حث الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند المعارضة السورية أمس الاثنين إلى تشكيل حكومة انتقالية، وقال إن فرنسا ستعترف بحكومة كهذه حال تشكيلها على أمل تصعيد الضغوط على نظام الرئيس بشار الأسد مع تصاعد وتيرة العنف هناك.
الرئيس الفرنسى الذى بدا جليا أن الإحباط تملك منه بسبب التحفظ الذى تلتزم به كل من الصين وروسيا حيال تبنى إجراءات أكثر قوة ضد الأسد فى الأمم المتحدة، أخذ توجها جديدا تماما لدفع قوى المعارضة دفعا نحو الاتحاد.
دعوة أولاند للمعارضة يؤكد اعتقادا شائعا فى العديد من الدوائر الدبلوماسية مفاده أن البدائل ذات المصداقية لنظام الأسد يجب أن تتشكل أولا كى تعجل بخروجه، وهى النتيجة التى تسعى فرنسا والولايات المتحدة وقوى غربية كثيرة لتحقيقه طيلة أشهر.
لا تزال المعارضة السورية مفتتة إلى حد كبير وفكرة ما إذا كان ممكنا تشكيل حكومة انتقالية لا تزال بعيدة عن الأذهان كل البعد، لكن إعلان أولاند الذى يعتقد أنه الأول من نوعه، يبدو أنه يهدف إلى إعطاء قوة دفع لتشكيل حكومة انتقالية للمعارضة السورية، فى ظل غياب تفويض دولى أقوى.
وقال أولاند "فرنسا تطلب من المعارضة السورية تشكيل حكومة انتقالية - شاملة وتمثل كافة الأطياف - من شأنها أن تصبح ممثلا شرعيا لسوريا الجديدة". وأضاف أولاند أمام مئات من الدبلوماسيين والشخصيات العامة فى القصر الرئاسى "إننا ندعو شركاءنا العرب للتسريع بوتيرة هذه الخطوة".
يقول النشطاء إن أكثر من عشرين ألف شخص قتلوا منذ اندلاع الثورة السورية منتصف مارس 2011 فى سوريا، والتى بدأت بمسيرات احتجاج سلمية ضد حكم الرئيس بشار الأسد وسرعان ما تحولت إلى حرب أهلية.
وقال أولاند مؤكدا على مخاوف كان نظيره الأمريكى باراك اوباما تحدث عنها، إن فرنسا لا تزال "متنبهة للغاية.. للحيلولة دون استخدام نظام (الأسد) الأسلحة الكيماوية". وقال أولاند إن أى استخدام للأسلحة الكيماوية لقمع الشعب السورى "سيكون مبررا شرعيا للتدخل المباشر من قبل المجتمع الدولى".
غير أن فرنسا لا ترى مؤشرا واضحا يوحى بأن قوات الأسد قد تلجأ لاستخدام الأسلحة الكيماوية، حسبما قال مسئول فرنسى طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع. تبنت فرنسا أيضا إجراءات من شأنها دعم خلق "مناطق حرة" داخل سوريا - مشيدا بفكرة المناطق العازلة التى اقترحتها تركيا.
وتطرق أولاند أيضا إلى مسألة تحفظ روسيا والصين بشأن الاتفاق على استخدام لغة أقوى ضد نظام الأسد، وقال "موقفهما يوهن قدرتنا على استخدام التفويض الذى يمنحنا إياه ميثاق الأمم المتحدة".
جدير بالذكر أن صفوف المعارضة السورية تعج بالانقسامات منذ اندلاع الثورة منتصف مارس العام الماضى، وفكرة تشكيل حكومة انتقالية تحول دونها الكثير من العراقيل.
كان عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطنى السورى المعارض أعلن مؤخرا أن المجلس يضع خططا ويجرى مشاورات لتشكيل حكومة انتقالية، بيد أن العديد من جماعات المعارضة ومنها تحالف معارضة وليد يتزعمه المعارض المخضرم هيثم المالح - تضع خططا مشابهة.
الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة