الزعل مرفوع.. والنور مقطوع.. د. مرسى هو ده حكم.. ولا مزاولة؟!

سيادة الرئيس د. محمد مرسى، أرجوك ألا تنزعج ولا تزعل من إلحاح عبيد الله أمثالى عليك بالأسئلة، لأنك أكدت أنك ستكون رئيسا لكل المصريين، إنما الحقيقة وحتى الآن لا أجد أى برهان يوضح أنك سيادة الرئيس تسير فى طريق ترأس كل المصريين!

سيادة الرئيس، لا يمكن أبدا أن يتم تعيين كل رجال الدولة ممن يرون ويعتقدون أن من دون الإخوان لا يصلحون لممارسة حتى دور المواطن!

سيادة الرئيس كنا فى العهد السابق البائد، عهد المخلوع نتلمس الخطى حتى لا تتعثر أقدامنا فى أحجار الرفض لوجودنا، أو وجود من يدعون أنهم يحبون هذا الوطن!

سيادة الرئيس أقول والله خير الشاهدين، أن مسوغ التعيين الآن -والحمد لله أننا مش خاليين شغل- وأيضا ننعم بالعمل فى بلاط صاحبة الجلالة، وبالنسبة لشخصى المتواضع أتمتع من فضل الله بشوية شهرة بين بنى وطنى أدامها الله، يعنى ببساطة أنا مش عايز حاجة.. فالصحفى إن علم وأيقن أغلب الزملاء أهم كثيرا حتى من رئيس.. رئيس.. رئيس خليها رئيس الوزارة.. آى والله!

علشان كده لازم أعرفك أن ما يحدث ليس فى صالح مصر ولا صالح صفحة تاريخك التى سيتم قيد كل أعمالك فيها!

سيادة الرئيس يكفى أن تعرف أن كل من ينتمون لحزبك يروجون الآن لعنوان رئيسى هو: «من ليس معنا.. فهو ضدنا بالضرورة»!

تقابل الإخوة فتجد تجهما فى وجوههم، ثم تفاجأ بالابتسامة عندما يرون من يتقرب منهم زلفا بالخنوع والنفاق والرياء أو لعن المعارضة، أو تسفيه من نافسوك فى الانتخابات!!

سيادة الرئيس لو مش مصدق يمكنك التأكد، ويكفى أن تعرف أن هناك علاقات تنشأ الآن، غريبة جدا بين نفر من بقايا السلطة البائدة وبعض رجال الحرية والعدالة والإخوان!

عموما سيادتك حر.. أنا بس حبيت أقول لك بعضا مما يحدث!!

لكن القضية الحقيقية أن الشعب يريد أن يعرف إلى متى تظل منافسة رجالك وعنجهيتهم، وحربهم مع بقايا النظام البائد دينا يدفعه المصريون بفوائده وبابا غنوجه كمان!!

عمر الكهرباء ما قطعت بهذا الشكل ولا الترع نشفت ولا رجال الأعمال الشعبيين اتخطفوا بهذا الشكل؟!

طيب إيه الجديد؟!

الجديد أن حزبك ورجاله فى غرور معركة السيطرة نسوا أن هناك من ينافسكم، وله باع فى العمل المؤسسى.. ده سيادتك طبيعى جدا!

سيادة الرئيس رغم فساد المحليات العارم كان هناك أسفلت صحيح «مضروب» بس شغال!
كان هناك انقطاع للكهرباء بس شوية.. شوية بشويش يعنى!!

كان فيه زبالة يتم رفعها، كان فيه نور فى الشوارع والحوارى.. كان وكان وكان ياه!!

أما الآن فالرهان على فشلكم يزداد يوما بعد يوم.. ورجالك فى غرورهم غير عائبين مع أنهم كان لازم يقدمونك ويقدمون أنفسهم بشكل أكثر وطنية مش يحصروك فى أيديولوجية إخوانية!

سيادة الرئيس لا يمكن أبدا، أن تتحدث مع من يتولى الشباب، ولمجرد أنك تخالفه أيديولوجية بأيديولوجية تجده منصرفا عنك.. يا أخى اتفلق لكن أنت من سيدفع الثمن صدقنى!!

سيادة الرئيس لا يمكن أبدا إقصاء كل العاملين الذين كانوا يحكمون قبضتهم على مرافق الدولة، بل وكل خبراتهم ونباهتهم فى تدوير الدولة!!

سيادة الرئيس يعنى بالعربى ليس عندكم كوادر ولا خبرات، ولا يكفى كام قيادة جاءت لتنتقم ممن ظلموهم أيام المخلوع فندفع نحن وأنت الثمن!

نعم سيادة الرئيس ستدفع ونحن - الشعب طبعا - ثمن خلافات قيادات الإخوان مع نظرائهم السابقين، حتى لا يصبح نظامك اللاحقين.. صدقنى!

سيادة الرئيس.. أقول قولى هذا، وأنا لازلت أتصور أنك تحاول أن تصبح رئيسا لمصر!
مصر سيادة الرئيس مرسى.. مصر.. مش غزة، ولا حماس، أنت الرئيس وليس المرشد ولا الشاطر ولا العريان، ولا فلان ولا علان ولا تركان!!

مصر سيادة الرئيس وليس أى دولة أخرى شعبكم وأهلكم، وليس حكاما آخرين، ربما تجدى معهم لعبة السمع والطاعة ما دامت الأموال تسمح لهم بأن يرصفوا الشوارع وينظوفها ولا تنقطع الكهرباء على مواطنيهم، ويعيشون فى أماكن آدمية، وتبنى لهم المستشفيات والمدارس والمدافن، وتزرع لهم الأرض وتقرضهم البنوك بدون أن يضعوا أمهاتهم أمانة أو ضمانة لخزانة البنك!!

سيادة الرئيس ربما لو كان دخل المصرى أو الحد الأدنى 10 آلاف جنيه فى الشهر مع تثبيت الأسعار لمدة تقارب الـ10 سنوات.. يكون الحكم بالأيديولوجية جائز!!

ربما.. ربما.. لأن بعدها ستطمئن النفوس.. وترتاح العقول وتقوى الأبدان، فيبدأ الحديث عن الديمقراطية وتداول السلطة والحاجات الوحشة دى.. برضه!

سيادة الرئيس قلت لك الزعل مرفوع.. بس ده فى حالة ما تكون المعلومات ناقصة لديكم!!

أما لو كان سيادتك عارف وسايب كل الإخوان يتعاملوا براحتهم.. يبقى ده مش حكم دولة.. دى مزاولة.. قل لنا إيه الحكاية.. كل سنة وأنت طيب.