فى أول رد فعل بعد قرار الحكومة بإنشاء سويقات جديدة لهم فى مختلف المحافظات، تمهيداً لنقلهم إليها والقضاء على ظاهرة انتشار الباعة الجائلين فى الميادين والشوارع الرئيسية، والتى عادة ما تسبب الازدحام المرورى، وتعطى انطباعاً سيئاً حول المنطقة، التى ينتشر فيها هؤلاء وكثير من الأحيان ما يتحول هؤلاء إلى بلطجية يرهبون السكان الذين يقطنون تلك الأماكن.
أكد عصام مصطفى عبد المنعم حاصل على بكالوريوس تجارة ودبلومة اقتصاد، أن "الباعة الجائلون قنبلة موقوتة داخل الميادين، والحكومة مش هتقدر على4.8 مليون بائع، ولو الشرطة والجيش صادرت بضاعتنا مش هنلاقى شغل وهنشتغل بلطجية، وفى الحالة دى ما فيش حد هيقدر علينا لا شرطة ولا جيش"، هكذا كان رد فعل عصام على قرارات الحكومة بنقلهم إلى أسواق اليوم الواحد المخصصة لهم.
وقال عصام، إن قرار المحافظة بنقل الباعة الجائلين إلى أسواق اليوم الواحد بمنطقة الدراسة والأزبكية قرار خاطئ "مية فى المية"، لأنه مكان غير مناسب ومنعدم تماماً، ينتج عنه عدم الإقبال عليه من الزبائن، ولأن عنصر الأمن غير متواجد تماماً ينتج عنه تواجد العديد من البلطجية يقومون بفرض إتاوات على الباعة الغلابة "واللى مش لاقيين يأكلوا".
وللحد من هذه الأزمة التى تشكل عائقاً أمام المحافظة والحكومة، طالب عصام بضرورة توفير أماكن مناسبة، مشدداً على أنه يجب على محافظ القاهرة الجديد تبنى خطة للقضاء على ظاهرة انتشار العشوائيات والباعه الجائلين، بتوفير أماكن لهم تتوافر بها المرافق اللازمة، ويستطيعون فيها بيع سلعهم وبضائعهم بدلاً من احتلالهم للشوارع والأرصفة، وتشويه منظر المدن وتعطيل حركة السير والمرور، خاصة أن المجتمع يفضل التعامل مع هؤلاء الباعة الجائلين بسبب رخص أسعار السلع التى يبيعونها مقارنة بأسعار المحلات.
من جانبه، قال أسامة عرفة، أحد الباعة، أنا متجوز ثلاثة ومعاى أولاد مش بعرفهم من بعض، وكل يوم عليا التزامات كتيرة قوى، وكل واحد من اللى موجودين فى الميدان معاه أولاد وأكل عيشة فى الميدان هو اللى بيصرف على الأولاد"، مؤكداً أن أسواق اليوم الواحد أماكن غير مناسبة للعمل بها، وأضاف قائلاً "أنا ساكن فى شبرا ولو كل يوم أجيب بضاعتى من الدراسة إلى شبرا يكلفنى 50 جنيها ذهاباً وإياباً، هو أنا هوفر كام للعيال اللى كل يوم مش بيكفيهم 100 جنيه، وفى نفس الوقت أنا مكسبى ضعيف لأن شغلنا فى المواسم فقط".
وأضاف عرفة، أن المحافظة بدأت فى حصر بطاقاتهم الشخصية، ورصد محل الإقامة تمهيدا لفصلهم وإلزام من لا ينتمى إلى العتبة الرجوع إلى مكانه الأصلى، والبعض استجاب لذلك ونقلوا بضاعتهم من الميدان إلى سوق الأزبكية، ولكن عندما وجدوا إقبال الجماهير القريبة من السوق ضعيف والمكسب غير جيد قاموا بممارسة مهنتهم الثانية، وهى الاعتماد على بيع المخدرات والحشيش علناً فى الميدان تحت مرآى ومسمع الجميع.
فى حين وصف أسامة عيد، أحد الباعة، الأسواق التى تعتزم الحكومة إنشائها لهم مقابل ترك الشوارع والميادين بالمنفى، وأنهم سيرفضون للذهاب إليها، لأنهم ينتقوا الأماكن التى تكثر فيها الحركة لالتقاط رزقهم وبضاعتهم زبونها معروفين وهما الناس الفقراء، ومش من المنطقى أن يصرف المستهلك حوالى 10 جنيهات مواصلات علشان يشترى بضاعته.
وقال الدكتور، شريف الجوهرى، مدير وحدة الدعم الفنى بصندوق تطوير العشوائيات، إن الصندوق أعد مقترح بشأن الباعة الجائلين وتقدم به لمحافظة القاهرة وكذلك مجلس الوزراء، إلا أن الحكومة لم تنظر إليه.
من جانبه، قال اللواء أحمد زكى عابدين، وزير التنمية المحلية، أنه جارى إنشاء أسواق للباعة الجائلين داخل المحافظات المختلفة، وذلك بعد موافقة مجلس الوزراء على ذلك، لافتاً إلى أنه سيتم التفاوض مع الباعة الجائلين من أجل ترك أماكنهم واستلام الأسواق المخصصة لهم.
وأضاف عابدين، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أنه سيتم تطبيق القانون بحزم على المخالفين من الباعة الجائلين بعد توفير الأسواق لهم، وأن الحكومة ستقوم بتمليك هؤلاء الباعة وإنهاء كافة الإجراءات المتعلقة بالرخصة والسجل التجارى.
وأوضح أن أسواق اليوم الواحد لا تتناسب مع المجتمع المصرى، وأن الحل الوحيد هو إنشاء أسواق لهم بعيدة عن الميادين والشوارع الرئيسية بالمحافظات، موضحاً أن الباعة الجائلين ليسوا أعداء الوطن بل مواطنين وفروا لأنفسهم فرصة عمل فى ظل البطالة التى يعانى منها الشعب، ولهم حق أن توفر لهم الدولة أسواق مناسبة يستطيعون الحصول على رزق مناسب يوفر لهم حياه كريمة، مؤكدا أن الدولة لن تعود للوراء مرة أخرى.
الباعة الجائلون يرفضون مشروع السويقات الحكومية ويهددون بالبلطجة لتغيير أماكنهم.. ويصفون الأسواق الجديدة بالمنفى.. ويؤكدون: لو صادروا بضاعتنا هنقعد بأولادنا فى الميادين.. وعابدين: العقوبة ستصل للسجن
الخميس، 30 أغسطس 2012 08:06 ص