عبرت الشارع بأعجوبة، الزحام خانق فى هذا الوقت من الصباح، الضجيج يصُم الآذان صعدت إلى الميكروباص تبحث عن مكان.. لم تجد أماكن شاغرة، أفسح الرجل الوقور مكانًا لها كان يضع عليه حقيبته، جلست مُمتنة.. انشغلت بالطريق وبالعمل، الذى تأخرت عليه.. الرواية التى كان بيديها ليلة أمس لم تستطع أن تنام دون إنهائها.. ما أروع مشاعر هذا الكاتب من أين يأتى فى عالم كهذا بكل هذه المشاعر والرومانسية الحُلم الذى غاب؟
الحب وعذوبته بين بطلى الرواية جعلتها تلتهم الكلمات ونامت وهى فى أحضانها وكأنها تحتضن حبيباً طال انتظاره.. أفاقت من خواطرها على صوت الرجل الجالس بجوارها يفرد جريدته، ابتسمت فى صمت وانشغلت بالطريق، الذى يتسارع بفوضى وسط الزحام.. فجأة أحست بيد تعبث بجسدها تلفتت حولها لتفاجأ بالرجل الوقور والذى يقارب عمر أبيها بجوارها يبتسم لها بخبث.. انتفضت واقفة ثم هوت على قدميها تخلع حذاءها انتبه الجميع توقف السائق مُمطرًا الرجل بوابل من السباب.. هرع الرجل محاولا النزول........... لكن استوقفته النعال المُنهالة على رأسه ليسقط بعدها مُلملمًا ما تبقى من رجولته.
نزلت مُسرعة يَكاد الغضب يقبض على رُوحها، قطعت التذكرة وسارعت للحاق بالمترو، قفزت فى عربة النساء لا تعرف هل كانت القفزة بقوة الدفع أم بقوة الحنق؟!
لتفاجأ بأن الأماكن الشاغرة امتلأت بالرجال......!! أطلقت صرخة مُدوية وهوت على قدميها تخلع نعليها........ سارعت النساء الغاضبات واللاتى لَجّمهن الضعف طويلاً تَهوِى على أقدامهن.
