أعجبنى كتاب "الدب ضد العقرب" الذى ألفه العقيد الإسرائيلى "شلوموجوردن" وأصدق ملاحظاته النقدية على الحرب التى شنها جيش العدو الإسرائيلى على سكان قطاع غزة عام 2009م، وأعجبنى أكثر تأكيد الرجل على فشل العملية العسكرية فى تحقيق أهدافها، معتبراً إياها إعادة لمعركة فاشلة لحرب لبنان الثانية، وما ترتب عليها من نتائج! لقد خالف العقيد "شلوموجوردن" كل ما قاله أعداء المقاومة فى غزة عن الانتصار الإسرائيلى، ومسح بمنديل الحقيقة دموع التماسيح التى سالت على خد بعض السياسيين والكتاب الفلسطينيين، الذين أصروا على أن المقاومة الفلسطينية كانت نمراً من ورق، وأن قبضة إسرائيل القوية هرست عظم المقاومة، وفعلت فيها ما يحلو لها.
فما الجديد فى شهادة شلو موجوردن كما وردت فى كتاب "الدب والعقرب": أولاً: إن حركة حماس لم توافق على هدنة مع إسرائيل فى قطاع غزة، وقد اضطررنا إلى الانسحاب من طرف واحد دون تحقيق أدنى الأهداف فى قطاع غزة ثانياً: كان من أهم أهداف عملية الرصاص المصبوب، هو إعادة الهدوء إلى مناطق الجنوب لفترة طويلة، وهذا الأمر لم يتحقق حتى اليوم ثالثاً: يقترح الكاتب على الجيش الإسرائيلى تغيير هيكلة القوة، كما هو الحال فى الجيش الأمريكى الذى يعمل دائماً على التقليل من استخدام القوات البرية تلك بعض اعترافات العقيد الإسرائيلى عن الحرب، التى كان اسمها "الرصاص المصبوب"، أما لفظة "مصبوب" فإنها تحمل من دلالة الإرادة الإسرائيلية ما لا ينازعها شىء على وجه الأرض، وتحمل من التخويف ما ارتجفت له أفئدة الكثيرين، وظنوا أن حرارة الرصاص المصبوب سيصهر عظم غزة، وسيجعل من مقاومتها المسلحة هشيماً تذروه الرياح، بينما كان المقاوم المسلم واثقاً أنه يؤدى الفريضة حين يتحدى الرصاص المصبوب، وأنه يؤدى النوافل حين يعاود سكب الرصاص فى قوالب من الكرامة والكبرياء، وهو يؤكد على الحقائق الميدانية التالية التى حاول تجاهلها العقيد "جوردن": أولاً: استمرار تساقط قذائف المقاومة على الكيان الصهيونى بعد يومين من إعلان الحكومة الإسرائيلية عن وقف إطلاق النار، وبدء الانسحاب من غزة، ثانياً: رغم الدور المشبوه الذى قام فيه عمر سليمان مدير مخابرات نظام مبارك، فى الضغط على القيادة السياسية للمقاومة، ورغم عزلها عن العالم فى أحد فنادق القاهرة، فقد رفضت المقاومة الفلسطينية كل الضغوط القذرة، وأصرت على عدم إعطاء الجيش الإسرائيلى أى مخرج مشرف لوقف عدوانه، ثالثاً: ظلت الروح القتالية لرجال المقاومة فى منأى عن الإرهاب الإعلامى لأعداء فلسطين، واستطاعت أن تنقل عدوى الصمود إلى خارج الحدود، وما كان بعيداً صار قريباً جداً.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
صـفـوت صـالـح الـكـاشف / الـقــــــاهـرة
/////////// أرجوك لاتذهب بعيدا هكذا !! ///////////