سمير مرقص: لن أكون ديكوراً للرئيس ولدى صلاحيات واسعة

الثلاثاء، 28 أغسطس 2012 08:07 ص
سمير مرقص: لن أكون ديكوراً للرئيس ولدى صلاحيات واسعة سمير مرقص - مساعد الرئيس
محمد عبده حسنين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال سمير مرقص، وهو أول مسيحى يتولى منصب مساعد رئيس الجمهورية، إن تعيينه فى هذا الموقع، يعد أحد إنجازات ثورة 25 يناير 2011 التى أسقطت نظام حكم الرئيس السابق حسنى مبارك، الذى فتح الباب لتولى مسؤولين من خارج دائرة النخبة الضيقة وكبار العائلات مناصب مهمة فى الدولة.

وشدد مرقص، فى حوار مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، على أن تعيينه فى هذا المنصب لن يكون «شرفيا» ومن قبيل «الكوتة»، فهو لن يكون ديكورا للرئيس، وإنما لديه من الصلاحيات والمهام الكبيرة، التى تمكنه من تطبيق فكره. وأضاف قائلا: «إما أن يكون لى بصمة أو لا أكون موجودا».

ولفت مساعد الرئيس إلى أنه يجب التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين فى مصر على أنهم «واقعاً»، ودعاهم فى نفس الوقت إلى عدم إقصاء أى جماعة وطنية، وأن يعلموا أن «مصر لا تبنى بلون واحد». وفى ما يلى أهم ما جاء فى الحوار..

*هل تعتبر تعيين شخصية مسيحية فى منصب مساعد رئيس الجمهورية إنجازاً كبيراً حققته الثورة المصرية، خاصة أنه يحدث للمرة الأولى، وفى ظل رئيس إسلامى؟

- أولا، أنا أكره التصنيف الدينى بين المصريين بين مسلم ومسيحي، ولا أرغب فى أن يشار إلى عن طريق دينى، خاصة أن القضية المسيحية ومشاكل المسيحيين فى مصر جزء واحد فقط من اهتمامات كثيرة لدى، متنوعة ومختلفة، وتشمل كافة هموم الوطن. لكن على كل حال، فإنه لا شك فى أن ثورة الخامس والعشرين من يناير كان أحد أهدافها ثم أصبح أول إنجازاتها، توسيع وفك شبكة النخبة المغلقة، إذا جاز التعبير، والتى تعنى وجود نخبة مغلقة معروفة تمد أجهزة الدولة بالمسؤولين التنفيذيين والشخصيات المهمة، وبالتالى يكون التحرك فى دائرة مغلقة يطلق عليهم «أهل الثقة». أما الآن، وبعد الثورة، فقد فُتحت هذه الدائرة إلى حد كبير، أولا من الناحية الجيلية (صغر سن المسؤولين)، ثانيا من الناحية الفكرية، فأصبحنا نجد مثقفين فى مواقع تنفيذية.. فأنا مثلا أحسب على جماعة المثقفين، وتم تعيينى منذ عام تقريبا كنائب لمحافظة القاهرة، وهذا يحدث لأول مرة فى الجماعة الثقافية، فهذا شيء إيجابى وتجربة جديرة بالتأمل، وتخلق تحديا للنجاح. ولذلك، يجب أن تشمل التعيينات فى مصر جميع الفئات؛ الأولاد والبنات والمسيحيين والمسلمين الذين ليسوا محسوبين على النخبة أو العائلات الكبيرة، ووفقا لمعيار الكفاءة وخدمة الوطن فقط.

*ما الملفات الشائكة التى تنوى العمل عليها وستعطيها أولوية خلال مهمتك الحالية، وكذلك أول قرار ستتخذه؟

- أولا، هناك مستوى يتعلق بى شخصيا، وهو كيفية تطبيق كل ما ناضلت من أجله، حتى على المستوى الكتابى، والمتعلق بالحرية والديمقراطية وحقوق المواطنة والمساواة. وكذلك نضالى السياسى وتحركى فى الشارع على مدى عقود، وكيفية ترجمة ذلك بشكل عملى وعلمى، وأن يصبح مؤثرا بالنسبة للمصريين. المستوى الآخر المهم جدا، هو نقل مؤسسة الرئاسة من مستوى الفرعون والشخص الواحد إلى مستوى الفريق الرئاسى وفقاً لتخصصات وملفات معينة، ومحاولة تحديث الدولة المصرية، فالعالم المتقدم قائم على فكرة التخصصات النوعية، وهذه هى بداية التقدم.

*وهل تملك من الصلاحيات والإمكانيات ما يمكنك من تحقيق طموحك.. علما بأن آراء كثيرة تعتبر أن الفريق الرئاسى هو مجرد «ديكور» للرئيس ولن تكون له مشاركة فعلية فى السلطة؟

- بالتأكيد، فى ما يتعلق بالملف الخاص بي، هناك صلاحيات كبيرة ومهام معينة أتمتع بها، وتساعدنى فى التواصل مع جميع القوى الوطنية وإصدار قرارات أيضا. وملفى أوسع كثيرا من موضوع الأقباط الذى أراه قضية ضيقة. وعلى كل حال، الواقع سيفرض نفسه، ويجب ألا نستبق الأحداث، دعنا نختبر الموقف، علما بأن من يعرفنى جيدا يعلم أننى إما أن يكون لى بصمة فى المكان الذى أوكل به أو لا أكون موجودا. فأنا لن أقبل الاستمرار إلا فى وجود دور واضح. ولكن للأمانة، فإنه فى ما يتعلق بملف التحول الديمقراطى فهناك مهام واضحة محددة تم الاتفاق بشأنها بينى وبين الرئيس خلال لقائى السابق معه، كما ترك لى حرية تشكيل الفريق الخاص بى والمساعدين، وهذا شىء إيجابى.. ويتبقى فقط الممارسة العملية. وفى النهاية، أنا أخدم خدمة عامة لوجه الله والوطن.

*ألا تجد أى غضاضة أو معضلة فى التعامل مع رئيس جمهورية كان ينتمى إلى «جماعة الإخوان المسلمين»، أولا بصفتك شخصا مسيحيا، ثانيا كمفكر ليبرالى، تختلف فكريا معهم؟

- لا بد أن نعلم أن جماعة الإخوان المسلمين واقع وحقيقة، وأنا أصلا ضد فكرة إقصاء طرف ضد طرف، وأنادى بذلك منذ فترة، وتاريخى يشهد أننى وقفت فى الماضى ضد إقصاء الشيوعيين والإخوان المسلمين أنفسهم، أو عمليات القبض العشوائى التى كان يمارسها النظام السابق ضد أى تيار. علينا أن ندرك أن القضية هى أن يكون لكل قوى أو تيار درجة عادلة من التعبير السياسى، وإذا كنا نطالب بذلك لـ«الإخوان» فعليهم أن يحرصوا على أن يحققوا الآن ذلك بالنسبة للأطرف الأخرى. أنا لدى مقولة شهيرة أكتبها دائما، وهى «إن مصر لا تبنى بلون واحد.. مصر تبنى بكل التيارات».

*وهل ترى أن هذا ممكن؟

- الشكل الأولى لنظام الرئيس محمد مرسى يقول ذلك (المشاركة). فهناك تشكيلة فيها تنوع سياسى وأيديولوجى فى الفريق الرئاسى، لا بأس بها. فأنا شخصيا محسوب على القوى الوطنية بشكلها الواسع، وعلى التيار القادر على التواصل مع كل القوى الوطنية، وأشارك فى الفريق الرئاسي، رغم أنى ليبرالى التفكير ويسارى فى ما يتعلق بالعدالة الاجتماعية، ولدى اهتمام خاصة فى ما يتعلق بمسألة العلاقات الإسلامية - المسيحية ولدى الكثير من المؤلفات فى هذا الشأن.

*إحدى المشاكل الرئيسية فى مصر حاليا.. هى مطالب المسيحيين، كيف يتم علاج هذه المشاكل وتحقيق مطالبهم.. وأيضا طمأنتهم؟

- أنا من المدرسة التى تقول أو تنادى بأن تكون طمأنة المسيحيين من خلال توفير الأمان والطمأنينة للمصريين بشكل عام. علينا أن نوفر المواطنة للكل، ونوفر العدل للجميع. لا يوجد أحد يوفر له أمان بمفرده وبمعزل عن الآخرين. إذا وفر الرئيس والحكومة المواطنة والعدل للجميع، فضمنا سيكون ذلك للمسيحيين والمرأة. لو أنك أعطيت تطمينات لفئة بعينها كأنك تعطيها امتيازا مستقلا عن الباقين، هذا خطأ. لأن الذى يمنح الامتياز اليوم يستطيع أن يسحبه غداً، أما لو تم منحه للجميع فستصبح قاعدة لا يستطيع أحد أن يسحبها، وأصبحت حقا للمواطنين المصريين.

*هناك اهتمام دولى بحقوق المسيحيين فى مصر، خاصة بعد صعود الإسلاميين للحكم، كيف ترى هذا الاهتمام، وعلى أى أساس سيتم التعامل معه؟

-ما يحدث فى الداخل المصرى هو شأن مصرى، على الجماعة الوطنية أن تعالجه؛ لأن من يطلب الحماية من الخارج، فهو يطلب فى نفس اللحظة العقوبة للآخرين. وأى جماعة وطنية تستطيع أن تتعايش معا، لكن أن يكون هناك طرف يستقوى بالخارج فسيكون سبب عقاب للآخرين. والمسيحيون فى مصر أدركوا هذه الحقيقة، وعلموا أن النضال من أجل قضاياهم يكون من خلال الانخراط فى العمل العام، ومشاركة المسلمين، وتوسيع قاعدة المسلمين الذين يتبنون مشاكل المسيحيين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة