ماجد رمضان يكتب: المفلسون وسياسة تخوين الآخرين

الأربعاء، 29 أغسطس 2012 12:07 م
ماجد رمضان يكتب: المفلسون وسياسة تخوين الآخرين صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يروى رئيس جمهورية الهند الأسبق الدكتور ذاكر حسين (1969 - 1997 م) أنه حين عين مديرًا لجامعة عليكره، الإسلامية قابله بعض العاملين بالجامعة وقالوا له: إن عددا من العاملين بالجامعة رجعيون وطائفيون، وهم يسيئون إلى سمعتها، ولو طردنا هؤلاء فإن جو الجامعة سيتحسن تمامًا فطلب منهم الدكتور ذاكر أن يقدموا له قائمة بأسماء هؤلاء.

ثم قابل جماعة أخرى من العاملين بالجامعة وقالت له: إن كثيرين من أساتذة الجامعة شيوعيون وملحدون ولو طردتهم فإن جو الجامعة سيتحسن تمامًا فطلب منهم الدكتور ذاكر، أن يعدوا له قائمة بأسماء هؤلاء.

وبعد فترة تقدمت الجماعتان بقائمتين، وكانت كلتاهما تحتوى على أسماء مائتى شخص، بينما لم يكن العدد الكلى للمدرسين والأساتذة يتجاوز حينذاك ثلاثمائة شخص، فقال الدكتور ذاكر حسين: كيف يمكننى أن أطرد أربعمائة شخص من مجموع ثلاثمائة شخص؟؟؟

هذه الواقعة وأشباهها ترسم لنا ظلالا لما تشهده الساحة المصرية الآن على كافة المستويات من الشعارات والبيانات والمواقف والأفعال، وكلها تحمل التخوين وسوء الظن والتشكيك فى الانتماء والولاء للوطن سواء كان ذلك ضد الرئيس أو الحكومة، أو ضد الرموز والشخصيات وطنية كانت أو سياسية أو دينية، كما أن هناك من يخوّن طائفة أو حزباً أو جماعة، ولو تم تصديق هذه الاتهامات لتم إفراغ البلد من أبنائها جميعًا بعد وصهم جميعا بالتخوين وعدم ولائهم للوطن.
ويُعتبَر التخوين أسلوب المفلسين لتشويه الآخرين لأنه قائم على أساس الإشاعة الخالية من الدليل، والتى من السهولة أنْ تجد لها الأرضية المناسبة والخصبة بين المجتمعات غير الواعية، أو المجتمعات، التى تتعامل بمكيالين، أو التى تنظر بعين المصلحة لجهة دون أخرى أو الجماعات والأحزاب اللاهثة خلف المصالح الحزبية الضيقة.

وهنا يجب علينا جميعًا فى هذه المرحلة الراهنة أن نأخذ حذرنا أمام هذا السلاح الجديد وهو سلاح الوقيعة بالتخوين والتشكيك وسوء الظن ولا نمنح الفرصة لأعداء هذا الوطن لتحقيق أهدافهم الدنيئة، التى لا تحمل إلا الخراب والدمار ونشر الخلافات والفتن بين كافة طوائف الشعب خاصة أننا أمام خطر يشكك فى الانتماء والولاء، الذى هو صمام الوحدة بين الشعوب وأوطانهم وعلينا أن نتمسك بكلمة الثورة اليد الواحدة وعلى المؤسسات الدينية التوعية حول تلك القضايا الخطيرة، التى تهدد استقرار المجتمع المصرى وأمنه، وعلى الأحزاب والجماعات دورًا كبيرًا وهامًا فى توعية الكوادر والأعضاء والمنتمين لها والمؤمنين بمبادئها وإعداد البرامج الخاصة لتدريبهم ونشر هذه المبادئ والقيم لتكون وعيا مجتمعيا عاماً.

فبناء المجتمع لا يكون إلا بوحدة المجتمع وتكاتف الجميع، ونبذ الفرقة والتعصب والتشرذم وإعلاء قيم المواطنة والمشاركة والعمل المجتمعى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة