عندما لاحت فى الأفق العالمى الأزمات الاقتصادية وانعكست آثارها السلبية وتغلغلت فى تفاصيل الحياة اليومية للمجتمع الأوروبى ومع ثقافة تحديد الأدوار وعمل المرأة والرجل على حد سواء ومسؤولية الإنفاق على الأسرة بشكل قانونى ومجتمعى لا توجد مشاكل زوجية تتعلق بتحديد أنصبة كلا الأبوين فى تلك الأعباء الإضافية.
ولكن تكمن المشكلة دائمًا فى إرادة استمرارية الحياة الزوجية الأسرية والإنفاق والتى تتوقف على مهارات الزوجين فى إدارة الحياة بشكل عادل ولاتختل تلك المفاهيم الإ فى حالات ضئيلة منها هروب أى من الشخصين من مسؤلياته المادية والمعنوية فى تدعيم الكيان الأسرى والأطفال فى مجتمع كل أطره القانونية والثقافية تبنى على تحديد المسؤوليات قولًا وعملاً.
ولكن تتجلى الفروق الشاذة فى تطبيق ثقافة مجتمع تتجرع فيه أجياله الناشئة ثقافة المساواة فى الحقوق والواجبات مع التمايز فى تلك الفرضية بمعنى أى حقوق وأى واجبات يناط بالقيام بها كل من الزوج والزوجة فهذه الثقافة عندما تطبق على ثقافة أفراد من مجتمعات كمجتماعتنا بكل التمييز والإنتقائية فى الدور الذكورى وأخذه لحقوق "ما أنزل الله بها من سلطان" بل وسلبها ظلمًا وعدوانًا فى أحياناً كثيرة وعندها تدب نزاعات خانقة إنتهازية من كل الأطراف فى الحياة الزوجية لتحديدأحقية أى من الوالدين للمساعدات المادية للأسرة و والتى تبنى فى الغرب على فكرة المساندة المادية والمعنوية للأسرة كأسرة والتى تتقلص كثيرًا عند حدود الفرد.
أما عند حدوث نزاعات زوجية بين زوج لا يتحمل مسئولياته ولا إنفاقه على بيته فى الغرب وخاصة النمسا التى أعيش فيها فأجد فيها ضعف تشريعى يفوق الدول المتخلفة نظرًا لأنها دول بيروقيراطية لايلعب فيها العرف والتقاليد إطارًا لحماية الأسرة من شطحات الأباء أوالأمهات فيدخل الأزواج مع الزوجات فى منازعات تصل لحد كبير من أنواع العنف والإرهاب بكل أشكاله المؤلمة والتى تصل " للقتل" أحياناً وضياع أسر وأطفال من المفترض أنهم إنتقلوا لتلك البلاد لتطوير مستوى معيشتهم المادى والمعنوى ولكن هيهات لعقول نمت وترعرت على ثقافات غير أخلاقية ولم يعد للضمير فيها وحساب النفس أى دور فعال.
لقد أسست بعض دول أوروبا الغربية إقتصادها بشكل اجتماعى كسياج يحمى الفقراء ويعين المستضعفين من شيوخ ونساء وأطفال من ضربات الرأسمالية الإقتصادية المتوحشة والتى يقاس فيها الإنسان بكم الأموال التى يتحصل عليها من عمله وقدرته على سداد كم الفواتير التى تترصد له فى نهاية كل شهر ولكن مع كل الجهود الحثيثة فى تفعيل المعونات الاجتماعية للعمل على النهوض بالأسر وإعلاء فكرة الزواج وإنجاب الأطفال والتربية على مقومات الثقافة الغربية من استقلال الفرد فى تحمله للمسؤولية وتقدير حقوقه وواجباته فى إطار مجتمعى يتشابك مع مصلحة المجتمع ككل ومن ثم كيان الدولة بما تحوى من قيم وثقافة وقوانين وأعراف ومكانة بين المجتمع العالمى.
إلا أننى أرى أن تلك المعونات الاجتماعية تشجع وبشكل متداول وكبير جدًا علي" العمل الأسود والبطالة" وذلك لتفادى عائل الأسرة وقف المعونات المتعددة والتى تتوقف على الدخل الأسرى مجتمعًا والذى يتناسب عكسيًا مع كم الأموال التى تأخذها الأسرة من الدولة كمعونات إجتماعية للاسر محدودة الدخل (كلما زاد الدخل على الورق قلت المعونات الإجتماعية من الدولة) وعندها تزيد الأعباء الحياتية الأساسية من تخفيض معونات السكن أو معيشة أو صرف مبالغ لإعانة الأسرعلى المصاريف اليومية ومن ثم تبدأ المشاجرات اليومية التى تهلك الحرث والنسل وتتحول خلالها الحياة الأسرية لحلبة صراع بين رجال هم يؤمنون بأن كل أموال المعونات الاجتماعية التى تصرف لهم فى شكل أسرى للزوجة والأطفال هى فقط ""حقهم المطلق"" وذلك لأنهم سبب هذه الأموال بإحضار هذه الأسر إلى تلك البلاد وهنا يبدأ تجبر أزواج تتملكهم نزعة إستحلال كل الحقوق والهروب المطلق من كل الواجبات فلقد أخذوا من مجتماعتنا: أفكار عقيمة بعدم تحمل مسؤلية الأباء لتربية الأبناء بشكل إلزامى ولكنه اختيارى وتفضلى وعند تجلى أى مشكلة فالحل الأمثل لها الهروب المصاحب بتيبريرات ذكورية لا تتعدى الحناجر.
ومن العالم الأوروبى الحسابات المادية للأمور وبأن كل الحسابات المادية والتى لا تحسم بالقانون والأوراق وتترك على مصرعيها والتى من المفترض أن تخضع لتقدير زوج وزوجة ناضجين بما فيه الكفاية ليعوا أن تلك المعونات من أجل نشئ جيد صحياً ونفسيًا وتكفيهم شرالعوذ والحاجة.
أنا أرى أن الآباء هم السبب الرئيسى فى استقامة الأسر العربية فى الغرب أو انحرافها.. إلخ، لابد لنا أن نعترف أن تربية الرجال فى مجتمعاتنا العقيمة تربية تشوبها شوائب تعكر صفو أى علاقة لأنها تبنى على التعالى والأنانية والتمييز الظالم والهروب من المسئولية وبكل الوسائل المبررة الممنهجة والمقبولة من مجتمع يضاف إليه فى تلك الأونة التفسير الخاطئ لكل قواعد الفقة الذى يخص الرجل والمرأة وبظلم المرأة ظلمًا بينًا وبأريحية ذكورية تتعالى على فقه الأولويات وإشعال الفتن بين الزوج والزوجة مما تضطر الزوجات للتنصل من أحكامهم الفقهية المتحيزة لطرف دون الأخر واللجوء للقضاء.
وتلك هى النقطة الرئيسية التى أراها محور فشل الحياة الزوجية وضياع الأطفال عدم إدراك كل فرد بدوره المنوط به وبشكل جاد وفعال فلا يتواكل الزوج لا على الزوجة ولا المدرسة ولا المسجد فى تربية أولاده والذى هو المسئول الأساسى والأهم عنهم ماديًا ومعنويًا ولا تعتمد الزوجة على نفس المعولات أيضًا ولكن كل يعرف دوره فى إدارة الحياة الزوجية ومتى تتداخل هذه الأدوار ومتى تتفرع ومتى تتوحد ومتى تنفصل وبشكل صارم، مما لا يترك فرصة لأى تداخلات فى حياة لا يعلم شفراتها وتسير مركبتها الإ هما.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
nada bedwihy
مقالة جامد
سلمت يداك يا أستاذة فاطمة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عزمي
مقال ممتاز
عدد الردود 0
بواسطة:
أم جاسم
دائرة مغلقة