"مرسى" من بكين: مصر ستعاود فتح الملف النووى.. اتخذت قرارات 12 أغسطس لتجاوز المرحلة الانتقالية.. منفذو عملية سيناء مجرمون والمجاهدون هم أبناء القوات المسلحة

أكد الرئيس محمد مرسى رئيس الجمهورية أن اتخاذه لقرارات 12 أغسطس كان بهدف تجاوز المرحلة الانتقالية التى مرت بها مصر عقب ثورة 25 يناير، وأن تصبح مصر دولة مدنية.

وقال مرسى فى كلمة له أمام الجالية المصرية فى العاصمة الصينية بكين: "هناك عدد قليل ممن لا يضمرون سوءاً لمصر لكن لا يقدرون المسئولية لعموم الشعب، فأنا أصبر عليهم وأتجاوز عن أخطائهم إلا إذا تعدى ذلك إلى النيل من مصلحة الوطن، فأنا لا أقبل ذلك، وأقدم دعوة صريحة لكل من أساء لهذا الوطن لأن يعود إلى رشده".

وأضاف : "مصر ستعاود فتح ملف الطاقة النووية مرة أخرى بعد أن ظل لسنوات طويلة مغلقا.. ونحن نقوم بالدراسة فى هذا الشأن الآن وذلك بهدف توفير طاقة نظيفة".

واستنكر الرئيس مرسى، وصف الجماعات التى نفذت العمليات الإجرامية فى سيناء بـ"المجاهدين"، قائلاً: هؤلاء مجرمون، وأبناء القوات المسلحة هم المجاهدون الحقيقيون.

وتابع: يجب أن نعرف أن منفذى هذه العمليات مجرمون، وإنما المجاهدون هم أبناء القوات المسلحة، والتوصل إلى مرتكبى الحادث يحتاج إلى بعض الوقت نظرا لوجود هذه العناصر داخل التجمعات السكنية، مؤكدا أنه لن يأخذ برىء بذنب مخطئ والعملية قد تطول لبعض الوقت ولكن الأثر السلبى يتناقص، ومصر رصدت مليار جنيه لتطوير سيناء كمرحلة أولى على أن تتضمن الخطة توفير 20 مليار جنيه خلال الخمس سنوات القادمة لتطوير سيناء، خاصة أنها أرض واعدة فى الثورة التعدينية وصناعة السياحة وغيرها من الآفاق الاقتصادية.

وأشهد الرئيس الحضور على وعده بالحرص على تداول السلطة، وأن يبنى لأبناء الوطن وطنا جديدا حديثا، ولا يظن أحداً أنه يستطيع أن يفرض إرادته على المصريين خاصة بعد أن أصبح الجميع يعرف مصلحة البلاد ويعرف من يتصيد الأخطاء، مضيفا :ليس بيننا وبين أحد عداوة ونحن نحب الخير للجميع ونحب مصلحتنا ما لم تتعارض مع مصالح الآخرين.

وأكد الرئيس أن نقل السلطة التشريعية لرئيس الجمهورية جاء بهدف الحفاظ عليها مع الوعد بعدم الاستخدام السلبى لها، وأن تستخدم فى أضيق الحدود وبعد التشاور مع المعنيين وخاصة الهيئات القضائية.

وأشار إلى أن الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور تمضى بخطى سريعة فى وضع الدستور، مؤكدا أنه يحترم أحكام القضاء فيما يخص البرلمان حتى يطمئن الجميع إلى حجية الأحكام القضائية و تمضى الأمور خلال هذه المرحلة دون مشكلات.

وأكد "مرسى " أن الحكومة تولى اهتماما خاصا بالقطاع الخاص المصرى و الذى يعمل به 17 مليون مواطن فى حين يعمل بالقطاع الحكومى 6 ملايين مصرى، مؤكدا أن البنك المركزى المصرى حالته مستقرة ولن تتغير قيمة الجنيه المصرى.

وفيما يخص القرض المصرى من صندوق النقد الدولى أكد الرئيس أن القرض ليس قرضا ربويا لأن معدل خدمة الدين لا يتجاوز 1.1 %، و هذا المعدل من خدمة الدين لا يعد ربويا وليست هناك وصاية من صندوق النقد الدولى على مصر مقابل القرض، لافتا إلى أن طلب الاطلاع على الخطة الخاصة بالميزانية باستخدام القرض يخص فقط استخدام القرض وليس كل الميزانية، وأننا لن نقبل أن يكبل أحد أيدينا.

وأوضح الرئيس أنه يجب التأكيد على أن مصر لا تفتح أبوابا خارجية على حساب أبواب أخرى و ذلك فى سبيل مصلحة ،ولا يهمنا الانفتاح فى كل الاتجاهات مع كل دول العالم، موضحا أن مصر لا تهدد أحدا ولا تصدر الثورة لأحد، قائلا :نحن مع إرادة الشعوب دون التدخل فى مسيرة الشعوب أو فى شئونها الداخلية، ونحن نوجد حالة من التوازن خاصة أن مصر تعد هى بوابة أفريقيا وقلب العالم العربى والإسلامى ومصر رائدة ومستقرة ومشروعها هو مشروع أهل السنة والجماعة فلا خوف على مصر من أفكار خارجية، والحديث عن الإرهاب مضيعة للوقت فلا يوجد إرهاب الآن وما يوجد هو صور إجرامية.

ودعا الرئيس مرسى 8 ملايين مصرى فى الخارج إلى التعاون من أجل مصر ونقل مدخراتهم إلى داخلها وأن يطمئنوا عليها وأنها مصونة بالقانون وليست برؤية شخص، داعيا القادرين إلى التبرع لدعم الاقتصاد المصرى فى هذه المرحلة لأن الاستقرار و التنمية يستمتع بع كل الأبناء فى الداخل والخارج.

وقال إننا لا نريد أن ترسم صورة ذهنية مشوهة عن مصر لدى العالم واليوم لدينا نهضة من مرحلة الجمود والركود، فإذا ما هممنا معا قصر الوقت، وأنا أرى خيرا كثيرا فى هذا الشعب.وأقدر ردود الأفعال الإيجابية من الجميع للقرارات الأخيرة، مؤكدا أنه يقدر القوات المسلحة وأنها بخير وفى غاية الاستقرار وهى تقوم بدورها فى الحملة التى نقودها فى القضاء على بؤر الإجرام فى سيناء، مشيرا إلى أن مصر لن تقبل التدخل من أحد فى شئونها الداخلية فى كل قطعة على أرضها.
وأنهى الرئيس كلمته بأن مصر تمر بمرحلة مركبة وليست معقدة وأننا جميعا حريصين على الوطن وننظر إلى المستقبل بعقول واعية، لافتا إلى أن مصر مرت بعد ثورة 25 بمرحلة انتقالية وآن الأوان أن نتجاوز هذه المرحلة.