صهيبة الطفلة الصغيرة فى إعلان اختصرت آلام وأحلام المصريين فى كلمة واحدة قالتها.. ورددها من بعدها ملايين غيرها "عايزة أعيش" والكثيرون يريدون أن يعيشوا ولكن صوتهم لم يصل لأحد، والعبارة مختصرة صادرة من قلب نقى لتدخل قلوبنا جميعا، بحثا عن ذوى القلوب الرحيمة ليمدوا لها ولغيرها من الأطفال وفقراء الوطن الذين لم يجدوا حقهم فى العلاج على نفقة الدولة حتى الآن.. فلجأوا للتسول فى صورة إعلان ليحصلوا على حقهم فى العلاج أقصد الحياة، يد العون التى لم يجدها المرضى من الدولة لمساعدتهم فى وقت ينعم فيه الأغنياء بالعلاج والعيشة الكريمة، عبارة استطاعت بها الطفلة الصغيرة صهيبة إن تقطع بها القلوب ولكن قلوب الفقراء الذين عانوا وما زالوا يعانون من المرض، ولا يجدون من يحميهم من المرض، ولكن الطفلة أشارت إلى حق فقراء الوطن أن يعيشوا ولكن كيف تكون العيشة وهم لا يجدون الاستطاعة لشراء الدواء ليشفيهم من مرضهم وأصبح العلاج لمن يدفع، ادفع لكى تحصل على شفائك، كثيرا كان أو قليلا ما تدفعه، حتى أصبح العلاج للمقتدر، لمن يقدر على أسعاره ورحلته، وإلا فعليه طلب الموت أن يسرع إليه، أيها السادة لقد حان الوقت أن يضع رئيس ما بعد ثورة يناير، حقى وحقك فى العلاج المجانى فلا يعقل أن يمرض منا أحد ولا يجد علاجه، ولا يستطيع أن يحصل عليه، أما لأنه لا يقدر على تكاليفه فى المستشفيات الخاصة، أو لأنه لا يجد له مكانا فى المستشفيات العامة وعليه انتظار السرير لتلقى العلاج أو الموت لإنهاء آلامه، أيهما أقرب.
هل يعقل ألا تفتح مستشفيات تستوعب علاج المواطنين أصحاب التأمين الصحى هل يعقل ألا يجد شريف عبد الرازق وهو واحد من الناس قابلته من خلال عملى الإعلامى، حقه فى العلاج بعد أكثر من ثلاثين عاما يدفع فيه تكاليف تأمينه الصحى وعندما يحتاج إليه لا يجده، أين حقه فيما دفعه للدولة، وما ذنبه ألا يوجد سرير لاستقباله وعلاجه بالمستشفيات التابعة للتأمين الصحى التى ظل يدفع لهيئتها دون أن يحصل منها على حقه فى العلاج، ولماذا لا يجد حقه فى العلاج حتى يموت شريفا وغيره الكثيرون لاقوا نفس المصير دون أن يجدوا علاجهم، مات شريف الموظف البسيط لأن أموال أسرته وممتلكاتهم قد انتهت وكان لزاما عليهم أن يعيدوه إلى منزله ليلقى حتفه، تاركا من ورائه شابا وشابة فى مقتبل العمر، وهما فى أمس الحاجة للاب ومصير شريف ليس الأخير فغيره الكثيرون من الآباء والأبناء سيلقون مصيره طالما أنهم لا يحصلون على حقهم من الدولة فى العلاج، وعم صلاح السائق البسيط فقد ابنه الرضيع هو الآخر لأنه احتاج أن يدخل الحضانة، ولف ودار على مستشفيات الأطفال التابعة للدولة لأنه لا يقدر على أتعاب المستشفيات الخاصة التى وصل بها تكلفة اليوم الواحد بالحضانة الـ700 جنيه والجميع يقولون له لا يوجد مكان رغم أن الطفل الرضيع يخضع للتأمين الصحى اللعين، ولكنه هو الآخر لم يحصل على حقه فى العلاج لأن عم صلاح خلص كل ما معه واستلف عليه وباع من يملكه لإنقاذ ابنه وعندما انتهى ما يملكه لاقى الطفل رب رحيم، وبالأمس كان عمرو الموظف المطرود من عمله بإحدى الشركات الاستثمارية دون ذنب يعانى ابنه الطفل ذو الخمس سنوات من سخونة مستمرة وعندما ذهب به هو الآخر إلى المستشفى الحكومى لم يجد له سريرا رغم أنه حق ابنه فى العلاج بمستشفيات التأمين الصحى ولأنه وجد من يمد له يد العون ويصرف على علاج ابنه أنقذه الله من الموت.
من حق فقراء الوطن أن يحصلوا على العلاج تحت أى مسمى تأمين صحى بقانون أو بمشروع، المهم أن يحصلوا على حقهم فى العلاج طالما أنهم يدفعوا مقابل علاجهم من اشتراك شهرى، وحتى إن لم يكونوا قادرين على الدفع مقابل علاجهم، فهو حق لهم على الدولة أن ترعاهم وتعالجهم إذا احتاجوا لذلك.
صرخة صهيبة وغيرها لن تكون الأخيرة، ولكن لن تنصلح أحوالنا إلا عندما يحصل أكثر من 60% من الشعب هم الفقراء على حقهم فى العيشة الكريمة التى تبدأ بحقهم فى العلاج الكريم دون تسول أو إهانة فهل من مستمع بعد ثورة 25 يناير.