عزيزى أمجد غانم:
ارفع يد الأذى عن نساء المسلمين
سأبدأ الحديث من القرآن الكريم، صلب الشريعة الإسلامية، التى تتشدقون على الجميع بتطبيقها ونصرتها والعمل من أجلها
الشريعة، التى تكلمت باسم غيرتها، وخضت فى الأعراض على شرف رايتها.
قال تعالى:
إذ تلقّونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ماليس لكم به علمٌ وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم".. صدق الله العظيم
ومن مقالك الذى ترد به دفاعاً على قذف عبد الله بدر_ والذى تقول إنه دكتور ولا أعرف فى أى شيء يتدكتر علينا، فى أخبار الصحافة الصفراء، أم فى هتك الأعراض، أم فى الغوص فى أجساد النساء_، وغضبت من غضب فنانى مصر ورددت بتقاذف أكبر مكراً وأنت على حد اعترافك لا تعلم.
فكما ورد فى مقالك وزير الثقافة فى زمن المخلوع صفوت الشريف علمنا بعد سقوطه أنه كان يقوم بتصوير الأفلام الجنسية منذ زمن عبد الناصر إلى...... الله أعلم.
حسنٌ جداً يا عزيزى
طالما الله أعلم، طالما لم تر بعينك مثل هذا، إذن فأنت وفقاً للشريعة الإسلامية تقذف نساء المسلمين بالباطل
وشئت أم أبيت منهن مسلمات، إن لم تحظ بمباركتك أو مسحة من يد عبدالله بدر الطيبة، أو قطعة قماش على شعرها كراية تقول أنا مسلمة: فيكفينا أنها تشهد الشهادتين ويكفينا أننا فى مجتمع أغلبيته مسلم وهن منهم.
فسؤالى لك_من منطلق إسلامى بحت_ هل أنت تحب أن تشيع الفاحشة بين الناس، فتجلس أمام الإنترنت أو أيا ما يكون الذى استقيت منه معلوماتك العجفاء؟!
ربما هى صحيفة من صحف بير السلم وربما هو موقع جنسى يستمنى أمامه المراهقون
لا أعلم..... كما لم تعلم أنت
فيبدو أن كل معرفتك بالفن، حادثة هلامية يهيم فيها المكر والوعثاء: عن جلال الشرقاوى وركل إلهام شاهين بالشلوت، عن تحية كاريوكا وثورتها على شمس البارودى أو الشيخة شمس، الشيخة شمس التى تفتح لها دفاتر القذف والسب الآن، الشيخة شمس أو دعنا نقول الحاجة شمس، لم يؤاخذك فيها إسلام ولا إيمان ولا توبة، فصرت تقلب فى أوراق الصحافة القديمة، ولم يكن عليك جناح فى أن تفتح نيران التهجم على الأعراض على سيدة _على الأقل بالنسبة لقواميسك الإقصائية_ مسلمة تائبة.
يبدو أن كل ماتعرفه عن الفن مشهد عار لظهر فلانة، سعاد حسنى تتعرى فى فيلم، عمر الشريف، الذى اختصرت اسمه فى حرفين وأشرت له باليهودى، الذى أسلم وكأنك تعايره وتنكل بديانته الأصلية، ولم تنتبه أن الرجل سعى إلى الإيمان والإسلام بينما غيره يرثونه عن ظهر البطاقة الشخصية، وأنت تشير له بذلك التأفف وكأن هناك مليون عمر الشريف فى بلادنا، وهذا ما يذكرنى بمسرحية سك على بناتك، وذلك الرد: مين عمر الشريف؟ ألا تعرف من هو عمر الشريف، ألا أحب أن أذكرك بتاريخ هذا الرجل، وكيف أن مصر تراقص اسمها على يده فى المهرجانات العالمية، ولم نحظ بأى إنجاز _ لا قدر الله_ لا طبى ولا علمى ولا ثقافى، على قدر ما رفعنا رؤوسنا باسم من اعتبرتهم داعرين وديوثين وقوادين.
ولكن يبدو أن حصيلتك من المعرفة: لم تتجاوز مشهدا ساخنا لإلهام شاهين.
ألم تعرف أن المذكورة: تخرجت فى معهد فنون مسرحية سنة 1982.. كطالبة علم متفوقة، وبدأت حياتها بفيلم العار، ألم تعرف أن ذلك الفيلم الاجتماعى_ إن نظرنا بالنظرة الأخلاقية والدروس المستفادة للأشياء_ قد سخر مجهود ما يزيد على مائتى شخص، للتنكيل بالمال الحرام، فيلم العار، العار: الذى نشاهده الآن فى زج كل الإنتاج السينمائى، والمجهود المضنى لأناس عملت واجتهدت، لسيناريوهات صاغت من الفكر والقيم حياة كاملة، بدلاً من أن تتحسس المشاهد العارية يا أخى تفكر فى كلمة واحدة من هذه الأفلام، شغل مخك حتى فى نهاية فيلم العار، التى أودت بالأموال الحرام فى ملح البحر، وجن من جن، وها أنت تتعقل فى جنون عبد الله بدر، الذى قذف محصنة أمام الناس بلا شهود بلا وازع بلا دافع بلا رحمة، وكما طالبت الصحفية نوارة نجم، بجلده ثمانين جلدة استنادًا على سورة النور.
وبما أنكم شيوخ هل وقعت سورة النور من مصاحفكم؟ أم أنكم تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟
أم أن كتاب الله المجيد رهن لأهوائكم.
إلهام شاهين تسب الثورة والرئيس المنتخب، الذى لا تعرفه أن تم انتخابه بفضل الحمضيات وبعصر الليمون من الثوار على أنفسهم، فيتم هتك عرضها على الملأ.
على ونيس يغرر بقاصر على الطريق الزراعى، فيصبح الستر هو الملجأ، لأن ذقن على ونيس على هوى السلفية، وإن نامت إحداهن باسم الفن، فهى تفعل ذلك طوع إرادتها، لم تصرخ مثلما صرخت نسرين: لقد وعدنى بالزواج، إن ذهب فنان وامتطى فم فنانة باسم الفن واستغل عمله، فهو أشرف وأطهر ممن يستغل اسم الله، ودينه وشريعته، وحصانته فى مجلس الشعب، بل إن الأول، لم تحملوا منه إلا بهتانا وإفكا وباطلا، والتانى حملنا منه: محضر بوليس وشريط فيديو وفضيحة علانية جهارا نهارًا.
بل وبالأحرى أو بالأخرى، لم يقدم ذلك الونيس أى شىء على الإطلاق لا للمجتمع ولا للسياسة ولا لمكانته ولا حتى للمزاعم الأخلاقية الواهية، أين كان ذلك وإلهام شاهين تعمل فى السنة الواحدة عشرة أفلام، سنة 1986، أعتقد أن امرأة عاملة بمثل هذه الكفاية ليس لديها الوقت الكافى لدعارة الفضائيات أو أن تجلس تقذف فلاناً أو تسب علاناً، أين كنتم حينما حصدت الجوائز واعتلت المسارح كممثلة مصرية مرفوعة الرأس، كنت تتلقف ذراعا من إلهام، كتفاً من الهام، شفاه إلهام، يد إلهام، تترك كل شىء وتركز على العورات.
المشكلة ليست فى الفن يا عزيزى ولا فى الفنانات
ولا ذنب الفن، الذى يقدم الواقع أن شيوخا ورجالا باسم الدين باعوا واشتروا فيه كسلعة وسخروه لمطية المصالح
لم يكن الفن ليشوه لا طبيب ولا دجال ولا مهندس، لم يكن الفن فارغا بمثل هذه الحساسية، حساسية اللى على راسه بطحة، كان مشغولا بصياغة حيوات، أتعلم كم فرداً يعمل ليخرج العمل الفنى، أتعلم مدى تعقيد عمل الكاميرات والمعدات، أتعلم العناء الذى يتكبده الكاتب ليخرج للناس عملا فنيا، يواجههم بالحقيقة، ويرفع من نفوسهم، ويصالحهم على أخطائهم وحيواتهم.
أم فقط نظرت إلى المشهد العارى وتعريت أمامه، وقذفت وشوهت؟!
وها أنت تصف العاملين فى ذلك الصرح بالدعارة القانونية
كانت الداعرة تعمل بالقانون وأى محاولة لتجريحها فى إطار عملها «القانونى جدًا» كانت تعرض صاحب الهجوم للمساءلة القانونية، فى وقتها أيضاً فهل إذا قننت الدعارة أصبحت تجوز!!!!!! فهل نوافق عليها وتصبح الداعرة سيدة مجتمع ومحترمه لأنها قانونى؟
ودعنى أعرف لك الدعارة يا سيدى الفاضل: أن تتلقى أموالا مقابل مالم يكن من المفترض لك أن تبيعه.
تبيعون الدين فى قراطيس، على الشاشات، فى الإعلانات، فى البرامج، تتاجرون بالفضيلة، بثورة شعب، تبخسون قدر الموعظة فى برامج تليفزيونية عن فتوى: "الطرطرة" وأنت واقف أفضل أم وأنت جالس.
أليس عارا أن نقلص مفهوم الدعارة فى الجسد، أليس الضحك على الذقون والتغرير بالصغار فى جماعاتكم دعارة من نوع أكثر فحشاً.
وأما عبد الناصر الذى تتشدق على تاريخه وتعايره كمن تردح فى حارة بحرى: بالنكسة، عبد الناصر ياهذا من بنى المؤسسات، عبد الناصر من علمكم ترفعون رؤوسكم كمصريين، فأمم وشيد وحارب، عبد الناصر الذى بفضله دخلت المدرسة وتعلمت تعليما جامعيا بدلا من مكوثك تحلب لبن الجاموسة.
عبد الناصر لم يزيف حقائق أو يقذف أناسا، وليس دفاعا عن الرجل، الذى من الممكن أن نعتبره شهيدا ليد يهودى.. وعليك أن تراجع التاريخ والله أعلم، فالرجل سجن اليساريين والشيوعين، ومن الفنانين من ذاق وابل قمع عبد الناصر، الشيوعية التى لولا أن حاربها لكان المجتمع الآن يلفظ من نفسه تلقائيا أمثال من يتاجرون باسم الدين.
ولا تنس أن ذلك المجتمع هو من نجح الفن والفنانين والفنانات وجعل منهم سيدات مجتمع، أفراد وطنك هم من جلسوا أمام التلفاز، هم من دفعوا تذاكر السينمات، هم من قرأوا المقالات وكتبوها، وتشكل ويعهم، وعى المجتمع المصرى المتدين بفطرته، والذى تراهنون على دينه وصلاحه فى نفع التيار السياسى الإسلامى.
وختامًا
أحب أن أنهى حديثى
بأن أطلب من حضرتك:
أن ترفع يد الأذى عن نساء المسلمين
وأن تتوقف عن تبرير العنف والإرهاب لأن عذرك أقبح من ذنبك ياعزيزى.
موضوعات متعلقة..
◄الشيخ أمجد غانم يكتب: إلى فنانى مصر حنانيكم.. وإلى شيوخ الأزهر ما أعجبكم!
◄الشيخ أمجد غانم يكتب: هل ربح الإخوان المسلمون بـ ثورة 25 يناير وخسر السلفيون (3)
◄الشيخ أمجد غانم يكتب: هل ربح الإخوان المسلمون بـ"ثورة 25 يناير" وخسر السلفيون؟.. أعداء الإخوان الذين لا يريدون تطبيق الإسلام لا يزالون هم المسيطرون على الإعلام والداخلية
◄الشيخ أمجد غانم يكتب: هل ربح الإخوان المسلمون بـ"ثورة 25 يناير" وخسر السلفيون.. وما هو الفرق بين السلفيين والإخوان المسلمين؟
◄الشيخ أمجد غانم يكتب: ما معنى السلفية؟ وقول أحدهم أنا سلفى؟.. لا يمكن لأحد أن يتبع هواه فى تفسير نصوص الكتاب.. وليس هناك شىء اسمه عالم أو مفتى أو شيخ أزهر يكون كلامه فقط دليلا
أميرة الأدهم تكتب ردًا على الشيخ أمجد غانم.. ارفعوا يد الأذى عن نساء المسلمين
الخميس، 30 أغسطس 2012 08:46 م