•نمر بمرحلة سيئة على جميع المستويات.. ونعيش فترة دستورية وسياسية متخبطة إلا أننى متفائل بمستقبل مصر
• الدراما التركية لن تستمر لأنها مصنوعة من أجل ربات البيوت.. وانتشارها في الفضائيات سببه سعرها المنخفض
• سعيد جدا بعودة عادل إمام ومحمود عبد العزيز والشباب مثل السقا وكريم عبد العزيز للمسلسلات
الثقافة الموسوعية والجرأة والشجاعة والحيادية أهم ما يتميز به الفنان صلاح السعدنى الذى يرى أن الفن والسياسة وجهان لعملة واحدة، ولذلك فهو يتابع كل ما يطرأ على الساحة السياسية من تغيرات وتطورات على الرغم من اندماجه فى أعماله الفنية. «اليوم السابع» التقت مع النجم الكبير لتتعرف آراءه فى آخر المستجدات الفنية والسياسية على الساحة المصرية.
> لماذا فكرت فى تقديم رواية «الإخوة أعداء» برغم أنها قدمت من قبل؟
- كنت متحمسا بشدة لتقديم هذه الرواية لأننى أجد أنها من أهم الروايات التى قدمها الكاتب الروسى دستوفيسكى، لأنها تتناول تفاصيل حياة المصريين بما فيها من خير وشر، ولم تكن فكرة تقديمى لهذه الرواية وليدة اليوم، ولكن سبق أن قدمتها فى إحدى مسرحياتى عندما كنت طالبا فى كلية الزراعة على مسرح جامعة القاهرة، وأخرجها هشام أبوالنصر، وقبل تقديم هذا المسلسل كنت أنوى تقديم هذه الرواية فى فيلم سينمائى، وكان يعكف على كتابة السيناريو والحوار له أحمد عبدالله على أن ينتجه محمد السبكى، وبالفعل اتفقنا وبعدها قامت الثورة وتوقف العمل، حتى فوجئت بعدها بالمخرج محمد النقلى، يحدثنى عن تقديم هذه الرواية فى عمل تليفزيونى، بعد أن كتب لها السيناريو والحوار شريف حلمى فوافقت مباشرة، لأننى بشكل عام من أكثر قراء دستوفيسكى لأنه كاتب قدير وعالم نفسى محترف.
> تقدم للمرة الثانية على التوالى فى الدراما شخصية شريرة فهل تجد أن مثل هذه الشخصيات هى التى يتفاعل معها الجمهور؟
- ليس بالضبط، فأنا أقبل على العمل الجيد الذى أجد أننى سأقدم من خلاله عملا هادفا يستحق المشاهدة، وشخصيتى فى الباطنية كانت بها الإيجابيات كما بها السلبيات فهو رجل يتاجر فى الحشيش، ولكنه يصلى ويزكى فهو مقتنع أن تجارته ليست حراما، أما شخصية سيد الدقاق التى أقدمها فهى شخصية ممتلئة بالشر المطلق فهو عبارة عن مجموعة شخصيات شريرة مندمجة فى بعضها لا يهمها غير نزواتها الدنيوية الدنيئة بصرف النظر عما يتسبب فيه من ضرر لكل من حوله، ولذلك نجد من خلال أحداث العمل أن أقرب الناس إليه اتفقوا على قتله.
> ولكن أحداث المسلسل اختلفت تماما عن الفيلم؟
- اختلفت بعض الشىء، فقد تم إضافة بعض التفاصيل لأحداث المسلسل حتى تتناسب مع ثلاثين حلقة، لأن الرواية الأصلية لا تكفى أحداثها لحوالى 25 ساعة عكس الفيلم السينمائى الذى تبلغ مدته ساعتين على أقصى تقدير، ولذلك كان لابد من تغيير بعض أحداثها.
> هل تجد متعة فى التعاون مع النجوم الشباب فى الدراما التليفزيونية؟
- نعم أجد بالتأكيد متعة وسعدت بهم كثيرا فجميعهم شباب مجتهد، ولكل منهم أعماله الناجحة مثل فتحى عبدالوهاب وأحمد رزق وياسر جلال وشريف حلمى ودينا فؤاد ولقاء الخميسى، وكلهم شباب لهم دور مهم فى السينما والتليفزيون، فضلا عن المخرج محمد النقلى الذى أجد راحة كبيرة فى التعاون معه.
> وهل تجد أن مسلسلك تعرض للظلم لعرضه وسط كم هائل من الأعمال، خاصة أن المنافسة هذا العام كانت شرسة للغاية؟
- المنافسة هذا العام كانت شرسة للغاية بالفعل على جميع المستويات سواء الفنية أو السياسية بل كانت أصعب السنوات، وأجد أن المشاهد ذهب للعمل الذى وجده مناسبا لأفكاره، فضلا عن أن العديد من الأعمال تتعرض للظلم فى شهر رمضان فالناس كثيرا ما تكون مشغولة بأشياء أخرى، وتتفرغ للمشاهدة بعد انتهاء هذا الشهر الكريم، والحمد لله تلقيت العديد من التهانى على هذا المسلسل، وأنا على أى حال سعيد بتقديم عادل إمام
مسلسلا تليفزيوينا، وكذلك محمود عبدالعزيز والشباب مثل السقا وكريم عبدالعزيز، لأن عودتهم للشاشة الصغيرة تعد انتعاشا لها وحفاظا على تقدم مصر وتفوقها فى مجال الفنون خاصة بعد أن اقتحمت الدراما التركية البيوت المصرية.
