أجرى الكاتب البريطانى المخضرم روبرت فيسك مقابلة مع وزير الخارجية السورى وليد المعلم، قال فيها إنه يعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية هى اللاعب الرئيس ضد سوريا والباقين مجرد أدوات لها.
وفى أول مقابلة له مع صحفى غربى ونشرتها صحيفة "الإندبندنت" البريطانية اليوم الثلاثاء منذ بداية الصراع فى سوريا، قال المعلم إن أمريكا وراء العنف فى سوريا، وهذا العنف لن ينتهى حتى لو انتهت المعركة على حلب.
وأشار المعلم فى المقابلة إلى أن 60% من العنف فى سوريا قادم من الخارج من تركيا وقطر والسعودية، كما تمارس الولايات المتحدة نفوذها على كل الآخرين. ويمضى المعلم قائلا: بينما يقول الأمريكيون إنهم يمدون المعارضة بمعدات اتصالات متطورة، ألا يعد هذا جزءا من محاولة عسكرية عندما يقدمون للمعارضة 25 مليون دولار، هذا إلى جانب المزيد من الأموال التى تأتى من الخليج والسعودية.
وانتقد المعلم أمير قطر حمد بن جاسم آل خليفة، وقال إن نفس الأمير الذى ينتقد الأسد الآن كان يشيد به قبل عامين ويعتبره صديقا عزيزا، وكان هناك علاقات عائلية بينهما ويمضون الاجازات العائلية فى دمشق وأحيانا فى الدوحة، وهنا يتردد سؤال مهم: ماذا حدث.
ويشير المعلم إلى أنه التقى أمير قطر فى الدوحة فى نوفمبر الماضى، عندما أطلقت الجامعة العربية مبادرتها التى أسفرت عن إرسال المراقبين إلى سوريا، وتوصلنا لاتفاق،كما يقول المعلم، وأخبره أمير قطر أنه لو وافق على هذه المبادرة فإنه سيغير اتجاه قناة الجزيرة وسيقول للشيخ يوسف القرضاوى أن يدعم سوريا والمصالحة وأنه سيخصص بعض مليارات الدولارات لإعادة الإعمار فى سوريا.
لكن فى نفس الوقت، وأثناء انتظار حضوره اجتماعا، كان هناك زعيم حزب النهضة التونسى، وأمر الامير بدفع 150 مليون دولار للحزب فى الانتخابات. لكن كان هذا شأنه.
ويلفت المعلم إلى أنه عندما سأل أمير قطر عن سبب تغيير موقفه من القذافى وكيف كان الوحيد الذى داخل قصره فى إحدى القمم لكنه ساعد عملية الناتو ضده، رد قائلا: "لأننا لا نريد أن نفقد زخمنا فى تونس ومصر، وأن القذافى كان مسئولا عن تقسيم السودان".
ويرى المعلم أن أمريكا نجحت فى إفزاع دول الخليج من القدرات النووية الإيرانية، وأقنعتهم بشراء أسلحة من الولايات المتحدة لتحقيق حلم فرانكلين روزفيلت بالحفاظ على قواعد لنقل النفط.
وتابع الوزير السورى قائلا إن بلاده أُخبرت فى بداية الأزمة أن علاقة سوريا بحزب الله وإيران وحماس هى العناصر الأساسية وراء تلك الأزمة. ولو تمت تسوية القضية فإن الأمريكيين سيساعدون فى إنهاء الازمة. لكن أحد لم يقل لنا لماذا ممنوع على سوريا أن يكون لها علاقة بإيران فى الوقت الذى تتمتع فيه أغلب دول الخليج بعلاقات مهمة للغاية معها.
ويشير وزير الخارجية السورى إلى أن الأزمة فى بلاده بدأت بمطالب مشروعة تم تلبيتها ببرلمان وإصلاحات ودستور جديد، ثم جاءت العناصر الأجنبية التى استخدمت هذه المطالب المشروع "لاختطاف الأجندة السلمية للشعب".
وليد المعلم لروبرت فيسك: أمريكا اللاعب الرئيسى ضد سوريا
الثلاثاء، 28 أغسطس 2012 12:08 م
وزير الخارجية السورى وليد المعلم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة