بروكنجز: الإخوان المسلمون أثبتوا مرونة فى مواجهة تحديات الفترة الماضية والجماعة حققت نجاحا وفقا لمعايرها.. وغياب العدو المتمثل فى نظام مبارك دفعهم إلى الصرامة للحفاظ على تماسك التنظيم

الخميس، 30 أغسطس 2012 10:36 ص
بروكنجز: الإخوان المسلمون أثبتوا مرونة فى مواجهة تحديات الفترة الماضية والجماعة حققت نجاحا وفقا لمعايرها.. وغياب العدو المتمثل فى نظام مبارك دفعهم إلى الصرامة للحفاظ على تماسك التنظيم الرئيس محمد مرسى
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال مركز بروكنجز الأمريكى، إن جماعة الإخوان المسلمين أثبتت مرونتها فى ظل التحديات التى واجهتها فى المرحلة الماضية.

وأضاف المركز فى تقرير لخبير شئون مصر والشرق الأوسط شادى حميد إنه على الرغم من أن الجماعة لم تصبح مثلما كان الكثير من المصريين يأملون أن تكون حركة موحدة وطنية تدفع مصر نحو الديمقراطية، برغم التعلثم، إلا أن جماعة الإخوان المسلمين، ووفقا لمعاييرها الخاصة، قد حققت نجاحا.

فالجماعة ومعها ذراعها السياسى حزب الحرية والعدالة، لا تعمل مثلما هو متوقع أن تعمل الأحزاب التقليدية. صحيح أنها تهتم بتحقيق الفوز فى الانتخابات، إلا أنها تهتم أكثر بوحدة التنظيم وسلامته. وفى الأيام الاولى للمرحلة الانتقالية أظهرت الإخوان جانبها الأكثر صرامة، ليس بالضرورة انطلاقا من عدم الارتياح مع الديمقراطية الداخلية، ولكن من قلقها طويل الأمد والذى ربما يصفه البعض بالهوس إزاء الحفاظ على الذات، إلى المدى الذى تكون فيه المعارضة داخل الإخوان تقويضا للتنظيم، ولابد من دحضه.

وتحدث التقرير الأمريكى عن القيود التى تفرضها قيادة جماعة الإخوان المسلمين على أعضائه ومنعهم من الانضمام إلى أى حزب سوى الحرية والعدالة، مع عقاب كل من يخالف ذلك مثلما حدث مع عبد المنعم أبو الفتوح، وكذلك الإخوان الذين تم تجميد عضويتهم لتشكيلهم أحزاب مستقلة.

ويرى بروكنجز أن الثورة فى مصر كانت تهديدا بقدر ما كانت فرصة للجماعة التى اعتادت على قوة القمع الموحدة. فبدون وجود عدو واضح، والذى كان ممثلا فى نظام مبارك، فإن حفاظ الجماعة على تماسكها أصبح صعبا، فلجأت إلى القوة، ولم يعتذر قادة الإخوان المسلمين عن أساليبهم العنيفة، فبالنسبة لهم كانت أمرا بسيطا من احترام المؤسسة التى هم جزءا منها والتى يتعهدون بحياتهم لها، ولذلك كانت قرارت مجلس شورى الإخوان صارمة بمنع الأعضاء من الانضمام أية أحزاب أخرى.

ومن منظور الوحدة التنظيمية، لم يكن قرار الإخوان المسلمين بطرح مرشح فى الرئاسة بعد تعهدها بعدم الإقدام على ذلك بالقرار المفاجئ. فحاولت الجماعة خلال الأشهر الأولى من العام الحالى إيجاد مرشح توافقى يمكن أن يدعموه، لكنهم لم يستطيعوا، وفى ظل الفراغ الناجم عن ذلك، صعدت حملة أبو الفتوح، والذى كان نجاحه كرئيس ليقوض قبضة الإخوان الثابتة على تيار الإسلام السياسى السائد.

وتطرق التقرير للحديث عما سماه "صناعة محمد مرسى"، وقال إن السلطة السياسية شىء دقيق، ولم يبد أن محمد مرسى هو الرجل المناسب لممارستها، فقد كان أحد الموالين للإخوان المسلمين، ووفقا لكل الحسابات، كان مدير مختصا ينفذ الأشياء، إلا أنه لم يكن وضوح فى أى مؤهلات أخرى ترشحه لتولى الرئاسة.

كما تحدث بروكنجز عن الخطوات المفاجئة التى قام بها مرسى فى الشهر الجارى بإحالة المشير حسين طناطوى والفريق سامى عنان للتقاعد وتغيير قيادات وزارة الدفاع، وقال إن الرئيس أثبت قدرته على المساواة وأصبح لديه صلاحيات تنفيبذية واسعة، إلا أن هذا لا يعنى أن الجنرالات قد هزموا برغم إضعافهم، فالانقلاب المدنى المضاد الذى قام به مرسى يمثل حلقة مهمة فى الانتقال المضطرب فى مصر، إلا أنه بعيد عن أن يكون نصرا حاسما. وعلى المدى القصير، سيكون الطرفان فى حاجة إلى التعايش مع بعضهما البعض بشكل مؤقت، فلا يوجد طرف فيما قوى بما يكفى لتوجيه ضربة حاسمة للآخر.

من ناحية أخرى، أوضح تقرير المعهد الأمريكى أن الأسلمة لا تزال وستظل دائما جزءا رئيسيا فى رسالة الإخوان وكذلك سببا فى جاذبيتها. ففكر الأسلمة الخاص بالإخوان ليس متطور بشكل جيد، فالإخوان يعكسون شيئا موجودا بالفعل.

ويشير الباحث شادى حميد إلى أن أى حزب يتولى الحكم يواجه مخاطر محددة، لكن بالنسبة للأحزاب الإسلامية، فإن المخاطر تكون أكبر. وكما يقول جراهام فولر فى كتابه "مستقبل الإسلام السياسى"، فإن الإسلاميين يواجهون خطرا مؤرقا، وهو ربط الفشل بالإسلام أو ما يسمى بأسلمة الفشل، والعكس صحيح أيضا، أسلمة النجاح.

وفيما يتعلق بعلاقة الإخوان والغرب، يقول بروكنحز إنه على الرغم من معارضة الجماعة منذ أمد طويل لثقافة الغرب ونفوذه السياسى، إلا أن الرئيس محمد مرسى والإخوان المسلمين فى حاجة إلى الولايات المتحدة وأوروبا أكثر مما يعترفون.

والاقتصد هو أحد المجالات التى ربما تكون أقل احتكاكا بين الولايات المتحدة والإسلاميين، فالإخوان تحت نفوذ خيرت الشاطر أصبحوا مؤيدين بلا حرج للسوق الحر، أما فى السياسة الخارجية، فإن مرسى والولايات المتحدة سيختلفون حتما، لكن هذا لا يتعلم بالنهج الإسلامى للجماعة أكثر من واقع مصر بعد الثورة.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد

واشح إن الناس دي مش فاهمة حاجة عن السياسة الشرعية في الإسلام

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة