ما حدث فى نقابة الصحفيين من تراشق بالألفاظ ثم تطور لاشتباك بالأيدى والكراسى داخل قاعة الاجتماع الذى ضم أعضاء المجلس والنقيب ثم تطور الأمر لتحرير محضر الشرطة من عضو المجلس ضد النقيب ينم عن الكارثة التى وصلت إليها الجماعة الصحفية، ويؤكد أننا فى أسود مرحلة تمر بها النقابة فى تاريخها، لأنه فى الوقت الذى تتعرض فيه حرية الصحافة والرأى والإبداع إلى هجمة ظلامية شرسة من أعداء القلم وفى مناخ كابوسى تمت فيه إغلاق قناة – بعيدا عن اختلافنا أو اتفقنا مع مضمون ما تطرح- ويتم مداهمة مطبعة دار التحرير التى تطبع جريدة الدستور، ويقتحم ضباط الشرطة المطبعة للحصول على الزنكات ومصادرة الجريدة ليلة السبت 12 أغسطس ثم يقتحم نفس الضباط مقر جريدة الدستور ثم يتم التحقيق مع رئيس تحريرها الزميل إسلام عفيفى بدون الرجوع لنقابته كما ينص القانون ويحال للمحاكمة بسرعة الصاروخ ويصدر قرار بحبسه احتياطيا ويجر- بضم الياء- لسيارة ترحيلات لسجن طره كأنه مجرم أو لص أو قاتل وليس كاتبا يمتهن مهنة الصحافة والباقى معروف، ولولا وقفة الصحفيين والمثقفين فى ميدان طلعت حرب عقب قرار الحبس الاحتياطى، ولولا ردود الأفعال العنيفة والغاضبة من كل المنظمات الدولية خصوصا منظمة مراسلون بلا حدود التى قالت بالحرف، إن ما يحدث لأصحاب الرأى فى مصر بعد صعود الإخوان والإسلاميين للحكم لم يحدث طوال العهود السابقة، لولا هذا الزلزال ما أسرع الرئيس مرسى بإصدار قراره الذى هللنا له وفرحنا به وبتصريحات المتحدث باسم الرئاسة ووزير العدل.
ولا شك أن هذا القرار لم يكن منّة أو منحة من الرئيس، لأن الحرية لا تمنح ولكن تنتزع، ووسط هذا كله لم يكن للنقابة أى دور فعال فى الرد على هذه الضربات المتوالية ضد حرية الرأى والتعبير وهو ما ذكره عضو المجلس هشام يونس ولم يعجب به البعض من أنصار مجلس الشورى داخل مجلس النقابة وأدى لأول مرة لخناقة وصلت لأقسام الشرطة.. وتعالوا نتخيل لو أن نقابة الصحفيين فى عهد من عهودها الذهبية وآخرها حقبة جلال عارف، تخيلوا معى ماذا كانت النقابة ستفعل؟ تخيلوا لو أنها فى عهد إبراهيم نافع الذى اختلفنا معه وهاجمناه واعتصمنا أيام القانون 96 الذى نص على عدم الحبس للصحفى، تخيلوا معى لو أنه يوجد مجلس ونقيب يحمون هذه المهنة وأصحابها وشرف وكرامة صاحبة الجلالة.. هل كان سيحدث ما حدث؟ نقابة الصحفيين الآن ليست منقسمة أو مشروخة بمجلس نقابتها المتناقض المتضارب.. بل هى فى أسوأ حالاتها على الإطلاق، وكان الأجدر بها الآن أن تتفرغ للدفاع عن المهنة فى بنود الدستور وصياغة باب الحريات بصورة تحفظ للمهنة وأجيالها القادمة حريتها وكيانها، بل كان الأجدر وكما كانت طوال تاريخها أن تمثل مِجَّن- بكسر الميم وفتح الجيم مع تشديدها- الدفاع الأول عن حرية الوطن واستقلال إرادته ضد تغول تيار الإسلام السياسى بإخوانه وسلفييه، نقابة الصحفيين كانت بيت الدفاع عن الأمة وعن الحريات بأنواعها.. الآن تحولت إلى بيت مستباح جدرانه من زجاج مكسور ومنثور وشظايا تقتل الرأى والرؤية، لذلك أطالب، باعتبارى عضوا بجمعيتها العمومية، المجلس الموقر أن يستقيل مع نقيبه وأن تتم فورا دعوة الجمعية العمومية لانتخاب مجلس ونقيب يعون خطورة هذه المرحلة التى إما أن ترفع فيها رؤوسنا أو يتم تدجين الجميع داخل حظيرة السلطة وتتحول المهنة من صاحبة الجلالة إلى صاحبة الحرملك..استقيلوا يرحمكم الله
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامه عبد الرسول
ما هكذا يكون العداء
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
اتقى الله واعترف بالحقيقه
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد ابراهيم
حسبنا الله ونعم الوكيل
الله ينتقم منك
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري بسيط
اخي الكاتب من فضلك كنت فين
عدد الردود 0
بواسطة:
سامي
الي اختشو ماتوا
عدد الردود 0
بواسطة:
د.اسامة الكرم
حقائق يجب الا ننساها
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
اهدى ياخويا انت وهو
عدد الردود 0
بواسطة:
درويش
الى الجميع
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبدالعظيم شريف
الى رقم4
كان رئيس تحرير مجلة قومية