قال الكاتب الكبير جمال الغيطانى، إن أشد ما يؤلمه ونحن نمر بالذكرى السادسة لرحيل أديب نوبل العالمى نجيب محفوظ (11 ديسمبر 1911- 30 أغسطس 2006) أنه أصبح وكأنه منفى فى وطنه، ففى الوقت الذى تشهد فيه دول العالم ترجمات مختلفة لكتابات "محفوظ"، نشهد فى مصر صعوبة فى الحصول على بعض أعماله فى المكتبات.
وأشار "الغيطانى" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إلى أنه فى فرنسا وألمانيا، على سبيل المثال، توجد ثلاث طبعات مختلفة من الثلاثية، كما أن هناك تقليدًا خاصًا تتبعه الدول الأجنبية التى تهتم بكتابها الكبار، حيث توجد دور نشر خاصة معنية بنشر أعمالهم، وتوفيرها دائمًا، إلا أن "محفوظ" الذى أعطى للأمة العربية قيمة كبيرة، لا توجد دار نشر متخصصة له، وذلك بفضل التزوير، مشيرًا إلى أنه كان يوجد ناشر قديم لـ"محفوظ" وتحول لناشر كبير آخر، وحدثت خلافات بينهما ليس لديه تفاصيل عنها، إلا أن ذلك لا يعنى أن تكون هناك بعض الأعمال لعميد الرواية العربية غير متوفرة فى المكتبات.
وقال "الغيطانى" إنه من المؤسف حقًا أن "محفوظ" تم نفيه فى وطنه، فلا توجد آلية فى الحياة الثقافية فى مصر تحافظ على بقاء كتابها الكبار، مشيرًا إلى أنه حينما كان فى الولايات المتحدة الأمريكية وجد إصدارات لكتَّاب كان سبق أن قرأ عنهم فى الخمسينيات، ومع مرور الأيام نسى أسماءهم، إلا أن جولاته فى المكتبات هناك ذكرته بهم.
مضيفًا، ما يحزننى أن نجيب محفوظ ليس حاضرًا فى الحياة، وأنه إذا كان هناك شباب من كتاب لا يعرفون "محفوظ" فإننا نقول "تلك سنة الحياة"، ولكن من الصعب جدًا أن مؤلفات محفوظ ليست موجودة، فهو الكاتب العربى الوحيد الذى تشعب فى مسارات الحياة كلها، وأصبح أيقونة فى الأدب الإنسانى ما عدا فى مصر، لدرجة أنه لم يعد يحظى باهتمام نقدى يليق به، ولم تعد هناك إلا قلة تتذكر أدبه بين الحين والآخر، وهو ما يعنى أن كبار الكتاب ممن رحلوا والذين مازالوا على قيد الحياة سوف يتم نسيانهم، وهذا هو الانطباع القوى لدى.
موضوعات متعلقة:
"نجيب محفوظ"..الحكيم المحب لـ"دنيا الله" والمتهم بالزندقة والإلحاد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة