4 أفلام عرضت فى موسم عيد الفطر، أغلبها كوميدية، تنافست فيما بينها على تحقيق إيرادات كبيرة، حيث استعادت السينما المصرية بعضا من انتعاشها، ومن بين هذه الأفلام «تيتة رهيبة» للنجم المتميز محمد هنيدى وهو فيلم بسيط لا يحمل ادعاء، بأنه فيلم عبقرى، بل إن الفيلم شديد البساطة فى بنائه الدرامى، ومتماسك ويقدم شخصيات تحمل ملامح واضحة ومحددة، حيث تدور الأحداث حول رؤوف رأفت رمان يجسده هنيدى هو شاب يعمل فى هايبر ماركت كبير وعمره 40 عاما ويتعامل بمنطق طفولى يصل إلى حد السذاجة فهو لا يملك أى قدر من الثقة بنفسه نظرا لطريقة التربية المتشددة التى ربته بها جدته - تجسدها سميحة أيوب - بعد وفاة والديه وهى الطريقة التى تصل إلى حد القهر وهناك جده «رُمّان» «عبدالرحمن أبوزهرة» العاشق للموسيقى والذى يمثل شخصية مغايرة تماما لشخصية الجدة، ويعيش معه رؤوف بعد مغادرة الجدة إلى ألمانيا لفترة بعد انفصالها عن جده و«منار» «إيمى سمير غانم» التى يعجب بها رؤوف، وسيؤدى زواجه منها إلى الثورة على الجدة، وشقيقها إبراهيم «باسم سمرة» وهى شخصية مستهترة يفرض سطوته على الحارة التى يقطنون بها، كما أنه متعدد العلاقات ويفرض سطوته على رؤوف بعدما يتقدم لخطبة شقيقته، ويظهر البطل أمامه طوال الوقت ضعيفا وجبانا وهناك مروان «محمد فرّاج» الصديق المقرب من رؤوف الذى ينصحه طوال الوقت، ويعانى هو الآخر من عدم قدرته على تحقيق حلمه فى أن يعمل مذيعا بالإذاعة، لذلك لا يترك ميكروفون الإذاعة الداخلية فى الماركت. وشخصية ضابط الشرطة «خالد سرحان» الذى يتواجد بالصدفة فى كل الأماكن التى تقع فيها مشاكل مع رؤوف، وهى من ألطف الشخصيات التى قدمها خالد سرحان لأنها مرسومة بدقة بهدف الإضحاك وتظهر كيف يحاول ذلك الضابط المرعب تملق المواطنين بعد ثورة 25 يناير، ومن أجمل مشاهد الفيلم ذلك المشهد الذى يستدعى فيه العساكر للغناء لرؤوف فى عيد ميلاده، رغم تجاوزه القانونى.
تيتة رهيبة فيلم مصنوع جيدا، رغم فكرته العميقة التى كان من الممكن أن ترصد طبيعة القهر وكيف يتم غرسه من خلال التربية الخاطئة وتسلط الجيل القديم، ولكن تلك طبيعة يوسف معاطى والذى يبدو أن نفسه قصير جداً فى الكتابة فهو عادة ما يقدم أفكارا جيدة ولكنه يهدرها بتبسيطها الشديد، ورغم ذلك نستطيع أن نقول إن تيتة رهيبة من أكثر الأفلام التى قدمها هنيدى مؤخرا تماسكا على المستوى الفنى وأخرجه سامح عبدالعزيز بروح تتلاءم مع طبيعة النص الكوميدى، والمفارقات التى تحملها دراما الفيلم، وتألق هنيدى ببساطته المعهودة، وخفة دمه كما استطاع الحفاظ على طريقة أداء لم تفلت منه طوال الفيلم لشخصية ذلك الشاب المتردد الجبان المقهور، بلدغته التى لم تفارقه، ومن أجمل ما حمله «تيتة رهيبة» عودة نجمين بحجم سميحة أيوب وعبدالرحمن أبوزهرة.