهد لأن هذا طريق الثورة والتى قامت من أجلها".
وأكد رئيس الوزراء أن الأمن له أولوية أولى، مقدما التحية لرجال الشرطة على المجهود الذى يقومون به على الأرض.
وأشار قنديل إلى أنه لم يُطرح إلى الآن مناقشة قانون الطوارئ فى أجندة أعمال الحكومة فى هذه الفترة، مؤكدا على أن قانون العقوبات الحالى يستطيع إعادة الأمن للشارع المصرى، ونسعى لسن تشريعات تحافظ على حقوق الإنسان وتحقق العدالة الناجزة.
وعن ظاهرة قطع الطرق أكد قنديل أنه ليس هناك أى مبرر لقطع الطريق مهما كان السبب وعلى المسئولين الاستماع للمواطنين وتلبية طلباتهم المشروعة، وأكد أن أحداث رفح ليست نتيجة تحديات أمنية فقط وإنما أيضا نتيجة تشوهات فكرية وثقافية دخيلة على المجتمع المصرى.
وأكد أن من تم القبض عليهم فى حادث سيناء هم مصريون، وعملية "نسر" التى يقوم بها الجيش والشرطة مستمرة، والعمل فى وسط القرى والمناطق السكنية تتم ببطء نظرا لطبيعة المناطق التى تعمل بها.
وقال إن تغيير الأفكار المتطرفة يأخذ بعض الوقت، ويجب أن لا نعتمد فقط على رجال الدين لمعالجة هذه الظاهرة.
وعن تنمية سيناء أكد رئيس الوزراء أن زيارته القادمة لسيناء ستكون لتحقيق إنجازات ملموسة على الأرض، وقال: اعتمدنا اليوم اللائحة التنفيذية لجهاز تنمية سيناء، وهناك تصميم وعزم على تنميتها فى جميع المجالات، فهناك مشروعات بـ مليار و200 مليون جنيه للعام المالى الحالى، ستكون عن طريق قروض واستثمارات داخلية وخارجية للتنمية السياحية والزراعية وإنشاء المدارس.
وعن دخول قوات الجيش إلى سيناء، أشار قنديل إلى أن حكومته تحترم كل تعهداتها السابقة، مؤكدًا على أنه يتم التنسيق مع الجانب الآخر بشأن القوات الموجودة حاليًا فى سيناء.
وقال رئيس الوزراء إن عجز الموازنة وصل إلى 185 مليار جنيه، مشيرا إلى أن هذا الرقم مرشح للزيادة ما لم يتم التعامل الصحيح مع الأزمة.
وأضاف قنديل أن الاحتياط الأجنبى سيزيد خلال هذا الشهر، نتيجة لبعض الإجراءات التى اتخذتها الحكومة حيال هذا الموضوع، بالإضافة إلى الوديعة القطرية التى استلمها البنك المركزى المصرى.
وأكد قنديل أن زيارة رئيس صندوق النقد الدولى إلى مصر تعطى إشارة جيدة لمستقبل الاقتصاد، لافتًا إلى أن مصر لها الحق فى الحصول على مساعدات من الصندوق، وحصول مصر على القرض هو بمثابة شهادة إيجابية على تحسن أداء الاقتصاد المصرى، مؤكدًا أن تكلفة الاقتراض فى المستقبل تقل، مشيرا إلى أن الاقتراض من صندوق النقد الدولى هو شر لابد منه.
وأضاف أن 67 % من الناتج المحلى يستقطع لسداد الدين الداخلى.
"قنديل" فى أول حوار تليفزيونى: فوجئت باختيارى رئيسًا للوزراء والحرية ليست الحصول على أجر دون عمل.. وعجز الموازنة بلغ 185 مليار جنيه والاقتراض شر لابد منه.. ومرسى شخصية عقلانية ولم نناقش قانون الطوارئ
الخميس، 30 أغسطس 2012 02:45 ص
الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء