قال سفير دولة الفاتيكان فى دمشق المونسنيور ماريو تزينارى إن "المجتمع الدولى بأسره رأى فى الثورة السورية فى البداية فصلا آخر من الربيع العربى، على غرار ما حدث فى تونس ومصر أو ليبيا"، إلا أن "سوريا حالة فريدة وهناك لعب بالنار ضمن صراع معقد بين مكونات حساسة كثيرة، وخوف من أن تصبح العواقب مأساوية لا يمكن تصورها".
ورأى السفير البابوى فى دمشق أن "تاريخ هذا الصراع حافل بالزلات والتناقضات التى وقعت فى سوريا وفى محافل المجتمع الدولى"، وأردف "حتى بين السفراء هنا فى دمشق هناك تباين فى المواقف ووعى بأن كل تحليل أجرى مسبقا ذهب أدراج الرياح".
وأضاف "أنه صراع صعب التحديد أفسد جميع التوقعات حول مستقبله"، مؤكدا أن "الأمور فى سوريا سيئة للغاية"، إلا أنه قال "اعتقدت فى البداية أن هذا الوضع كالنفق يمكن رؤية النور عند نهايته، لكننى الآن أقول بأن سوريا تنزلق إلى الهاوية، وعندما يكون الطريق بهذه الصورة، لا يمكن التفكير بإمكانية رؤية النور".
على صعيد متصل، ذكرت اليوم صحيفة "كوميرسانت" الروسية لا يُتوقع أن يسفر اجتماع طارئ حول سوريا يمكن أن يعقده مجلس الأمن الدولى يوم غد 30 أغسطس بناء على مبادرة من فرنسا، عن شىء بسبب الخلافات الخطيرة بين أعضاء المجلس.
وأضافت لا يمكن أن تقبل روسيا والصين ما تقترحه فرنسا الذى يعد رئيسها فرانسوا هولاند أول زعيم غربى يعد بالاعتراف بالحكومة التى يجب أن تشكلها المعارضة السورية، مشيرة فى هذا الصدد إلى قول هولاند أن الهدف من هذه الدعوة هو تحقيق تقدم فى مجال المساعدات الإنسانية.
وعن سبب الموقف الفرنسى المعادى للنظام السورى، قال مصدر قريب الصلة من الحكومة الفرنسية - حسبما ذكرت الصحيفة الروسية، إن باريس تعتبر عائلة الأسد عدوا لدودا لفرنسا، فحافظ الأسد، والد الرئيس السورى الحالى، وقف وراء العملية الإرهابية التى قتلت 58 عسكريا فرنسيا فى بيروت فى عام 1983.
وعن الاشتباكات التى تشهدها المدن السورية حاليا ذكر الخبير الروسى ليونيد إيفاشوف، رئيس أكاديمية الدراسات الجيوسياسية، أن ثوارا سوريين أصبحوا يحرقون جثث رفاقهم القتلى ويقتلون رفاقهم من أصول إفريقية وأوروبية عندما حاصرتهم قوات حكومية سورية قرب دمشق.
سفير الفاتيكان فى دمشق: الوضع فى سوريا حالة فريدة
الأربعاء، 29 أغسطس 2012 11:22 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة