السيد عبد الكريم أحمد يكتب: الجمل تمخض فولد فاراً

تظاهرة غير مبررة نظرت إلى تجمعكم بجوار المنصة، وجدتكم أقلة لا تتعدون بضعة بضعة أنفار شغلتم حيز ضيق لا تتعدى بعض أمتار لعدم قناعة الكثيرين لما فى هذه الدعوة من أفكار، أو لربما لشدة الجو الحار على مدار عدة أسابيع، ونحن فى الانتظار لما ستسفر عنه هذا الحوارات، توقعنا أن يكون هجوما بريا أو عملية إبرار، وفجأة لاحظنا أن الجمل تمخض فولد فاراً، لكم الحق فى التظاهر السلمى، لا تقليل من شأنكم حقكم محفوظ كحق الجار على الجار، ولكن هذا مجرد رأى من مواطن فى غاية الاحتيار، بعد أن لاحظنا بعض الشىء حالة من الاستقرار، ما زالت بقايا الفلول فى النزع الأخير تنفخ فى النار، مستكترين علينا أن يكون لنا رئيس يتمتع بالهيبة والوقار، يقرأ القرآن وفى الصباح والمساء له ورد من الأذكار.

لم نجد من الرجل انحياز لتيار دون تيار، بدليل الحكومة الأخيرة تشكيلها تكنوقراط لم ينفرد بها تيار، مع إن الولد أبو سريع معندوش فكرة عن معنى الكلمة بجد مش هزار، هو همة يروى كام قيراط اللى حيلته سواء من مياه جوفية أو من الأنهار، نعود لموضوعنا هل أحد منكم طرق بابه ورفض هو الحوار، لم يسع للسلطة والتفرد بالتشريع أو باتخاذ القرار، حيث إنه اتخذ من أهل الخبرة فى كل مجال مستشار، والتشريع فترة مؤقتة لحين اكتمال الدستور وعودة البرلمان للدار، وتحقيق المطالب لا يكون بالانقلاب على الشرعية وحرق المقار، ومن أتى عبر الصندوق بالاختيار عليه أن يكمل المشوار، لا أن يتخلى لأن هناك صيحات أبواق وفى الميدان طلقات نار، الأمر ليس هزار، الانتخابات كلفتنا اثنين مليار، اللى ايده فى المية مش زى اللى ايده فى النار، انظر حولك شوف الأسعار، الفاكهة والخضار، وسعر البامية والخيار، عليك أن تختار أن تضع البلد دائما فى حالة استنفار، أم أن تنعم بين بنى وطنك بالاستقرار.