> بما أنك ذكرت الدراما التركية، فما أسباب إقبال المشاهدين عليها وما هو سر نجاحها من وجهة نظرك؟
- الدراما التركية نجحت فى مصر فى الفترة الأخيرة، لأن بها العديد من عوامل الجذب التى تنال إعجاب المشاهد مثل الطبيعة الخلابة التى يستعين بها مخرجو هذه الأعمال، بالإضافة إلى الرومانسية المتدفقة بين أبطال العمل والتى نفتقدها فى الأعمال المصرية فى الوقت الحالى، كما أن هذه الأعمال الطويلة لها فئة من المشاهدين مثل ربات البيوت وغيرهن اللاتى يستمتعن بمشاهدتها ليبتعدن عن «دوشة» السياسية التى ملأت الفضائيات فى الفترة الأخيرة، فضلا عن أسعارها المنخفضة مما يتيح لها فرصة جيدة فى التسويق، وأعتقد أن نجاحها مؤقت أمام الدراما المصرية، وما هى إلا ظاهرة لن تستمر طويلا.
> بعيدا عن الفن، ما تقييمك للوضع السياسى الراهن فى مصر؟
- أرى أن مصر نجحت فى العبور لأولى خطوات الديمقراطية، لأننا لأول مرة منذ آلاف السنين ننتخب حاكمنا من خلال انتخابات حرة نزيهة، ففكرة وجود انتخابات شرعية أصبحت موجودة، وهذا فى حد ذاته مكسب كبير، صحيح أننا نمر بفترة دستورية وسياسية متخبطة، لكن هذا الطبيعى بعد نجاح ثورة كبيرة مثل ثورة يناير، فنحن ننتقل من مرحلة إلى مرحلة نحتاج بعض الوقت لنستوعبها، خاصة أننا لم نعتد على ممارسة الديمقراطية من قبل، وكانت تسيطر علينا فكرة عدم الثقة فى حاكمنا وهو ما زرعه فى قلوبنا النظام السابق، وندعو الله جميعا أن نمر بمصر إلى طريق الأمان والتقدم، وعلى الرغم من أننا نمر بمرحلة سيئة على جميع المستويات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية، إلا أننى متفائل بمستقبل مصر، لأنها تمتلك كل الإمكانيات التى تضعها على مسار الدول المتقدمة، ولكن هذا يطلب منا جهدا كبيرا، ولذلك لابد أن يتكاتف الجميع من أجل أن نتقدم بمصر.
> ولكن البعض يرى أننا تخلصنا من حزب حاكم له أسلوبه الخاص ليأتى حزب آخر يسيطر على كل شىء أيضا بطريقة أخرى؟
- الشعب المصرى الذى استطاع أن يقوم بثورة مثل 25 يناير وينجح فى القضاء على نظام ديكتاتورى متجبر مثل نظام مبارك ورجاله بمن فيهم حبيب العادلى وأحمد عز وغيرهما، يستطيع أن يقضى على أى نظام آخر ظالم، وأعتقد أن جماعة الإخوان المسلمين أذكى من ذلك بكثير، وعلى أى حال فالرئاسة محددة لمدة 4 سنوات، والرئيس الذى لن يعمل لصالح الشعب بأكمله وينهض باقتصاد البلاد، سيلجأ الشعب لتغييره، وأعتقد أن الإخوان أخذوا فرص عمرهم بعد وصولهم للحكم، وبعد أن تحولوا من الجماعة المحظورة إلى سلطة الرئاسة، وعليهم أن يستغلوها حتى ينتخبهم الشعب مرة أخرى، وأقصد استغلالها بالعمل من أجل تحقيق الأمن والقضاء على البطالة وإتاحة المزيد من الحريات.
> البعض أصبح قلقا على مستقبل الفن فى مصر، خاصة بعد أن سيطر الإخوان على جميع مؤسسات الدولة.. فهل ينتابك هذا الشعور؟
- على العكس أنا غير قلق على الفن فى مصر، فمصر بلد الحضارات وبلد الـ7 آلاف سنة فنا وإبداعا، وبلد نجيب محفوظ وسيد درويش وبلد أحمد زويل ومجدى يعقوب، فلن يستطيع أحد مهما كان أن يقيد حرية المصريين وإبداعهم الذين تعودوا عليه.
> بما أنك من التيار الناصرى ومن الذين عاصروا ثورة يوليو، فما الاختلاف بينها وبين ثورة يناير؟
- الاختلاف كبير وواضح، وهو أن ثورة يوليو كان لها قائد يخطط ويدبر وهو الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، أما ثورة يناير فقام بها مجموعة شباب لم يجتمعوا على شخص واحد، فضلا عن قيام الأحزاب المختلفة بالركوب على مجهودهم بعد نجاح الثورة ومحاولتهم لنسب النجاح إليهم، ومن هنا جاءت الصراعات والاختلافات ولم يتفق أحد من الأحزاب أيضا على رأى يوحدهم، وهذا ما أدى إلى ما نعيشه الآن.