يتسابق السادة الإعلاميون ورسامو الكاريكاتير فى إظهار عجز الرئاسة فى حل مشكلات المجتمع وفى تنفيذ خطط المائة يوم الأولى وبرنامج النهضة، والإصلاح الذى أعلن عنه الإخوان المسلمين، ويظهر كل منهم فنون النقد والقدح والتقطيع والتمزيق على كل شكل ولون.
وتبارى السادة الشرفاء محبى الوطن فى الحديث عن خطابات مرسى التى لا تناسب سوى خطيب مسجد، وأذهلنى مقال زميل فى المهنة تحدث عن بدل الرئيس البلدى، وموضته الفلاحى، وكأن بدل وكرفتات الرئيس هى ما سوف تحل قضايانا وتنقذنا مما صرنا إليه، ولكنها الرغبة فى الانتقام من كل ما هو إخوان ، وكل ما هو مرسى، وعجز هؤلاء الإعلاميين عن التفرقة بين ما يجب علينا نحو الوطن، وما تكنه صدورنا من حب أو كره ، وفى النهاية يعتقدون أنهم الصادقون والمخلصون والحريصون على مصر وشعبها، وغيرهم المتواطئ والخائن والعميل والذى يريد التكويش وخدمة أهداف الجماعة تارة وإيران أخرى وحماس ثالثة.
ونسى السادة أصحاب الأقلام أن يكونوا حياديين ولو مرة، وصار عشق النقد بمعنى وبدون معنى، بهدف وبدون هدف وبداع وبدون داع، عملا يقدمونه دون وازع من ضمير، إلا رغبة فى الصدور تخرج كالشرر المستطر فى كلمات تهيج الرأى العام وتزيد من حالة القلق والتوتر لدى المصريين، وضغينة لا يملكون سواها، لا حد ولا وصف لها، ونسوا أنهم محاسبون على ما ينطقون ويفعلون "وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"، ونسوا حديث رسول الله" ما يكب الناس فى النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم"، ونسوا أن من علامات الساعة كثرة الكتبة وإعجاب كل ذى رأى برأيه.
ونسوا فى منتصف مقالاتهم أن يقدموا حلولا أو أفكارا أو طرقا بديلة لما ينتقدون، ولكنهم عاجزون لا يقدرون على شىء مما كسبوا، ونسوا أن مشروع النهضة لن ينجح إلا بشعب يؤمن به ويحيا لينفذه، كما صنع الألمان والفرنسيين واليابانيين بعد الحرب العالمية الثانية،وكما فعلها الصينيون بعد استقلالهم عن اليابان، وكما فعلها شعب فنلندا عندما تحرر من الروس، وكما فعلها الأتراك عندما تخلصوا من ربق حكم العسكر وأتباع أتاتورك، وكما فعلتها البرازيل وتايوان وكوريا وغيرها.
ونسوا أن مشروع النهضة والمائة يوم تحقق منه أهم ما فيه وهو شىء من الأمن بدأنا نشعر به، وحالة من السكينة والهدوء تسود الشارع، وحراك سياسى ونقاش فى كل مناحى الحياة لم نكن نحلم به، وتحرك داخلى من رئيس الوزراء والوزراء فى كل الأماكن ، وقرارات سريعة وحادة وقاطعة للرئيس كان أهمها قانون الحبس الاحتياطى للصحفيين، وتحرك عالمى نحو العالم لجذب الاستثمار وتحقيق المعادلة الصعبة فى الاقتصاد المتهاوى.
فهلا تركنا الرئيس ورئيس الوزراء وحكومته ومؤسسة الرئاسة تعمل، ونعطيهم الوقت الكافى ولا نعد لهم الأيام عدا، ونتفائل قليلا لعلنا نجد الخير"تفاءلوا بالخير تجدوه" ولا نكون محركا للشر ننفخ فى الشرر حتى يصير نارا تأكل الجميع، فاتقوا الله فيما تقولون، "واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله".
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد سيداحمد
راجل محترم